دعت للانتباه إلى طرق تخزينها وعرضها.. بلــديــة مسقــط تســعى لرفــع سـقـــف الوعي المجتمعي بشأن المياه المعبأة

بلادنا الاثنين ٢٠/مارس/٢٠١٧ ٠٤:٤٥ ص
دعت للانتباه إلى طرق تخزينها وعرضها.. 

بلــديــة مسقــط تســعى لرفــع سـقـــف 
الوعي المجتمعي بشأن المياه المعبأة

مسقط -
في إطار الجهود الرامية إلى بناء ثقافة مجتمعية تقوم على المعرفة والوعي بجميع الجوانب التي تلامس حياة المجتمع بشكل عام، والجوانب الصحية على وجه الخصوص، فقد قامت بلدية مسقط بإجراء استطلاع يهدف إلى تعزيز الشراكة المجتمعية من أجل رفع سقف التوعية للمجتمع المحلي بضرورة الانتباه لطريقة عرض عبوات المياه المعبأة في المحلات التجارية، ومدى خطورة تعرضها لأشعة الشمس على الصحة العامة، هادفة بذلك إلى إيقاف الظواهر السلبية التي تخرج عن قواعد ومقاييس الصحة العامة في التعامل مع هذه المياه المعبأة، ابتداء من عملية تنقيتها مرورا بالعمليات الإنتاجية وعمليات النقل والتوريد ثم الخزن والعرض، فضلا عن استبدال بعض العبوات وإعادة تعبئتها وما يتبع هذا الأمر من عمليات تعقيم وإعادة توريد وانتهاء باستهلاكها البشري.

وفي هذا السياق، أشار مساعد مدير إدارة الشؤون الصحية ببلدية مسقط عبدالحميد بن عبد الله العجيلي، إلى أن هناك اشتراطات ومواصفات قياسية للمواد المصنعة لعبوات مياه الشرب، مؤكدا على أن العبوات البلاستيكية قد تتضرر مادتها بأشعة الشمس المباشرة، الأمر الذي يستدعي قيام الأجهزة الرقابية بالبلدية بتكثيف الرقابة للتأكد من مدى التزام كل من ناقلي المياه في الشاحنات المخصصة أو حتى الباعة في المحلات التجارية، من نقلها وحفظها بطريقة صحية بعيدا عن الأضرار البيئية وظروف الجو الخارجي لحين وصولها للمستهلك، وأشار إلى أن هناك حالات واقعية تم رصدها ومخالفة مرتكبيها من أصحاب المحلات التي لا تلتزم بطرق تخزين وعرض عبوات المياه بشكل ملائم.
وحول طرق التخزين والعرض المثالية لعبوات المياه المعدنية فقد أفاد عبدالحميد العجيلي أنه يتوجب على المصنعين وأصحاب المحلات التجارية أن يحفظوا العبوات بداخل الصناديق الكرتونية المغلفة لمنع تهشمها أو تلفها أثناء النقل والتخزين والتداول، ومراعاة الظروف الصحية المناسبة في المخازن من ناحية درجات الحرارة المناسبة والتهوية الطبيعية، والحفظ بعيدا عن أشعة الشمس المباشرة.
أما رئيسة لجنة الشؤون الصحية والاجتماعية والبيئية بالمجلس البلدي لمحافظة مسقط د. فاطمة بنت محمد العجمية فقد قالت إنه لوحظ بالفعل قيام السيارات المخصصة لنقل المياه المعبأة بالنقل تحت التأثير المباشر للشمس، كما أن هناك بعض المحلات تقوم بعرض هذه المياه على أرفف حديدية خارج المحل معرضة لحرارة الجو والشمس، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى تفاعل المادة البلاستيكية المصنوعة منها القناني (البولي اثيلين) ما قد ينتج عنه مواد مضرة بالصحة.
كما أشارت العجمية إلى أن المجلس البلدي قدم مجموعة من الإجراءات والحلول في هذا الشأن من بينها تكثيف المراقبة والمتابعة لسيارات نقل المياه المعبأة للشرب، وأيضا الرقابة على أماكن تحميل المياه المعبأة والتأكيد على وضع لوحات تنظيمية إرشادية تضمن التوجيه بضرورة تغطية الشاحنات الناقلة لمياه الشرب التغطية الآمنة، والعقوبات على مخالفة ذلك.

