ملايين العرب يلاحقهم الموت قتلاً أو جوعاً! في يوم «حقوق الإنسان العربي»

الحدث الخميس ١٦/مارس/٢٠١٧ ٠٤:٠٤ ص
ملايين العرب يلاحقهم الموت قتلاً أو جوعاً!

في يوم «حقوق الإنسان العربي»

مسقط – محمد البيباني

رغم ما تشهده المنطقة العربية من مآس غير مسبوقة تلقي بظلالها جميعها على الإنسان العربي وحقوقه الأساسية، تحتفل لجنة حقوق الإنسان العربية باليوم العربي لحقوق الإنسان الذي أقرته جامعة الدول العربية والذي يصادف يوم 16 مارس من كل عام وهو اليوم الذي دخل فيه الميثاق العربي لحقوق الإنسان حيز النفاذ في العام 2008 بعد أن تم إقراره في مايو من العام 2004 بقمة تونس.

بؤر عربية ملتهبة هنا وهناك تموت شعوبها قهراً وجوعاً وتشرداً وقتلاً من سوريا إلى اليمن مروراً بالعراق وليبيا حيث الاقتتال والحروب جنباً إلى جنب مع ممارسات «داعش» وانتهاكاته غير المسبوقة.
في ظل هذه الأجواء المرعبة كيف للعرب أن يحتفلوا بحقوق الإنسان التي تدهس كل لحظة تحت أقدام الإرهابيين وتهديدات آلات الحرب التي تفتك بهم دون رحمة أو وازع من ضمير ؟

سوريا.. نزيف متواصل

عكس تقرير اللجنة السورية لحقوق الإنسان الخامس عشر للعام 2016 استمرار نزيف الدم في سوريا، حيث وثّقت اللجنة خلال 2016 مقتل 19524 شخصاً، أي بواقع شخص واحد كل 27 دقيقة!. ومن بين الضحايا خلال هذا العام 2779 طفلاً و1625 امرأة.
كما شهد العام نفسه استخداماً لأسلحة جديدة لم تُستخدم من قبل، ومن أهمها الصواريخ الارتجاجية، والتي تُسبب اهتزازاً في طبقات الأرض، بما يدفع المباني للتساقط حتى بعد أيام من انتهاء القصف، والخراطيم المتفجرة، والاسطوانات المتفجرة، بالإضافة إلى الأسلحة التي بدأ استخدامها في العام الفائت، كالألغام البحرية والصواريخ العابرة للبحار.
واستمر تنظيم داعش في التمايز عن بقية الفاعلين من ناحية قيامه بتوثيق وتسويق الفظائع التي يتم ارتكابها من قبله. وسجّل العام عدداً من وسائل القتل الجديدة التي لم يستخدمها من قبل، بالإضافة إلى وسائل قتل قديمة.
وفي القطاع التعليمي، أظهر تقرير اللجنة السورية لحقوق الإنسان استهداف (132) مؤسسة تعليمية خلال العام 2016.
واستمرت سوريا في الحضور على رأس قائمة الدول الأخطر على حياة الإعلاميين للعام الرابع على التوالي، بالإضافة إلى تصدّرها قائمة الدول الأخطر على حرياتهم. وسجّلت اللجنة مقتل (59) إعلامياً خلال العام 2016. واستمرّت أزمة النزوح واللجوء في سوريا للعام السادس على التوالي، ووصل عدد اللاجئين المسجلين رسمياً لدى الأمم المتحدة في نهاية العام 2016 ما مجموعه 4,861,112 لاجئاً، بزيادة مقدارها 470,673 لاجئاً خلال هذا العام وحده.
وبالإضافة إلى اللاجئين الذين غادروا سوريا إلى دول الجوار أو إلى دول أخرى من بعدها، فإنّ 6.3 مليون شخص نزحوا من بيوتهم، في انخفاضٍ مقداره 300 ألف شخص عن العام 2015.
وشهد العام 2016 تعليقاً متتابعاً لصلاة الجمعة في عدد من المدن السورية، بسبب القصف الشديد الذي كانت تتعرّض له هذه المدن. وتكرر هذا التعليق بشكل خاص في مدينة حلب وفي ريف حمص الشمالي.

