هل عبوات المياه آمنة وصحية؟.. بلدية مسقط تجيب

بلادنا السبت ١٨/مارس/٢٠١٧ ٢١:٤٨ م
هل عبوات المياه آمنة وصحية؟.. بلدية مسقط تجيب

مسقط - ش
أشار مساعد مدير إدارة الشؤون الصحية ببلدية مسقط عبدالحميد بن عبدالله العجيلي إلى أن هناك اشتراطات ومواصفات قياسية للمواد المصنعة لعبوات مياه الشرب حُددت في المواصفة رقم (GSO1863/2008) الخاصة بالعبوات الغذائية من بينها البلاستيكية، إذ تعمل هذه المواصفة على ضبط المقاييس والجودة في تصنيع تلك العبوات، كما أكد على أن العبوات البلاستيكية وبغض النظر عن جودة صناعتها فقد تتضرر مادتها بأشعة الشمس المباشرة، الأمر الذي يستدعي معه قيام الأجهزة الرقابية بالبلدية بتكثيف الرقابة للتأكد من مدى التزام كلاً من ناقلي المياه في الشاحنات المخصصة أو حتى الباعة في المحلات التجارية، من نقلها وحفظها بطريقة صحية بعيداً عن الأضرار البيئية وظروف الجو الخارجي لحين وصولها للمستهلك.
وأضاف: إن المواصفات القياسية تشترط وضع تواريخ الصلاحية على المواد الغذائية بما فيها المياه المعبأة والمشروبات، ويعد وجود هذه التواريخ من الأهمية بمكان لتتمكن الجهات الرقابية من تتبع دفعات الإنتاج عند الحاجة لذلك.
وبسؤالنا حول جهود البلدية في عمليات المتابعة ورصد الحالات التي يظهر بها تجاوزات في هذا الشأن، فقد أشار إلى أن هناك حالات واقعية رُصدت وخُولف مرتكبوها من أصحاب المحلات التي لا تلتزم بطرق تخزين وعرض عبوات المياه بشكل ملائم، كما بين أن هناك (بنداً محدداً) في لائحة الاشتراطات الصحية الخاصة بنشاط بيع المواد الغذائية وفقا للمادة رقم (2) التي أشارت إلى "الحظر على المرخص له بمزاولة أنشطة بيع المواد الغذائية عرض البضائع خارج المكان المخصص لها" كما أكدت المادة رقم (31) من الأمر المحلي رقم (1/2006 الخاص بوقاية الصحة العامة) على مخالفة المؤسسات الغذائية التي تقوم بعرض أو تجهيز أو بيع أي مادة غذائية أو مشروبات خارج المحل.
رئيسة لجنة الشؤون الصحية والاجتماعية والبيئية بالمجلس البلدي لمحافظة مسقط د.فاطمة بنت محمد العجمية قالت: "لقد لوحظ بالفعل قيام السيارات المخصصة لنقل المياه المعبأة بالنقل تحت التأثير المباشر للشمس، كما أن هناك بعض المحلات تقوم بعرض هذه المياه على أرفف حديدية خارج المحل معرضة لحرارة الجو والشمس، وهذا من شأنه أن يؤدي الى تفاعل المادة البلاستيكية المصنوع منها القناني (البولي إثيلين) والتي قد ينتج عنها مواد مضرة بالصحة، لذلك وضعت لجنة الشؤون الصحية والاجتماعية والبيئية بالمجلس البلدي عدد من توصياتها التي تتمحور حول ضرورة الانتباه لهذه المسألة وتثقيف المجتمع المحلي ليتجنبوا كل ما من شأنه أن يضر بالصحة العامة، بالإضافة إلى رفع سقف التوعية حول أهمية الانتباه للتفاصيل مثل التحذيرات الموجودة على العبوة، وهذا من أجل تكوين مجتمع واع بطريقة التعامل الصحيح مع المنتجات البلاستيكية."

مركب كيميائي
ومن ناحية تخصصية وصحية فقد تحدث مدير الصحة والسلامة والأمن والبيئة بشركة الغبرة للطاقة والتحلية، يعقوب بن مبارك الربعاني حول خواص المياه بصفته مركب كيميائي قد يتأثر بظروف الحرارة، إذ بين في حديثه أن استهلاك الماء يضاهي استهلاك الغذاء في الجسم ولذا فإن من المهم أن يبقى هذا المركب الكيميائي خالٍ من أي تداخلات تفسد مكوناته الأصيلة وتعمل على تغيير خواصه الأساسية والتعادل الحمضي المكون منه، ومن المعروف علمياً أن العبوة البلاستيكية المحفوظ بها المياه المعبأة والتي تتعرض لدرجة حرارة مرتفعة تسبب اختلال في بعض العناصر الكيميائية للماء كارتفاع نسبة الحموضة والكالسيوم، وهي أمور يمكن التحكم بها من خلال تشديد العمليات الرقابية في مراحل ما بعد تعبئة المياه في العبوات ذاتها، فالمسألة ليست في جودة العبوة البلاستكية نفسها التي لربما تصل قيمة تصنيعها 60 -70% من سعر القنينة، وليست في جودة تحلية وتعبئة المياه فهناك مقاييس موصى بها ويعمل وفقها في مسألة تعبئة المياه المعدنية وبيعها، بل إن المسألة في مراقبة طرق نقلها ومسافات النقل التي تتعرض لها العبوات وهي معرضة تحت أشعة الشمس لاسيما أن مناخ السلطنة يتصف بارتفاع درجات الحرارة وخاصة في فصل الصيف، الأمر ذاته يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار بالنسبة لأمكنة تخزين العبوات في المحلات التجارية، إذ لا يكفي أن نشتري المياه بحكم الموثوقية والعادة من أي محل قريب، بل يجب أن تتغير نظرة المستهلك بحيث تكون تقييمية لطرق العرض والاختيار.