أجهزة التكييف بين الحاجة والحذر

بلادنا الخميس ٢٣/مارس/٢٠١٧ ٠٤:٥٥ ص

مسقط - سعيد الهاشمي

مع اقتراب فصل الصيف وما يصاحبه من ارتفاع في درجات الحرارة لا يمكن الاستغناء عن أجهزة التكييف فهي في تزايد مستمر، فهل لهذه الأجهزة أضرار بيئية وصحية؟ وكيف يمكننا أن نقلل من خطر أضرارها على البيئة؟ وكيف يمكننا أن نحمي أنفسنا من أضرارها الصحية؟

متابعة لهذا الموضوع تواصلت «الشبيبة» مع عدد من المختصين الذين أكدوا وجود أضرار بيئية وصحية لأجهزة التكييف، حيث أوضحت وزارة البيئة والشؤون المناخية أن الأضرار البيئية لأجهزة التبريد تكمن في الغاز المستخدم كوسيط للتبريد، وأن تسربه إلى الغلاف الجوي يساهم في استنفاد وتآكل طبقة الأوزون، حيث يحتوي هذا النوع من الغازات على مركبات الكلوروفلور وكربونات CFCs والهيدرو كلوروفلور وكربونات HCFCs ما يتسبب في تفاعلها مع جزيء الأوزون وتفكيكه وهو ما يعرف باستنفاد طبقة الأوزون أو تآكلها، الأمر الذي يسمح للأشعة فوق البنفسجية وتحديداً الأشعة ذات الموجات الأكثر ضررا أن تصل إلى سطح الأرض ما يؤدي إلى زيادة في احتمال التعرض لعدد من الأمراض الخطيرة.
وحول كيفية التقليل من أضرار أجهزة التبريد قالت الوزارة: يتم ذلك من خلال تنمية الوعي لدى الأفراد والمؤسسات بأضرار المواد المستنفدة لطبقة الأوزون، والتأكد من شراء أجهزة التبريد المحتوية على مواد غير مستنفدة لطبقة الأوزون، وكذلك الصيانة الدورية لأجهزة التبريد.
وعن أعداد أجهزة التكييف الموجودة في السلطنة أشارت الوزارة إلى أنه لا توجد إحصائية خاصة بعدد أجهزة التكييف، حيث إنها تعتمد على العرض والطلب، إلا أنها في تزايد مستمر بسبب المناخ الحار في السلطنة.
وحول جهود الوزارة لحماية البيئة من المواد المستخدمة في أجهزة التكييف نوهت وزارة البيئة والشؤون المناخية إلى أن السلطنة انضمت في 1998 إلى كل من اتفاقية فيينا لحماية طبقة الأوزون وبروتوكول مونتريال بشأن المواد المستنفدة لطبقة الأوزون، اللذين ينظمان عمليات التخلص من المواد المستنفدة لطبقة الأوزون وتكمن جهود الوزارة المتمثلة بقسم حماية طبقة الأوزون في أنها أصدرت عدة لوائح معنية بحماية طبقة الأوزون خلال السنوات الفائتة بمسمى لائحة مراقبة وإدارة المواد المستنفدة لطبقة الأوزون وتم تحديثها في العام 2013 بمسمى لائحة حماية طبقة الأوزون الصادرة بالقرار الوزاري رقم 107/‏2013 والمعدلة بالقرار الوزاري رقم 67/‏2015، وأهم ما اشتملت عليه هذه اللائحة: تنظيم عمليات الاستيراد وإعادة التصدير وتداول المواد المستنفدة والمواد غير المستنفدة لطبقة الأوزون داخل السلطنة، وتنظيم عمليات التخلص التدريجي من المواد المستنفدة وفقا لجداول التخلص التدريجي، وأيضا تنظيم عمل المنشآت القائمة التي يعتمد إنتاجها على استخدام المواد المستنفدة لطبقة الأوزون ومنع قيام أي منشآت جديدة أو توسعة منشآت قائمة تعتمد على استخدام المواد المذكورة، وكذلك تأهيل المتعاملين مع الأجهزة المعتمدة في تشغيلها على المواد المستنفدة أو القائمين بعملية استرجاع المواد المستنفدة أو إعادة استخدامها وتنفيذ المشاريع المتعلقة بحماية طبقة الأوزون بالتعاون مع المنظمات الدولية، كما تم إنشاء قاعدة بيانات متكاملة لجميع الجهات المتعاملة مع المواد المستنفدة لطبقة الأوزون وإدخال الحصص المقررة للشركات المستوردة.

الأضرار الصحية

من جانبه قال مدير مستشفى كيمز- عمان، د. حسام عاكوم: هناك أضرار صحية لأجهزة التكييف فمن الممكن أن يكون الهواء المسحوب عن طريق أجهزة التكييف به فطريات أو غبار أو جراثيم ما يؤدي إلى مشاكل صحية في الصدر، وخاصة إن لم تكن تهوية المنزل جيدة، وأيضا إذا عرض الإنسان نفسه للهواء شديد البرودة بشكل مباشر من خلال أجهزة التكييف فإن ذلك سيؤدي إلى إصابته بالتهابات، كما أنه من الممكن أن يصاب بنزلات البرد (أنفلونزا) بالإضافة إلى التصلب والآلام في عضلات الجسم.
وأضاف د. حسام عاكوم: في البلدان ذات المناخ الحار لا يمكن العيش من دون تكييف بسبب الجفاف، مشددا على ضرورة عدم التمادي في تبريد المكان لما لذلك من أضرار صحية كثيرة فيجب أن يكون الهواء في المنزل معتدلا فهناك آلات ننصح بها تلطف الجو بالرذاذ لكي تحافظ على الرطوبة بحيث لا يكون الجو جافا، فالجو الجاف يؤثر أيضا على الجهاز التنفسي.
وأكد د.حسام عاكوم أن الغرفة المثالية لصحة جيدة ينبغي أن تكون درجة حرارتها بين 23و25 درجة مئوية، وكذلك ينبغي تنظيف أجهزة التبريد وصيانتها بشكل دوري، كما يجب تجديد هواء المنزل باستمرار.
المواطن حمد الكيومي قال: أحب أن تكون درجة برودة الغرفة عالية، بسبب المناخ الحار في الصيف، فقد أصبحنا لا نستطيع الاستغناء عن أجهزة التبريد.
فيما أوضح المواطن فيصل المعولي أنه كان ينام في غرفة درجة برودتها عالية، ولكنه لاحظ أن أولاده يصابون بنزلات برد باستمرار، مضيفا أن الطبيب أرشده إلى أن يخفض درجة برودة المكيف لكي لا يصاب أولاده بالمرض.