حتى الآن لم يظهر ما بجعبته لمواجهة الإرهاب ؟ سياسات ترامب بين دعم داعش ودحره

الحدث الثلاثاء ١٤/مارس/٢٠١٧ ٠٤:٠٥ ص
حتى الآن لم يظهر ما بجعبته لمواجهة الإرهاب ؟ 
سياسات ترامب بين دعم داعش ودحره

مسقط – محمد البيباني

رغم تركيز برنامجه الانتخابي قبيل فوزه على مواجهة الإرهاب ودحر تنظيم داعش إلا أنه حتى اللحظة لم يستطع ترجمتها إلى سياسات واقعية ....
التماس الوحيد الذي جمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتنظيم داعش لا شك أنه يصب في صالح التنظيم وقد يؤدي إلى انضمام أعضاء جدد جراء سياساته التي يخلط فيها بين الإسلام والإرهاب.

ماذا في جعبة الرئيس الأمريكي الجديد فيما يتعلق بالتنظيم الإرهابي ؟ وهل سينجح في مواجهته أم أن سياساته وتصريحاته ستمنح قبلة الحياة للتنظيم الذي يواجه خسائر كبيرة في سوريا والعراق وستعطيه دفعة جديدة من الأعضاء الذين تضرروا بشكل مباشر من سياساته وستوجد دافعاً انتقامياً تجاه واشنطن قد تدفعهم نحو طريق الإرهاب ؟

مؤتمر دولي مرتقب
قال مصدر، في إدارة الرئيس دونالد ترامب، إن وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، سيستضيف مؤتمراً وزارياً يضم 68 دولة هذا الشهر لبحث جهود القضاء على تنظيم "داعش".
وأضاف المصدر، لقناة (الحرة) الأمريكية، أن المؤتمر سيعقد يومي 22 و23 من مارس الجاري.
وينفذ التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة منذ أغسطس 2014 عمليات عسكرية ضد تنظيم "داعش" في أماكن وجوده في سوريا والعراق.

حظر السفر يفيد داعش

في السياق نفسه انتقد عشرات المسئولين السابقين في وزارتي الدفاع والخارجية الأمريكيتين قرار الرئيس دونالد ترامب المعدل بحظر السفر، وقالوا إنه يتعارض مع الأمن القومي ويعد أداة مفيدة لداعش لتجنيد أعضاء جدد.
وبحسب ما ذكرت مجلة نيوزويك، فإن أكثر من 130 من هؤلاء المسؤولين وقعوا على خطاب، يوم الجمعة الفائتة، جاء فيه: "نشعر بالقلق العميق من أن القرار التنفيذي الصادر في السادس من مارس 2017، الذي يوقف إعادة توطين اللاجئين ويوقف إصدار التأشيرات والسفر من ست دول ذات أغلبية إسلامية مثل القرار السابق، سيضعف الأمن القومى الأمريكي ويقوض القيادة الأمريكية العالمية".
وتم تسليم هذا الخطاب إلى ترامب ووزير خارجيته ريكس تيلرسون ووزير الدفاع جيمس ماتيس، ووزير العدل جيف سيشنز، وزير الأمن الداخلي جون كيلي، والقائم بأعمال مدير الاستخبارات الوطنية مايكل ديمبسي.
ومن بين الموقعين على الخطاب، مسئولين مخضرمين من عدة إدارات سابقة، أبرزهم وزيرة الخارجية فى عهد بل كلينتون، مادلين أولبرايت، ووزير خارجية أوباما، جون كيرى، ووزيرة الأمن الداخلي في عهده جانيت نابوليتانو، وسوزان رايس، مستشارة الأمن القومى السابقة.

تعزيز حلقة الإحباط
ويرى خبراء السياسة الخارجية أن القرار التنفيذي الجديد، المقرر دخوله حيز التنفيذ في السادس عشر من مارس الجاري، يصب في مصلحة داعش والمتطرفين الآخرين، بتعزيز رسالته للمسلمين المحبطين حول العالم.
وقالوا في خطابهم إن القرار "سيبعث برسالة تعزز دعاية داعش والجماعات المتطرفة الأخرى التي تدّعي كذبا أن الولايات المتحدة في حرب مع الإسلام". وأضافوا أنه على العكس، فإن الترحيب باللاجئين والمسافرين المسلمين يفضح أكاذيب الإرهابيين ويرد على رؤيتهم المشوهة".
وكان كيري وأولبرايت ومجموعة أخرى من الديمقراطيين البارزين قد انتقدوا قرار حظر السفر الأول، وقالوا إنه يعرض الجيش الأمريكي للخطر.

