مكتب حفظ البيئة يدشن الفيلم الوثائقي «المُهاجر» بأربع لغات عالمية

بلادنا الخميس ٣٠/مارس/٢٠١٧ ٠٤:٥٠ ص
مكتب حفظ البيئة يدشن الفيلم الوثائقي «المُهاجر» بأربع لغات عالمية

مسقط - سعيد الهاشمي
تصوير - اسماعيل الفارسي

برعاية وزير ديوان البلاط السلطاني معالي السيد خالد بن هلال بن سعود البوسعيدي دشن ديوان البلاط السلطاني ممثلاً بمكتب حفظ البيئة مساء أمس، الفيلم الوثائقي (المهاجر.. الصقر الأدهم في سلطنة عمان)، وذلك في نادي الواحات التابع لشؤون البلاط السلطاني، بحضور عددٍ من أصحاب المعالي والسعادة ومديري العموم، ومؤسسات القطاع الخاص والباحثين والمهتمين في شؤون البيئة.

ويوثق الفيلم قصة حياة واحد من أبرز الصقور المهاجرة في السلطنة والذي يدعى الصقر الأدهم، حيث يروي هجرته التي تبدأ من أفريقيا باتجاه أرخبيل الجزر العمانية (الديمانيات) وجزيرة (الفحل) ابتداءً من شهر مايو وحتى بداية شهر نوفمبر، وذلك بغرضٍ التكاثر على الشريط الساحلي من بحر عمان تحديدا، وتتخلل الفيلم مهمة عمل ميداني يقوم بها أربعة مختصين عمانيين في مجال الحياة البرية.
يعرض الفيلم دورة حياة هذا الطائر الفريد ابتداء من مرحلة تزاوجه ثم تكوين أعشاشه ووضع البيوض ثم رعايته لصغاره حتى تكبر وتصبح قادرة على التحليق ومستعدةً لطريق الهجرة عبر الصحراء وقطع البحر الأحمر متجهةً إلى سواحل جمهورية مدغشقر في أفريقيا.
وأثناء هجرته من السلطنة إلى سواحل أفريقيا يُظهر الفيلم بعض معالم الحياة البرية التي تراها عين الصقر أثناء ترحاله، والمخاطر التي يتعرض لها أثناء ذلك حتى يصل إلى مدغشقر ليقضي فترة الشتاء، ليروي بأسلوب مشوق بعد ذلك حياته المختلفة التي يعيشها هناك، وفي نهاية الفيلم يعود الصقر الأدهم (المهاجر) إلى السلطنة كمحطةٍ له في هجرته السنوية والتي يعتبرها محطة أمانٍ له لقضاء فترةٍ حساسة من حياته وهي مرحلة التزاوج والتكاثر.
ويوثق الفيلم من جانب آخر أعمال مكتب حفظ البيئة كالمسوحات والأعمال الميدانية التي قام بها لتكوين قاعدة بيانات من خلال تحجيل وترقيم الطائر، ومراقبة أعداده ومتابعة بيوضه وأعشاشه وجمع عينات الدم والريش ومقاساته وأوزانه، وتمييز الذكور والإناث عن طريق التحليل المخبري الوراثي لعينات الدم، كما أن الفيلم يوثق مرحلة وضع أجهزة التعقب التي تم تركيبها في عددٍ من طيور هذا الصقر لتتبع مسار هجرتها وتعقبها عبر الأقمار الاصطناعية، وتوثيق قاعدة بيانات حول ذلك المسار، وتحليل جميع البيانات المتعلقة به، حيث تم تحجيل 476 طائرا من الصقر ليتم تعقبها.
ويبرز الفيلم في مشاهد منه الجانب السياحي في السلطنة وذلك بعرض بعض المسارات التي يسلكها الصقر أثناء هجرته كمروره على بعض المحطات السياحية في السلطنة كولاية نزوى والربع الخالي، ومحطات سياحية أخرى شهيرة في جمهورية إثيوبيا كبحيرة (تانا)، حيث يقطع الصقر الأدهم وصولا إلى مدغشقر حوالي 7 آلاف كيلومتر في كل رحلة.

حياته تستحق أن تروى في فيلم

وحول سبب اختيار هذا الطائر بالتحديد لإنتاج فيلم بهذا المستوى الفني والاحترافي عنه، وما يرمي إليه ديوان البلاط السلطاني ممثلا في مكتب حفظ البيئة من إنتاج هذا الفيلم، يقول مدير إدارة الشؤون البيئية والمها العربية بمكتب حفظ البيئية د.منصور بن حمد بن منصور الجهضمي: الصقر الأدهم واحد من الطيورِ الجارحة المهاجرة التي لها دورة حياة مميزة تختلف عن الطيور الأخرى تستحق أن تروى في فيلم كمثال جيد لصون الأنواع الأخرى من الطيور المهاجرة المهددة بالانقراض بشكلٍ خاصK كونها تقطع مسافات طويلة محفوفة غالباً بالمخاطر لتأمن في رحاب السلطنة في مرحلة التكاثر؛ وبالإضافة إلى عمليات الصون فإن الفيلم يخدم عملية الترويج السياحي لبعض الأماكن السياحية في السلطنة وفي جمهورية إثيوبيا من خلال إبرازها بالصوت والصورة في بعض أجزاء الفيلم.

من كواليس الفيلم..

(صقور تحرك الكاميرا)

ومن كواليس إنتاج الفيلم يقول روبن جان مصور الفيلم: شغفنا الكبير أن نضع الجمهور قريباً من بطل هذه القصة (الصقر الأدهم) بما في ذلك فترات التغذية، ولحظات اللهو والمرح التي وصلت أحيانا إلى أن تعتلي الصقور كاميرات التصوير غير مكترثة بها وبذلك ضمنّا أننا لم نكن دخيلين على بيئتها ولم نكن مزعجين ولا منفرين لها، وعلى سبيل الطرافة حدث أن قامت بعض الصقور بتحريك وإمالة الكاميرا الأمر الذي شكل تفاعلا مميزا وأكسبنا لقطات أثرت مادة الفيلم.
جدير بالذكر أن الفيلم سيتم تسويقه لبيعه على محطات عالمية ومحلية، وأنتج بأربعِ لغاتٍ عالمية هي الإنجليزية والفرنسية والألمانية بالإضافة إلى اللغةِ العربية، وهو من تنفيذ شركة مشاريع التنمية المستدامة الوطنية، كما انه أُنتج بالتعاون مع جمعية حماية صقر الشاهين فرع مدغشقر، ومؤسسة أبحاث الطيور الدولية، واليخوت السلطانية لشؤون البلاط السلطاني، وبتعاون أيضا من وزارة البيئة والشؤون المناخية وشرطة عمان السلطانية، وجامعة السلطان قابوس.