وكيل البلديات لـ«الشبيبة»: جميع الأغذية المستوردة الموجودة في أسواقنا معتمدة

بلادنا الخميس ١٣/أبريل/٢٠١٧ ٠٤:٠٥ ص
وكيل البلديات لـ«الشبيبة»:
جميع الأغذية المستوردة الموجودة في أسواقنا معتمدة

مسقط - سعيد الهاشمي

أكد وكيل وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه لشؤون البلديات سعادة حمد بن سليمان الغريبي أن هناك الكثير من الأسباب التي تؤدي إلى تعفن المواد الغذائية وتنتج عنها الكثير من الأمراض الخطيرة مثل مرض السرطان، فقد أصبح هذا المرض منتشراً بكثرة وأحد أهم أسبابه هو الغذاء غير الصحي.

ورداً على أسئلة «الشبيبة» حول كيفية تقييم ومتابعة الأغذية المستوردة أكد الغريبي أن هناك أجهزة مختلفة تتابع الأغذية المستوردة وهناك مواصفات ومقاييس من قبل وزارة التجارة والصناعة، وبالتالي فإن جميع الأغذية المستوردة الموجودة في أسواقنا معتمدة بشهادة صادرة بصفة خليجية متعارف عليها، وذات مقاييس ومواصفات عمانية، أما عند دخولها داخل أرفف المحلات التجارية في السلطنة فتقوم البلديات بسحب عينات مختلفة وتقوم بفحص تلك المواد الغذائية والتأكد من خلوها من أي ملوثات قد تضر بصحة الإنسان.
وعن كيفية متابعة الأغذية المحلية التي تباع في الأسواق المحلية أشار الغريبي إلى أن الأغذية المحلية تُتابع وتُقيَّم، فلو تحدثنا عن الخضار الموجودة في الأسواق المحلية على سبيل المثال فإن المعنيين يقومون في المحافظات كافة بسحب عينات من هذه المنتجات بشكل دوري ويفحصونها للتأكد من خلوها من متبقيات المبيدات إذ إن لدينا 8 مختبرات في المحافظات، وفي حال ظهور نسبة أعلى من النسب المعتمدة يُتَحفظ على تلك المنتجات ويجري إتلافها.
وعمَّا إذا كانت هناك متابعة لسوق الموالح أكد الغريبي أن الوزارة تأخذ بشكل دوري عينات من المنتجات الموجودة فيه وبخاصة الخضار للتأكد من خلوها من متبقيات المبيدات، مشدداً على أهمية أن يكون هناك وعي من الجميع بأهمية المحافظة والعناية التامة بسلامة الغذاء والإطلاع على ما هو جديد فيما يخص نوعية الغذاء وجودته.
وختم سعادته تصريحه الخاص بتوجيه نصيحة لأفراد المجتمع قائلاً: علينا أن نعي أن ما نتناوله ينعكس مباشرة على صحتنا، فعلينا الابتعاد كل البعد عن تناول أغذية غير صحية، وخاصة الأغذية السريعة في ظل الغزو الكبير للأغذية السريعة والمأكولات التي لا توجد فيها قيمة غذائية.
جاء ذلك على هامش حلقة عمل «تقييم المخاطر والتتبع الغذائي في الأغذية الجافة» والتي جاءت ضمن فعاليات أسبوع سلامة الغذاء للعام 2017، بتنفيذ من وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه أمس بالتعاون مع جامعة السلطان قابوس والجهات المعنية الأخرى والتي عُقدت بفندق جراند هرمز.
ركزت حلقة العمل على المفاهيم العامة للمخاطر التي تهدد سلامة الأغذية الجافة وطرق تشخيصها وأسس تقييم المخاطر والتشريعات المنظمة لإدارتها، كما تناولت ظروف التداول والتخزين على سلامة الأغذية الجافة والتقنيات الحديثة وفعاليتها في التقليل من المخاطر الميكروبية والكيميائية التي تهدد سلامة الأغذية الجافة.