"لم نر شيئاً ملموساً"
يذكر أن الرئيس السوري بشار الأسد قال في وقت سابق إنه لم ير "شيئا ملموساً" بعد من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فيما يتعلق بتعهده بدحر تنظيم "داعش"، ووصف القوات الأمريكية المنتشرة في سوريا وغيرها من القوات التي دخلت دون دعوة بأنها "قوات غازية".
وقال الأسد في مقابلة مع قناة فينيكس التلفزيونية الصينية إنه "نظريا" لا يزال يرى مجالاً للتعاون مع ترامب "لكن عمليا" لم يحدث شيء بهذا الصدد بعد، وأضاف أن تعهد ترامب خلال حملته الانتخابية بإعطاء الأولوية لدحر التنظيم كان "مقاربة واعدة" لكن "لم نر شيئاً ملموساً بعد فيما يتعلق بهذا الخطاب".
ووصف الأسد الحملة العسكرية المدعومة من الولايات المتحدة ضد داعش في سوريا بأنها "هجمات عسكرية" تقتصر على مناطق صغيرة وقال "نأمل في أن تقوم هذه الإدارة الأمريكية بتنفيذ ما سمعناه".
وسئل الأسد عن نشر قوات أمريكية قرب مدينة منبج بشمال البلاد فقال: "أي قوات أجنبية تدخل سوريا دون دعوتنا أو إذننا أو التشاور معنا تعتبر قوات غازية،"ولا نعتقد أن هذا سيكون مفيدا".، كما قال إنه ينبغي محاربة "الإرهابيين" والدخول في حوار لحل الأزمة السورية.

"ترامب يدعم داعش "
تحت عنوان "ترامب يدعم داعش"، نشرت مجلة نيوزويك الأمريكية في عددها الأسبوعي الأخير تقريراً عن سياسة الرئيس الأمريكي إزاء التنظيم الإرهابي، ودورها في دعمه.
وقالت المجلة إن الرؤساء الأمريكيين، ومنذ أحداث سبتمبر، عملوا بنصيحة خبراء مكافحة الإرهاب في مجتمع الاستخبارات وفهموا أن مواجهة دعاية الإرهابيين من بين الأجزاء الأساسية لمحاربة داعش والقاعدة والمتطرفين القتلة الآخرين.
وتتابع المجلة قائلة: من خلال لغة منتقاة بعناية، والأكثر أهمية سياسة تم وضعها باقتدار، عملت الولايات المتحدة على كشف الأكاذيب وإقناع الشباب المسلم الذي تدفعه تلك الدعاية نحو الكراهية بأنه مرحب به في أمريكا ويحظى بالتقدير فيها. لكن يبدو أن هذا العصر قد انتهى، فالرئيس ترامب الذي لم يمض على توليه الحكم شهرين، تخلى عن الإستراتيجية التي استخدمها الديمقراطيون والجمهوريون على حد سواء، وبعث برسالة جديدة من البيت الأبيض، تعزز دعاية المتطرفين وتزيد احتمالية موت المزيد من الأمريكيين في هجمات".
ونقلت المجلة في تقريرها عن إحسان الحريري، وهو أستاذ في معهد الدراسات الإستراتيجية بكلية الحرب: "لو أن هناك من يكتب سيناريو لداعش، لم يكن ليكتب واحدا أفضل من هذا الذي يصدره البيت الأبيض". وأضاف أنه منذ تولي ترامب مهام منصبه، كان يمضي في طريقه بإدلاء بتصريحات وإصدار قرارات تضر بموقف أمريكا.

استراتيجية مفقودة
وتؤكد نيوزويك أن المشكلات نابعة من عدم قدرة أو استعداد البيت الأبيض على فهم مبدأين شكلا أساسا إستراتيجية أمريكا في مواجهة الإرهاب ، الأول هو أن المسلمين الأمريكيين والحكومات في الدول ذات الأغلبية المسلمة هم الحلفاء الأكثر أهمية في معركة واشنطن ضد المتطرفين. والثاني هو أن أعداء أمريكا هم أصدقاؤها. وهذا يتطلب فهما بأن ليس كل المسلمين يمارسون عقيدتهم بنفس الطريق.
وأوضحت نيوزويك أن استخدام ترامب مصطلح "الإسلام الراديكالي" في خطاب تتويجه، كان سحقا لنصيحة استمرت على مدار 16 عاماً من خبراء مكافحة الإرهاب بالسي أي إيه.
ورغم احتفال اليمينين بما قاله، إلا أن الخبراء رأوا هذا جهلا، وأن تحقيق ثوانٍ قليلة من البهجة القوية رفع مستوى الخطر.