انقطاعات المياه...إلى متى في ولاية العامرات؟

مقالات رأي و تحليلات الثلاثاء ٢٥/أبريل/٢٠١٧ ٠٤:٢٠ ص
انقطاعات المياه...إلى متى في ولاية العامرات؟

ناصر بن سلطان العموري
abusultan73@gmail.com

يعتبر قطاع المياه من أهم القطاعات الأساسية للتنمية المستدامة، ولقد أدركت الحكومة منذ بداية مسيرة النهضة المباركة هذه الحقيقة وأعطت لموضوع المياه اهتماما متزايدا على جميع المستويات لما له من أبعاد اقتصادية واجتماعية وبيئية على المجتمع ككل وكما يتضح من خلال رسالة هيئة الكهرباء والمياه على موقعها على الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) "أنها الجهة المسؤولة على توفير المياه الصالحة للشرب وبصفة مستدامة لجميع المقيمين على أرض السلطنة، حيث تعمل على إنشاء شبكات نقل وتوزيع المياه وتطبيق أنظمة عالية الجودة لضمان وصول المياه للمشتركين بكفاءة عالية".

وإذا نظرنا للشطر الثاني من رسالة الهيئة وهو "إنشاء شبكات نقل وتوزيع المياه وتطبيق أنظمة عالية الجودة لضمان وصول المياه للمشتركين بكفاءة عالية" نجد أنه لا ينطبق على أرض الواقع بصفة صريحة وواضحة نحن هنا لا نتكلم عن المحافظات الأخرى بل في العاصمة مسقط وتحديدا عن موضوع الانفجارات والانكسارات المستمرة التي تعاني منها ولاية العامرات بالأخص، وهي إحدى ولايات محافظة مسقط، فيما هناك ولايات تكون هذه المشكلة فيها معدومة ولا نسمع فيها عن حدوث ولو حادث بسيط يخص المياه، حتى ولو افترضنا جزافا أننا سمعنا فهو قد يتكرر على مدار بضع سنين ومن باب المصادفة ليس إلا، بل وتهب فرق الطوارئ من كل حدب وصوب لعلاج الموقف خلال فترة زمنية قياسية!؟ في المقابل نجد أن ولاية العامرات تعاني وما زالت تعاني من انقطاعات المياه والانقطاع الأخير خلال الأسبوع الفائت لم يتم فيه حتى إشعار المواطنين بحدوث عطل لخدمة تقدمها هيئة خدمية في المقام الأول! حيث تفاجأ المواطنون بالخبر وتم تناقله بين بعضهم بعضا؟!

المشهد يتكرر في السنة أكثر من مرة في ولاية العامرات وللعلم هي ليست إحدى القرى النائية! بل هي إحدى ولايات العاصمة! ومحطة المياه تكتظ بالمواطنين للبحث عن صهاريج مياه تروي ضمأ خزان مياههم العطشى، والصهاريج تنتظر دورها الذي يستغرق أكثر من ساعة ونيف وعلى حسب الازدحام تكثر أو تقل، وسائقو الصهاريج يعانون الأمرين تحت رحمة أشعة الشمس الحارقة في محطة خالية من الخدمات رغم مطالبات السائقين المستمرة للهيئة بتزويد المحطة ببعض الخدمات ولكن لا حياة لمن تنادي!

بل حين يشتد الزحام وتنفد المياه، يضطر سائقو صهاريج المياه للبحث عن منفذ آخر خارج حدود ولاية العامرات وعندها يرتفع سعر الصهريج تلقائيا لحوالي ثلاثة أضعاف سعره نظير تجشم وتعب سائقي الصهاريج والبدائل مفقودة إلا حين تتدخل الهيئة مشكورة بعد تأزم الوضع في إنقاذ ما يمكن إنقاذه من خلال توفير صهاريج مياه يكون فيها الازدحام على أشده والمحظوظ هو من يجد صهاريج لبيته بعد انتظار ربما يدوم لساعات طوال؟

المطالبات مستمرة منذ سنوات ولا حلول للأزمة ولا بدائل جذرية ناجعة اجتماعات عديدة لمكتب الوالي مع أعضاء مجلسي الشوري والبلدي وغيرها من الجهات ووضع الانقطاعات على ما هو عليه تكثر أو تقل؟! ولكنها مستمرة والكثافة السكانية في ارتفاع يوما بعد يوم والمباني والمحلات التجارية نشاطها في ازدياد مطرد.

موسم الصيف الحارق بوادره قد أطلت والهيئة بجميع طاقهما ومهندسيها يجب أن تسعى جاهدة لمنع حدوث مثل هذه الأعطال وعلاجها نهائياً... نتمنى التوفيق للهيئة في قادم الأوقات وأن تنجح فيما تصبوا إليه في توصيل جميع الخدمات للمواطن وعلى أكمل وجه.