«الصحة»: السلطنة ليست لديها أسباب خاصة بالعقم

بلادنا الأحد ٠٢/أبريل/٢٠١٧ ٠٤:٢٥ ص
«الصحة»: السلطنة ليست لديها أسباب خاصة بالعقم

مسقط - تهاني الشكيلية

أشار التقرير الصحي السنوي للعام 2015 الذي أعدته دائرة المعلومات والإحصاء بوزارة الصحة إلى أن إجمالي المرضى الموفدين لعلاج حالات العقم بالخارج على نفقة الوزارة بلغ 320 مريضا توزعوا على كل من الهند (173)، الإمارات (28)، الأردن (119).

وبينت دائرة شؤون العلاج بالخارج التابعة لوزارة الصحة في تصريح خاص لـ «الشبيبة» أن التكلفة المالية التقريبية لعلاج حالات العقم في الخارج تتراوح من (1000 إلى 8000 ريال عماني) وقد تختلف التكلفة من مريض إلى آخر، حسب حالة كل مريض، وما يحتاج إليه من علاج أثناء إجراء عملية (الإخصاب).

وأوضحت أن نتائج العلاج لمثل هذه الحالات في الخارج، تكون مرضية وإيجابية لبعضها والبعض الآخر منها لا يحالفه النجاح.
وعن المشكلات الصحية التي قد تتسبب في ظهور حالات العقم في السلطنة تقول: السلطنة ليس لديها أسباب خاصة بالعقم تختلف عن بقية دول العالم، وإنما يعود ذلك لوجود أسباب خاصة بالمرأة وأخرى خاصة بالرجل، وأن هناك أسبابا قد تكون مشتركة بينهما. إلى جانب وجود حالات غير معروفة أسبابها.
وتضيف: ترجع أسباب نسبة 10 % من الحالات إلى الهرمونات والأسباب العضوية، بالإضافة إلى تأثير التغذية، ونمط الحياة والسمنة على فرص الحمل والإخصاب.
د.سليمان ضبيط استشاري الأمراض والجراحة النسائية والتوليد بمستشفى ومركز الخالدي الطبي بالأردن قال إن عدد المرضى القادمين للمعالجة في مستشفى الخالدي لدى وحدة الإخصاب والوراثة من السلطنة يتراوح بين 20-25 مريضة سنويا، وتبلغ التكلفة الإجمالية للمحاولة الواحدة من 4000 إلى 5000 دولار أمريكي لتشمل جميع نواحي العلاج.
ويشرح لنا د.سليمان كيف تتم عملية أطفال الأنابيب قائلا: عملية أطفال الأنابيب نبدؤها من اليوم الثاني للدورة الشهرية للزوجة، فنقوم أولا بعمل سونار للتأكد من عدم وجود أكياس على المبيض، والكشف عن سمك بطانة الرحم ومدى ملاءمتها للبدء في العلاج، ثم نبدأ بإعطاء المرأة إبر التنشيط لتحفيز إنتاج عدد من البويضات لاستخدامها في العلاج.
وعند سؤالنا له هل ناتج عملية الأنابيب يكون طفلا سليمًا تمامًا قال: كثيرا ما يسأل الزوجان هذا السؤال، وأحب أن أطمئنهما أن الطفل الناتج عن عمليات أطفال الأنابيب يكون سليما تماما لا ينقصه شيء في تكوينه بشكل عام، وفي حال ولادة طفل يعاني تشوهات فهذا يكون لأسباب وراثية قد تحدث في الحمل الطبيعي.
ويفرق لنا د.سليمان بين أطفال الأنابيب والتلقيح الصناعي قائلا: في عملية التلقيح الصناعي لا يتم سحب البويضات خارج جسم المرأة، ولكن بعد تحفيز إنتاج البويضات ونضجها، يتم تحضير العينة الخاصة بالزوج بعد تركيزها، ومن ثم حقنها داخل الرحم. وفائدة ذلك تكمن من خلال تحضير عينة الزوج في المختبر حيث يتم فصل الحيوانات المنوية المشوهة عن الحيوانات المنوية السليمة، والمتحركة عن غير المتحركة وتكثيفها بطرق معينة وحقنها في داخل الرحم.
