الرواحي: مضخة الأنسولين الأنسب لعلاج طفلي لكنها مكلفة

بلادنا الخميس ١٦/مارس/٢٠١٧ ٠٤:٠٠ ص
الرواحي: مضخة الأنسولين الأنسب لعلاج طفلي لكنها مكلفة

مسقط - تهاني الشكيلية

داء السكري أحد الأمراض التي قد تشكل تحدياً كبيراً سواء للمريض أو لأهله، وبخاصة إذا كان المريض من فئة الأطفال، لأنه يتطلب متابعة دورية ودقيقة ونظاماً غذائياً جيداً للتحكم به، وهنا تقع على الأهل مسؤولية كبيرة في تنظيم حياة أطفالهم بشكل يشعر فيه الطفل بأنه لا يختلف عن أبناء جيله وأنه يمكن أن يتعايش مع المرض بشكل طبيعي.

مصعب بن محمد الرواحي فتى في الصف العاشر أصيب بمرض السكري في بداية الصف الرابع الابتدائي إذ كان يعاني من اضطرابات في نسبة السكر وكان يتغيب كثيراً عن المدرسة، وبدأ يأخذ الأنسولين عن طريق الحقن ولكن الحقن لم تكن تجدي فقد كان ينوَّم في المستشفى بشكل شهري تقريباً، بعدها غيّر المستشفى علاجه إلى قلم الأنسولين والقلم كان فعالاً لفترة بسيطة مع استمرار تنويمه في المستشفى.
ومع القلم والحقن كان لا يأخذ راحته في الأكل وكان يحرم نفسه من الأكلات التي يحبها. بعدها غيّر المستشفى علاجه إلى مضخة الأنسولين وهي تقريباً بديل عن البنكرياس والآن يأكل أي شيء يرغب فيه.
مضخة الأنسولين عبارة عن جهاز صغير الحجم يحتوي على الأنسولين الذي يصل إلى جسم مريض السكر عبر أنبوب بلاستيكي يمتد من المضخة حتى إبرة يتم وضعها تحت جلد البطن أو الأرداف، وتلصق أو تثبت الإبرة أو الأنبوب بشريط لاصق لمدة 3 أيام.
وعن تجربة مصعب في استخدام المضخة يقول: في بداية استخدامي للمضخة كنت أواجه بعض الصعوبة في تركيب المضخة ولم أكن معتاداً على حساب الكربوهيدرات لكن تعلمت هذه الأشياء خلال أسبوعين، والآن ولله الحمد أمارس حياتي كأي شخص طبيعي.
وعند سؤالنا له عن رأيه في مرض السكري أجاب قائلاً: مرض السكري مرض بسيط ولا يمكن أن يؤثر على حياة الشخص إذا كان مهتماً بالمرض، وينبغي ألا يجعل المرض يؤثر على حياته، فأنا ولله الحمد أخرج مع أصدقائي وعائلتي وأستمتع بوقتي بدون الإحساس بأي فروق عنهم.
ويتابع: بعض الناس يعتقدون أن مريض السكري لا يستطيع أن يمارس الأشياء التي يمارسها غيره مثل الرياضة أو الجلوس تحت الشمس ولكن الحقيقة عكس ذلك.
ويقول والد الطفل مصعب: موضوع طفل يعاني من مرض السكري أمر صعب خاصة أننا كنا نسمع عن المرض ولم نكن نعايشه، فطفلي مصعب أصيب وهو في الصف الرابع فكانت صدمة أن يكون أحد أطفالنا مصاباً بهذا المرض لأنه إذا لم يتم التعامل معه بشكل صحيح ستكون له آثار وخيمة.
ويضيف: مضخة الأنسولين فعالة وتؤدي غرضها بشكل ممتاز ولكن الأهم هو الحذر في التعامل معها خشية حدوث انخفاضات للطفل عندما يكون نائماً؛ لذا لابد لأولياء الأمور أن يكونوا مستعدين لمثل هذه المسألة ويقوموا بالمتابعة والمراقبة خاصة عند نوم الطفل.
وعن تكاليف العلاج بالمضخة يقول: نعالج طفلنا حالياً بمضخة الأنسولين وهي مكلفة جداً تتراوح بين 1500 ريال إلى 3000 ريال وتحتاج المضخة إلى أكسسوارات شهرياً في حدود 60 ريالاً عمانياً، ولله الحمد الجمعيات تقدم دعماً كبيراً لمرضى السكري سواء عن طريق شراء مضخات الأنسولين أو عن طريق التكلفة الشهرية ولهم كل الشكر والتقدير وجزاهم الله خيراً على ذلك.
وذكرت الممرضة بالمركز الوطني للسكري والغدد الصماء ابتسام العامرية أن عدد حالات سكري الأطفال التي تتردد على المركز في العام 2015 بلغت 553 حالة، وفي العام 2016 وصل عدد الحالات إلى 654 حالة، والعدد في تزايد والأسباب غير معروفة إلى الآن إذ لم تجرَ دراسة عن أسباب التزايد.
وبينت لنا العامرية أن مصعب يعاني من النوع الأول من السكري وهو نوع يصيب الأطفال، ويحدث هذا النوع نتيجة نقص في هرمون الأنسولين أو عدم وجوده نهائياً وهو يعدُّ الناقل الوحيد لسكر الدم، وذلك بسبب اضطراب في الجهاز المناعي، فيقوم بمهاجمة خلايا «بيتا» وبالتالي يصبح البنكرياس عاجزاً عن إنتاج الأنسولين بكميات كافية للجسم. ولله الحمد استجاب مصعب للعلاج فهو متحكم جيد بالسكر ويأخذ العلاج بانتظام بالتعاون مع أهله.
وعن الصعوبات التي يواجهها أطفال السكري تقول: يواجه الأطفال صعوبات عدة أبرزها الفحص المستمر لقياس السكر وأخذ إبر الأنسولين والتقييد بالأكل الصحي.
وتقول: يُذلِّل المركز الوطني للسكري والغدد الصماء الصعوبات عن طريق التثقيف المستمر للأطفال والأهل وإقامة فعاليات للتعارف وتبادل الخبرات، أيضاً يتواصل المركز باستمرار مع أهالي المرضى فيما يتعلق بإرسالهم لنا لقراءات السكري وبالتالي التحكم في تعديل جرعات الأنسولين سواء عن طريق الفاكس أو الواتساب أو إحضار القراءات إلى المركز.