أوراق العمل

اشتملت الحلقة على جلستين، الأولى بعنوان مخاطر المبيدات الحشرية والسموم الميكروبية في الأغذية، أما الجلسة الثانية فقد جاءت بعنوان مخاطر الطفيليات والبكتيريا في الأغذية وتقييم المخاطر.
وقد تضمنت الجلسة الأولى مجموعة من أوراق العمل بدأت بورقة عمل «ملوثات الأرز وطرق الكشف عنها» قدمها البروفيسور سيف البحري من جامعة السلطان قابوس، ذكر فيها أن الأرز هو غذاء حيوي لنصف سكان العالم وتنتج الصين والهند حوالي نصف مليون طن متري من الأرز المطحون سنوياً، وهو الغذاء الأكثر استهلاكاً على نطاق واسع في العديد من البلدان في الشرق الأوسط وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، وقد يتعرض الأرز لملوثات مختلفة من الزراعة والطحن والتخزين والتغليف والتصدير وأثناء إعداد الطعام، ويمكن أن تشمل الملوثات السموم الميكروبية، والتلوث ببراز القوارض، والمواد الكيميائية المستخدمة بالتغليف، والمعادن الثقيلة والمبيدات الحشرية المستخدمة لمكافحة الآفات الزراعية، ويمكن استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة للكشف عن ملوثات الأرز لحماية المستهلكين.
فيما ناقشت ورقة العمل الثانية للجلسة الأولى والتي قدمها د. مصطفى والي من جامعة السلطان قابوس «استخدام المبيدات الحشرية وعلاقتها بالإصابة بالسرطان»، أشار فيها إلى أن المبيدات تستخدم على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم، وهناك أدلة متزايدة على أن تعرض البشر لمبيدات الآفات مرتبط بزيادة الإصابة بالسرطان، وكثيراً ما أثبتت الدراسات الصحية الزراعية وجود علاقة إيجابية بين التعرض المهني لمبيدات الآفات وأنواع السرطان المختلفة، إلا أن البيانات المتعلقة بالتعرضات غير المهنية نادرة لاستخلاص أي استنتاج، وفي السلطنة ازداد تواتر تشخيص السرطان بشكل كبير بين السكان البالغين، ولا توجد دراسات تتناول تأثير مبيدات الآفات أو بقاياها على تطور السرطان بين البالغين العمانيين، وتطرقت ورقة العمل أيضاً إلى مناقشة علاقة التعرض لمبيدات الآفات مع العديد من المواقع السرطانية في المناطق ذات الاستخدام العالي للمبيدات مقابل المناطق ذات الاستخدام المنخفض للمبيدات، والتحقيق في الآليات المحتملة المسببة للسرطان والتي يمكن من خلالها أن يسبب التعرض للمبيدات في تطور السرطان، وأوضح خلال ورقة العمل أن التعرض طويل الأمد لمبيدات الآفات يحفز الإجهاد التأكسدي الخلوي، في جميع أنحاء الاستجابات بوساطة الأكسدة، والتعديلات الجينية (تغييرات مثيلة الحمض النووي ودورها التنظيمي في التعبير الجيني) مما يؤدي إلى تطور السرطان.
بعدها قدم د. يوسف السويدي من الكلية التقنية العليا ورقة عمل عن «حقائق ومعضلات السموم الميكروبية في منتجات الأغذية» ذكر من خلالها أن السنوات الأخيرة شهدت زيادة في تفشي الأمراض بسبب استهلاك المواد الغذائية الملوثة، وهي مشكلة متكررة في جميع أنحاء العالم، وتشكل الكائنات الدقيقة والفطريات أحد العوامل المهمة في تلوث الأطعمة، ومن بين هذه الفطريات، تلك التي تنتج الأيضات الثانوية وهي مركبات منخفضة الوزن الجزيئي تسمى السموم الفطرية معروفة بتسببها بتأثيرات ملحوظة، وتفيد التقارير أن العديد من السموم الفطرية تكون عالمية في التوزيع، وتتسبب في مخاطر صحية مثل مرض السرطان ومشاكل في البطن واضطرابات عصبية وما إلى ذلك، ورغم أن تلوث المحاصيل الغذائية والزراعية بأنواع مختلفة من الفطريات المسببة للتسمم يعدُّ مشكلة خطيرة جداً، غير أنه مهمل على نطاق واسع، ولذلك فإن بثَّ الوعي بين منتجي الأغذية، والمزارعين والمستهلكين هو ضرورة أساسية، كما أن تطوير أساليب جديدة للكشف عن هذه العوامل وإزالتها بشكل فعال من المواد الغذائية والمواد الخام لها أهمية رئيسية في مجال علوم وتقنيات الغذاء، ومن المثير للاهتمام في هذا الشأن استكشاف جوانب وجود وانتشار الفطريات المختلفة على المنتجات الغذائية والعوامل والظروف التي تؤدي إلى إنتاج الأيضات السامة من قبل هذه الفطريات، والمخاطر الصحية المرتبطة بها على البشر والماشية والاتجاهات الحديثة في استراتيجيات الكشف عن السموم الفطرية فضلاً عن الإجراءات الفعالة في حل المشاكل.