اليمن. مأساة أخرى

في يناير الفائت قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إن نحو 1400 طفل قتلوا منذ اندلاع الحرب في اليمن قبل نحو عامين، مشيرة إلى أن هذا العدد «قد يكون في الحقيقة أكبر بكثير».
وأضافت ممثلة اليونيسيف باليمن ميريتشل ريلانو في مؤتمر صحفي بـ صنعاء أن الحرب حرمت أكثر من ثلثي اليمنيين من الحصول على العناية الطبية اللازمة، وأصبح الحصول على الغذاء أكثر صعوبة، وتؤكد اليونيسيف أن الأطفال أكثر من يدفع ثمن الحرب في اليمن، إذ إن سوء التغذية والأمراض يتسببان بوفاة طفل واحد على الأقل كل عشر دقائق.
وقالت ممثلة اليونيسيف إن 1.7 مليون طفل يمني تحت سن الخامسة يعانون من سوء التغذية المتوسط، ويعاني 462 ألف طفل آخر من سوء التغذية الحاد، وذكرت أن 7.4 ملايين طفل يحتاجون إلى رعاية صحية في ظل نظام صحي أصبح «على حافة الانهيار» وفي ظل تعذر حصول 14.4 مليون يمني على مياه شرب سليمة.
كما ارتفع عدد الأطفال اليمنيين خارج المدارس ليبلغ مليوني طفل، وهو ما يحرم هؤلاء من أحد حقوقهم الأساسية وهو التعليم. وقال صندوق منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إن 350 ألف طفل لم يتمكنوا من الالتحاق بالمدارس العام الفائت بسبب المعارك في اليمن.

ليبيا.. نزوح وهجرة

بحلول أغسطس الفائت كان عدد النازحين داخلياً في ليبيا قد ارتفع إلى ما يقرب من 350000 شخص، وفقاً «للمنظمة الدولية للهجرة».
وتعرض اللاجئون والمهاجرون لانتهاكات جسيمة على أيدي الجماعات المسلحة، والمهربين والمتاجرين بالبشر، والحراس في مراكز الاحتجاز. وقالت «المنظمة الدولية للهجرة» في أكتوبر الفائت إنها تحققت من وجود 276957 مهاجراً في ليبيا، لكنها أفادت بأن تقديراتها تشير إلى أن العدد الحقيقي بين 700000 ومليون مهاجر. وسجلت «المفوضية السامية لشؤون اللاجئين» التابعة للأمم المتحدة 38241 لاجئاً بحلول نهاية العام.
وسعى آلاف اللاجئين، وطالبي اللجوء، والمهاجرين إلى الفرار من ليبيا وعبور البحر المتوسط إلى أوروبا في زوارق غير صالحة للإبحار يوفرها مهربو البشر. وتفيد تقديرات الأمم المتحدة بأن 5022 شخصاً لاقوا حتفهم أثناء محاولة عبور البحر المتوسط من شمال أفريقيا حتى نهاية العام، وأبحر أغلبهم انطلاقاً من شواطئ ليبيا.
وتعرض اللاجئون، وطالبو اللجوء، والمهاجرون لانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان على أيدي عصابات إجرامية، بما في ذلك الاختطاف، والابتزاز، والعنف، والقتل. وقامت «داعش « كذلك باختطاف لاجئين ومهاجرين، وأفادت «المنظمة الدولية للهجرة» بأن 71 في المائة من المهاجرين الذين سلكوا طريق وسط البحر المتوسط من أفريقيا إلى أوروبا، قالوا إنهم تعرضوا لممارسات تُعَدُّ من قبيل الاتجار بالبشر، حيث تعرض 49 في المائة للاختطاف والابتزاز في ليبيا.

العراق.. الفرار من داعش

منذ أيام قليلة أطلقت المفوضية العليا لحقوق الإنسان العراقية نداء إنسانياً عاجلاً لإغاثة مئات العوائل النازحة من مناطق حميدات والجماسة وتل الريس وبادوش بمحافظة نينوي.. وقالت: إنهم يفترشون الأرض في منطقة الاكوار قرب السحاجي غرب الموصل تحت المطر وظروف الطقس السيئ. وأشارت المفوضية، في بيان صحفي، إلى أن النازحين بلا مأوى أو إغاثة أو مساعدات، ووصلوا المنطقة سيراً على الأقدام وهم بأمس الحاجة إلى المساعدات الإنسانية العاجلة لإنقاذهم وتخفيف معاناتهم الكبيرة، خصوصاً أن أغلبهم من الأطفال والنساء ويعانون من الجوع والتعب وقسم منهم بدأ يفقد وعيه، مشيرة إلى أن قوات الفرقة التاسعة من الجيش العراقي وفرقة العباس القتالية بالحشد عجزت عن إغاثتهم في ظل العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش الإرهابي.