الأسواق الخيرية في المدارس

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ١٩/أبريل/٢٠١٧ ٠٤:١٥ ص
الأسواق الخيرية في المدارس

ناصر بن سلطان العموري
abusultan73@gmail.com

مناشدة وصلت لبريد عمود “نبض قلم” ذات طابع تربوي فيما يتعلق بازدياد الأسواق الاستهلاكية في المدارس تحت مسمى الأسواق الخيرية حيث يرى صاحب المناشدة أن هذه الأسواق لها مالها وعليها ما عليها!! أترككم مع المناشدة كما وصلت من المصدر بكل أمانة ومصداقية:

ندائي عبر هذا المنبر، منبر عمود نبض قلم وجريدة الشبيبة الغراء إلى من يهمه الأمر من المواطنين وأعضاء مجلسي البلدي والشورى ووزارة التربية والتعليم أتوجه إلى أولياء الأمور لنقف وقفة رجل واحد في دحــــض هذه العادة السيئة التي دخلت إلى مدارس أطفالنا تحت مسمى الأسواق الخيرية بذريعة أن العائد من هذه الأسواق يذهب إلى الطلبة المعسرين أو الأعمال الخيرية، كيف لها ذلك والمدارس تقوم بأخذ الطلبة أفـــــواجا لينظروا إلى تلك الألعاب التي تثير رغبة وحــــاجة الأطفال في سن مبكرة لا يفرقون معها بين الصح والخطأ، ولا يدرك القائمون على تنظيم مثل هذه الأسواق ما هي مقدرة أهالي هؤلاء الطلبة فنجد منهم ميسور الحال والبعض معسر تدمع عيني ابنه من الألم لعدم قدرته على شراء تلك اللعبة أو الغرض الذي يـــــريده فكيف له أن يركز في الحصص الدراســـــية أو يراجع دروسه في المنزل، وعيونه تنهمر من شدة الصراخ بين يدي والديه لإجبارهم على تلبية طلباته فهل هم قادرون على تلبية رغــباته، خصوصاً إذا كان هناك أكثر من ســـــوق خيري ينظم على مدار العام، وكـــــيف إذا كان في المدرسة نفسها أكثر من طالب لأسرة واحدة وكيف ستكون نفسية الأطفال الذين لا يستطيعون شراء تلك الألعاب وهو ما سوف يسبب لهم شرخاً نفسياً ينمو مع الطفل وربما يــشعره بالحــرمان. بصراحة هناك أمور يجب الوقوف عليها وأن يتــــكاتف الجميع لوقف هذا الزحف الفكري الذي يستفز قلوب أبنائنا فإن كان لا بد من عمل هذه الأسواق فلتكن بشكل منظم وتراعي التـــــفاوت المالي بين الأطـــفال أو أن تلغى إذا لم تثبت جدواها.. أتمنى النظر في الموضـــــوع من قبل الجهات ذات الاختصاص.

مناشدة اعتقد أنها شارحة لذاتها وعلى الرغم من اختصارها إلا أنها قد أوفت تعبيرا وشرحت مجازا وأوصلت الرسالة للجهات المعنية على أكمل ما يكون، في اعتقادي أن الأمر ينبغي له التنظيم وإيجاد آلية معينة تراعي الفروقات المالية بين الطلبة واقتصارها على تنظيم عدد محدود جداً من الأسواق الخيرية في العام الدراسي حتى وان كان مرة واحدة أو أن يكون هناك صندوق يدعم الأطفال المعسرين وهم معروفون بطبيعة الحال لإدارة المدرسة وأن تعذر هذا وذاك فلا مناص من إلغائها طالما أنها تسبب الأذى النفسي للطلاب غير المقتدرين.
نعلم أن لدى وزارة التربية الحمل والعبء الكبير في الكثير من القضايا التربوية وقد تكون هذه إحداها حتى وإن كانت قضية قد لا ترقى لبعض القضايا الأخرى ولكن ربما أن لها أبعاداً نفسية على الطلبة قد يمتد تأثيرها مستقبلاً إن لم تقنن ويتم تأطيرها بإطار وآلية محددة.