مخاطر الطفيليات

واستُعرضت خلال الجلسة الثانية والتي جاءت بعنوان «مخاطر الطفيليات والبكتيريا في الأغذية وتقييم المخاطر» مجموعة من أوراق العمل، إذ تطرقت ورقة عمل أم كلثوم بنت حمد الكندية من وزارة الزراعة والثروة السمكية إلى «الطفيليات البحرية» وما هي الأهمية في المحيط الحيوي، والتصنيف والقيمة في الصيد والمزارع السمكية وطرق الأبحاث الطفيلية للطفيليات وكيف أنها تعد عنصراً طبيعياً من المحيط الحيوي، وتستوطن الأرض (اليابسة والمياه)، وظهرت الطفيليات جنباً إلى جنب مع الكائنات الحية الحرة وتطورت معها ملايين السنين، ولعبت دوراً في الانتقاء الطبيعي، ونقل المواد والطاقة، وزيادة التنوع البيولوجي، كما أن الطفيليات هي كائنات حية تستخدم بيئتين: الكائن الحي المضيف والفضاء الخارجي، وتتعلق الطفيليات بالكائنات أحادية الخلية أو متعددة الخلايا، كما أنه لا يمكن التعرف عليها بسهولة، فقد استُخدمت أساليب كشف محددة لكل مجموعة تصنيفية، فالطفيليات تعيش في مختلف الأجهزة المضيفة، ويبدأ الكشف عن الطفيليات في الأسماك من المعاينة الخارجية للجلد، والزعانف والعيون والخياشيم، ثم فحص الدماغ والأعضاء الداخلية والعضلات.
كما تطرقت ورقة عمل «دراسة مستوى الهيستامين والأحماض الأمينية الأخرى لسمك السنسول بالأسواق» التي قدمتها علياء بنت عبد الله الوائلية من وزارة الزراعة والثروة السمكية، إلى التسمم بسمك السنسول وأنه (غالباً ما يسمى التسمم بالهستامين) والذي يحدث بسبب ابتلاع أنواع معينة من الأسماك البحرية التي تحتوي على مستويات عالية من الهيستامين وربما الأمينات الحيوية الأخرى، وتشمل أنواع الأسماك المعنية سمك التونة، الذي يمثل 8% من الأسماك المتداولة عالمياً، وهذه الأنواع من الأسماك تحتوي على مستويات عالية من الهستيدين الحر في أنسجتها وعندما تكون الظروف مواتية للبكتيريا تتكاثر في الأسماك، على سبيل المثال، عندما تتعرض الأسماك لدرجات حرارة غير مناسبة أثناء أو بعد الصيد، يؤدي نزع الكربوكسيل الجرثومي من الهستيدين إلى تشكيل الهستامين، ويمكن للأمينات الحيوية الأخرى التي تُنتَج خلال النمو البكتيري في الأسماك أن تقوم بتحفيز تأثير الهستامين، كما يمكن أن تختلف شدة الأعراض، اعتماداً على كمية الهستامين والأمينات الحيوية الأخرى المتناولة وحساسية الفرد لأمينات حيوية محددة، وفي بعض أنحاء العالم يمثل التسمم بسمك السنسول أكبر نسبة من حالات الأمراض التي تنقلها الأسماك، وتعدُّ ممارسات تداول الأسماك بالغة الأهمية فيما يتعلق بإنتاج الهستامين، لهذا السبب يجري تحليل 22 عينة جديدة وعينة واحدة مجمدة من أجزاء مختلفة من سوق السمك العماني للهيستامين و11 أمينات حيوية أخرى باستخدام طريقة الاستشراب السائل عالي الكفاءة بواسطة تعديلها بإضافة كلوريد الدانسيل. وبناء على ذلك، فإن فهم العلاقة بين الأمينات الحيوية يمكن أن يفسر آلية التسمم بسمك السنسول وضمان سلامة العديد من المنتجات السمكية.

تقييم المخاطر

وقدم الأستاذ د.محمد شفور رحمن من جامعة السلطان قابوس ورقة عمل حول «دراسة حالة: تقييم المخاطر والتحكم بها في الأغذية الجافة» أوضح فيها أن المخاطر هي احتمالية حدوث تأثير صحي سلبي، ويعد تحليل المخاطر بمثابة تقييم علمي لتقييم المخاطر وإدارتها، واشتمل الجزء الأول من العرض على المفهوم العام لتحليل المخاطر فيما يتعلق بالأغذية، بينما ركز الجزء الثاني على تحليل المخاطر للمنتجات المجففة، وسلط الضوء على المخاطر المتعلقة بالمنتجات المجففة مثل بقايا الميكروبات والمواد المضافة والحافظة ومبيدات الآفات والمعادن الثقيلة والمضادات الحيوية والمخدرات، وفي عملية التجفيف تتعرض الأطعمة لعمليات مختلفة من المعالجات والتجهيز والتخزين، ومن المهم معرفة المخاطر (الميكروبية والفيزيائية والكيميائية) عندما تمر الأغذية بظروف المعالجة والتخزين المكشوفة، ونُوقشت المخاطر المتعلقة بمختلف فئات الأغذية المجففة مثل الأسماك واللحوم المجففة والفواكه والخضروات المجففة والحبوب والمكسرات المجففة.