" لك أيها المتطفل "

مزاج الثلاثاء ٠٤/أبريل/٢٠١٧ ١٩:٠٦ م
" لك أيها المتطفل "

سارة علي

ما حال هؤلاء الصامتين عن أحوالهم؟
ما حالُ مَن يكذبُ يومياً بشأنِ حالهِ بقول (تمام والله، الحمد لله (
يقولون هكذا كيّ لا يثيروا الجدل من حولهم، حتى يمنعوا المتطفلين من الدخول إلى حياتهم المجهولة. جميعنا يضحك، ويبتسم، ويهتم لكن؛ لكل ضحكة دمعة ولكل ابتسامةٍ جرح ولكل اهتمامٍ تجاهلٌ بحجم السماء .

لا يغُرَّنك اهتمامهم بكلماتك. تالله أنك إذا أدرت ظهرك عنه سيتأفف منك قائلاً: "سخيـــف". ما يزعجك في عينك كبيرٌ أما في أعينهم سخافةٌ لا حد لها ولكن، لا تجعلهم يتعدون حدودهم معك. كن صارماً وإن كنت ضاحكاً، وكن فرِحاً رغم حُزنك المسائيّ ..

" سأثيرُ الجدل من حولي للمتطفلين بقولي (حزنك المسائيّ"(...

أتعلمون أيها المتطفلون على كلماتي، قولي هذا موجهٌ للذين يحملون الكبرياء العميق في الصباح، وفي المساء تكاد أن تنقلب مقلتيهم إلى البياض .

أتتساءلون مَن هم المتطفلون؟
هم هؤلاء الذين وإن سألوا عن أحوالك، سألوك عن (ما بك؟) وإن رددت بنفيٍ وتجاهلٍ لِما بداخلك سيقولون بكل برود وثقة عمياء: "أخبرني أنا القريبُ منك، أتخفي عني شيئا" بين قوسين (أفاا .(
اعذرني أيها المتطفل، إن قال لك "لا شيء" فذلك لا يعني أنه خالٍ من الهموم ولكن ذلك يعني "ابتعد من فضلك فلا دخلَ لك في شؤوني"، فلا تعاود السؤال بكثرة الذباح في أيام العيد، فـ عيدٌ لك عزاءٌ له، نومٌ لك سهرٌ له، وفرحتك التي لا تضاهي شيئاً، لا تضاهي دموعه التي يخفيها عن البشرِ ليلاً.. وقهقهتك مع أصحابك تضاهي شهقته قبل نومه .

كن متطفلاً فهو لن يتخلى عن كبريائِه ...