وبين أن هناك عوامل تزيد من احتمال نجاح أو فشل أطفال الأنابيب ومن أهم تلك العوامل عمر المرأة وهو عامل مهم جدا ويعتمد عليه نجاح أو فشل أطفال الأنابيب بالدرجة الأولى.
وعن نسبة نجاح عملية التلقيح الصناعي وأطفال الأنابيب يقول: التلقيح الصناعي يشبه إلى حد كبير ما يحدث في عملية الجماع بين الزوجين لذلك نسبة النجاح تتراوح ما بين 15-20 % في أحسن المراكز الطبية، أما أطفال الأنابيب فتتعدى نسب النجاح أكثر من 60 %.
وأكد د.سليمان أن من المضاعفات التي قد تصاحب عملية أطفال الأنابيب هي أنه من الممكن أن يحدث للمرأة أثناء عملية التنشيط تهيج للمبيض بنسبة 5%، أو قد يحدث حمل خارج الرحم، وقد يحدث عدم استجابة أو لا يكتمل الحمل، ولذلك يجب أن تتم تلك العمليات تحت إشراف طبيب متخصص في الخصوبة.
وعند سؤالنا له متى يجب على المرأة مراجعة الطبيب لبدء علاج حالات العقم قال: من أهم الحالات التي يجب مراجعتها لمراكز المساعدة على الحمل والبدء بالبرنامج العلاجي مباشرة أن يكون عمر الزوجة تخطى الـ35، بل ننصح في هذه الحالة البدء المبكر في إجراءات مساعدة الإنجاب، أي بعد 6 أشهر من الزواج يسارعون في أخذ خطوات فعلية تجاه عملية الحمل.
ويتابع: في حال معرفة أحد الزوجين قبل الزواج بوجود مشاكل لديه تعيق حدوث الحمل، يجب على الزوجين في هذه الحالة التوجه مباشرة لطبيب الخصوبة. كأن تعاني الزوجة قبل الزواج من اضطرابات في الدورة، أو الهرمونات، أو انقطاع الدورة الشهرية، أو مشكلة صحية لدى الزوج يعلم بها منذ الطفولة تعيق حدوث الحمل بشكل طبيعي.
وعن الآثار النفسية التي قد تتعرض لها المرأة العقيمة تقول أخصائية الإرشاد النفسي د.مها عبد المجيد العائي عادة تبدأ المرأة بمجرد زواجها بالتفكير في الإنجاب وعندما تمر الأشهر والسنوات يبدأ معها ارتفاع مستويات القلق والتوتر بسبب الضغط النفسي والذي ينعكس بطبيعة الحال على فرص الإنجاب وخاصة إذا كان تشخيص الطبي بين انه لا توجد أية مشكلة أو عائق في ذلك ما يدفع للبحث عن أسباب عدم الإنجاب للتخفيف من حدة التوتر والقلق، فمن النساء من تبحث عن السحر أو الشعوذة للتخلص من مشكلتها وكل تلك الأمور ما هي إلا وسائل تستخدمها المرأة للتخفيف من حدة الضغط.
وتتابع: ومن جانب آخر قد يأتي الضغط ممن حولها من النساء القريبات أو الصديقات وخاصة عندما تبدأ التساؤلات لماذا لم تنجبي إلى الآن وتبدأ تتحسس لأي كلمة أو إشارة أو حتى نظرة وأيضا هذا الأمر يولد ضغوطا مؤلمة للمرأة وينعكس سلبا على فرص الإنجاب. من ناحية أخرى أيضا قد تتوتر علاقتها مع زوجها وتظهر المشاكل غير المبررة ما يشكل مصدرا آخر للضغط النفسي.
وتوجه د.مها عبدالمجيد نصيحة للمرأة بأن يكون إيمانها بالله قويا وأن تثق بقدرته على أعطاء النعمة في الوقت والزمن المناسبين، وأن لا تعطي مجالا للاسترسال بالأفكار السلبية وان تستخرج الطاقة السلبية والمتمثلة بالضغط النفسي أولا بأول من خلال تمارين الاسترخاء والتأمل وان تبني علاقة جيدة مع زوجها وأن تقترب مع الأشخاص الإيجابيين وتشغل وقت فراغها.