منظمــة المــدن العربيــــة مسيرة من العطاء المتواصلفـــي التنميـــة المستــدامـــة بمناسبة مرور 50 عاماً على إنشائها..

بلادنا الخميس ٢٠/أبريل/٢٠١٧ ٠٤:٠٠ ص
منظمــة المــدن العربيــــة مسيرة من العطاء المتواصلفـــي التنميـــة المستــدامـــة

بمناسبة مرور 50 عاماً على إنشائها..

مسقط -
رسمت منظمة المدن العربية منذ تأسيسها عام 1967م في مدينة الكويت سياسات ورؤى لتنمية المدن العربية واستشراف التطورات المستقبلية. وقد ساهمت بشتى الوسائل والبرامج في تعزيز جسور التواصل وتعميقه بين المدن العربية في مجالات العمل البلدي المشترك، من خلال التنسيق المستمر والتعاون المشترك، وتبادل الخبرات والتجارب بين المدن العربية، وتعزيز الشراكة بين أعضاء المنظمة من أجل تطوير وتحسين خدمات المدن ومرافقها، والارتقاء بها والنهوض بتخطيطها العمراني، والحفاظ على هويتها المميزة المستوحاة من التراث الإسلامي. وقد خطت المدن العربية على مدى خمسين عاما من تأسيس المنظمة خطوات واثقة وثابتة في طريق تطوير المدن للنهوض بالمدينة العربية، ودعم جهودها في مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، وتوفير الاحتياجات الضرورية التي تكفل البيئة المناسبة والحياة الكريمة لقاطني تلكم المدن.

وقد نفذت المنظمة أهدافها وغايتها من خلال الندوات والمؤتمرات الإقليمية والدولية، وعززت شراكات مع المانحين والداعمين، لتتيح للمدن العربية الأعضاء معرفة كل ما هو جديد في عالم المدن على صعيد التخطيط والإدارة، عمرانياً وبيئياً وإنماء مستداماً.

وتتكامل رسالة منظمة المدن العربية من خلال مؤسساتها، التي تؤدي أدواراً رئيسية وفعَّالة في سبيل تحقيق أهدافها الرامية إلى دفع مسيرة التنمية والتقدم في المدن العربية، والتي تسعى من خلالها إلى تحديث المؤسسات البلدية في شتى المجالات البيئية والعمرانية والتنموية، ورفع مستوى كفاءة الخدمات والمرافق في المدن العربية وتطويرها، ومواكبة التطورات العالمية في تخطيط المدن وتنميتها من خلال العمل على تطوير وتوحيد النظم والتشريعات البلدية .ويعد «صندوق تنمية المدن العربية» ومقره الكويت الجهة الممولة لأعضاء المنظمة، والذي يتولى مهام تقديم الدعم المالي لمشروعات بلديات المدن الأعضاء عن طريق التمويل بقروض متوسطة الأجل بفوائد رمزية. من جانب آخر يقوم «المعهد العربي لإنماء المدن» بالرياض وهو الجهاز العلمي والتوثيقي للمنظمة بإجراء الدراسات والبحوث التي من شأنها تطوير المدن الأعضاء وخدماتها البلدية. وتهتم مؤسسة «جائزة منظمة المدن العربية» بالدوحة بتشجيع المدن الأعضاء على الحفاظ على الطابع المعماري العربي الإسلامي في العمارة الحديثة، وتكريس الاهتمام بتشجير وتجميل المدن والحفاظ على البيئة. كما يشكل «مركز البيئة للمدن العربية» ومقره دبي أحد مؤسسات المنظمة المتخصصة في تقديم الخدمات الاستشارية والبحثية للمنظمة ومدنها في المجالات البيئية المختلفة. كما تُعنى «مؤسسة التراث والمدن التاريخية العربية» ومقرها تونس بعمل البحوث والدراسات والاستشارات في جميع مجالات المدن التاريخية العربية، وصيانة وإدارة رصيدها التراثي.

وقد استطاعت البلديات الملتحقة بالمنظمة في السلطنة خلال سنوات قلائل من تحقيق إنجاز حضاري يضم إلى رصيد الجهود التي حققتها في مختلف المجالات. حيث حققت تلكم البلديات مراكز متقدمة في العديد من المسابقات المعمارية والتجميل والتشجير والوعي البيئي. وحصدت السلطنة الجائزة الأولى للمشروع المعماري في العام 1986م عن مبنى وزارة الخارجية، والجائزة الأولى للمشروع المعماري في عام 1995م عن مبنى رئاسة بلدية مسقط. وقد حققت مدينة صحار إنجازا حضاريا على مستوى الوطن العربي تمثل في فوزها بجائزة تجميل المدينة ضمن جوائز منظمة المدن العربية للدورة السادسة، وحصولها على المرتبة الأولى والدرع الذهبي على مستوى الوطن العربي نتيجة جهد وعمل دؤوب شمل تنمية هذه المدينة في مختلف المجالات، وكان ذلك الإعلان عن الفوز في 29 مارس من عام 1998م بمدينة الدوحة مقر جائزة منظمة المدن العربية. كما فازت مدينة ظفار بالمركز الأول في جائزة تجميل المدينة في الدورة الثالثة عشرة ضمن جوائز منظمة المدن العربية.

وتواصل السلطنة أدوارها في تبني بعض البرامج والأنشطة التي تثري العمل البلدي سواء في مجالات الوعي البيئي والتشجير والعمارة وغيرها من المجالات. وتقوم البلديات بجهود مكثفة للارتقاء بمختلف الخدمات والمرافق بمختلف ولايات ومحافظات السلطنة، منتهجة في ذلك استراتيجيات تهدف لتنمية المدن وتطويرها، ومواكبتها للحياة المعاصرة، واحتياجات قاطني المدن والأرياف. حيث يتم العمل على تنفيذ حزم متواصلة من المشاريع الخدمية التنموية تغطي مختلف مجالات العمل البلدي، ومن أبرزها الطرق، وتطوير البيئة العمرانية، والإشراف على البناء والنسق المعماري وإنشاء وتنفيذ المرافق الخدمية، وإنشاء الأسواق لتلبية احتياجات السكان، وإيجاد الحدائق والمرافق والمنتزهات بالمدينة، وعمل شبكة من ممرات المشاة بالأحياء السكنية والنظافة العامة للمدينة، وبسط الرقعة الخضراء، وتطوير المناطق والأحياء السكنية، وإضفاء اللمسات الجمالية على المدينة، وتطبيق معايير التنمية المستدامة.