شذوذ ديزني ..

مقالات رأي و تحليلات الثلاثاء ٢٨/مارس/٢٠١٧ ٠٤:٢٠ ص
شذوذ ديزني ..

لميس ضيف

تُنتقد المرأة العصرية دوماً لأنها تنتحب من تربية طفلين أو أربعة في حين كانت سالفتها تُنجب سبعة أو تسعة أطفال وتربيهم بكل سلاسة ويسر، ودون مساعدة الخدم كما يحصل اليوم. والحق أن تحديات ذاك الزمن كانت مادية، وكانت إدارة المنزل تتطلب جهداً جسدياً تألفه المرأة منذ طفولتها. وليس من الإنصاف القول إن المرأة كانت تنهض بكل المهمات لعدم وجود خادمات. فالحق أن المرأة في ذلك الزمن كانت تحظى بمساعدة أهلها، وبناتها في سن معيّن، وكناتها ما أن يتزوج أبناءها، وكان الحي بأسره يشارك في التربية ولم تكن المرأة توفر سوى «الرعاية» الأولية للأطفال وكان الأبناء- وقتها- يشبون عن الطوق سريعاً.

أما اليوم فالتربية «حرب» تبدأ من سن الطفولة وتمتد لعمر متقدم.. فكل ما حولك يصعِّب مهمتك. وسنركز في هذا المقام على نقطة في بحر التحديات وهي أفلام الكارتون. تلك المواد البصرية والتعليمية التي يُفترض أن تسهّل حياة الأمهات وتُسلي الأطفال وتكسبهم مهارات أو تزرع فيهم قيم الصداقة والخير والمحبة لكنها تحولت لوبال إضافي على العائلة. مؤخراً، على سبيل المثال، تحدث مخرج فيلم «الجميلة والوحش» عن الشخصية المثلية التي أقحمها في فيلم الأطفال الجديد بفخر واصفاً إياها بأنها «لحظة فاصلة في تاريخ أفلام ديزني»، مؤكداً أن الفيلم يرسل رسالة مفادها أن هذه المشاعر طبيعية وعادية ومن الوارد حدوثها، لافتاً إلى أن هذه الرسالة سوف تصل للعالم كله حتى الدول التي تعتبر المثلية الجنسية غير قانونية وغير مقبولة مجتمعياً.
لهذا السبب تحديداً دعا القس فرانكلين غراهام لمقاطعة الفيلم، في تدوينة شـــاركها 88 ألف شخـص. كما وقفت بعض الكنائس في وجهه مؤكدةً أن ديزني تحاول أن تروّج للأطفال أجندة المثليين والتحول الجنسي.
ورغم أن دار السينما في ألاباما أوقفت عرضه، وأوقف في الكويت وعُطل في ماليزيا، ورفعت روســـيا في دور عرضــها تصــنيفه لـ16+. إلا أن الفيلم حقـق أرباحــاً قيـــاســية منــذ عرضـــه.
هذا الفيلم ليس سوى حلقة في سلسلة خبيثة طويلة. فقد نشر موقع «buzzfeed.com» العالمي، تقريراً مطولاً عن عدد كبير من أبطال الكارتون الرائدين في نشر المثلية. كشخصية «Ashley Spinelli» وشخصية «Sailor Moon»، والتي ظهرت كبطلة للحب، والعدالة، المساواة. وعدد من أبطال نكلودين ومنهم شخصية «Judy Funny» التي دعمت الشواذ بشكل كبير. بل وحتى شخصية «سبونج بوب» التي لاقت رواجاً واسعاً في الوطن العربي رغم أنه «وصديقه» ثنائي يتبنيان في مرحلة ما «قوقع بحر» ويقوم سبونج بوب بدور الأم.
أكثر من أي وقت مضى، صارت الإيحاءات الجنسية تُغرس في أذهان الأطفال وهي السبب الرئيسي في ازدياد ظاهرة التحرش في المدارس. أضف لها ما يُنشر من قتل وعنف لا يتناسبان مع براءة الأطفال.
ألم نقل لكم أن التربية اليوم «حرب». وعلى الوالدين أن يكونا متيقظين بأسلحتهم التربوية. ولا يركنوا لأي قناة ولا يتركوا حبل الإنترنت على الغارب. فهم يبنون قيماً في وجود ألف معول يسعى لهدمها.