مركب كيميائي

ومن ناحية تخصصية وصحية فقد بيّن مدير الصحة والسلامة والأمن والبيئة بشركة الغبرة للطاقة والتحلية يعقوب بن مبارك الربعاني أن المسألة ليست في جودة العبوة البلاستكية نفسها، وليست في جودة تحلية وتعبئة المياه، بل في مراقبة طرق نقلها ومسافات النقل التي تتعرض لها العبوات وهي معرضة لأشعة الشمس، الأمر ذاته يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار بالنسبة لأمكنة تخزين العبوات في المحلات التجارية.

فحص المياه

وعلى المستوى المحلي فقد استطلعت بلدية مسقط آراء أفراد من المجتمع حول معرفتهم وتقييمهم للظاهرة من جهة استهلاكية، حيث قال عضو مجلس الشورى سعادة توفيق اللواتي:

إن تعرض العبوات البلاستيكية إلى درجة حرارة عالية أمر فيه مخاطرة، وذلك لاحتمالية تحلل بعض المواد البلاستيكية من العبوات واختلاطها بالمياه التي يستهلكها الفرد، وقد تؤدي تلك المخاطر إلى متاعب صحية تتطلب كلفة للعلاج وهو ما يشكل عبئا على الحكومة من ناحية الخدمات الصحية، وهذا الأمر بدوره يوجب على الجهات المختصة أن تحدد نوع التدخل المطلوب ومن ثم رفع سقف الرقابة على أصحاب المحلات ليتم التأكد من وجود المياه في مخازن مبردة.

نمط سلوكي

وشارك صاحب السمو السيد عزان بن سلطان آل سعيد برأيه قائلا: إن اختياره للمياه المعبأة لا يقع على نوع محدد بناء على مواصفات بالشكل أو نوع الشركة المصنعة، إلا أنه يهتم في حال شرائه بالتعرف على ما إذا كانت ظروف تخزين تلك المياه جرت بطرق صحيحة وبعيدا عما يؤدي إلى فسادها.

الولاء للمنتج

أما عضو المجلس البلدي ممثل ولاية مطرح بمحافظة مسقط حمد بن خلفان الوهيبي فقال: هناك عوائل تستهلك المياه في عبوات بلاستيكية كبيرة قابلة لإعادة التعبئة وهو ما يوجب الحذر والنظر لدرجة المأمونية في نوع البلاستيك نفسه، وهل من خواصه تحمل تكرار عملية التعبئة وتحمل ظروف النقل والحفظ المستمر.

استخدام فلاتر المياه

في حين قال د. سعود بن عبد الكريم سنجور البلوشي: نقوم باستخدام أجهزة الفلترة في البيت وأيضا في العمل، ولكنني في المقابل في حال اضطررت للشراء من المحلات التجارية فإنني أقوم على اختيار عبوات بلاستيكية أكثر سمكا نظرا لتحملها للظروف التي مرت بها في عملية النقل والتخزين.

رفض مجتمعي

أما الفنانة شمعة محمد فقد قالت: لست مستهلكة مواظبة على شراء المياه في العلب البلاستيكية وذلك بحكم توفر البدائل، ولكنني حين أقصد المحلات التجارية لشرائها، فإن أكثر ما يهمني هو اختيار مياه من الشركة الأكثر قبولا في السوق.

الرقابة التشريعية والضبطية

وفي استطلاع للرأي على مستوى المؤثرين في الشبكات الاجتماعية أبدى المهندس سعيد بن مسلم البرعمي رأيه قائلا: إن من أهم معايير الشراء التي اتبعها عند شراء المياه المعدنية، هي معرفة مكان حفظ هذه المياه، وذلك للتأكد من سلامة الظروف التي صاحبت تلك المياه المعبأة، فضلا عن صلاحية العبوة نفسها وتاريخ التعبئة.