إثيوبيا.. بلد «الزهرة الجديدة» وموطن مدينة الأولياء

مزاج الاثنين ٠١/مايو/٢٠١٧ ٠٤:١٥ ص
إثيوبيا.. بلد «الزهرة الجديدة» وموطن مدينة الأولياء

مسقط - خالد عرابي

إثيوبيا، تُعرف رسمياً، بجمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية، وهي دولة تقع في القرن الأفريقي، وعاصمتها أديس أبابا ومعناها «الزهرة الجديدة»، يحدّها من جهة الشرق كل من جيبوتي والصومال ومن الشمال أريتريا ومن الشمال الغربي السودان ومن ناحية الغرب جنوب السودان ومن الجنوب الغربي كينيا.

وقد عرفت إثيوبيا قديما باسم الحبشة، وكانت تلك التسمية ناتجة عن قبيلة «حبشت» التي سكنتها في القدم، وتميزت الدولة بوجود الحياة البشرية بها منذ القدم، فقد تم العثور على أقدم هيكل عظمي إنساني يعود لما قبل 4.4 مليون سنة. وتشتهر إثيوبيا بتاريخها الضارب في القدم مما ميزها بالعديد من المناطق والمعالم الساحية الرائعة، وهذا جعلها وجهة سياحية مفضلة على خريطة السياحة العالمية.
حدثنا عنها سياحياً المدير الإقليمي للخطوط الجوية الإثيوبية، سامي مختار فقال: إثيوبيا غنية بالعديد من المواقع السياحية والمنتجعات الساحلية مما يتيح للسياح حرية الاختيار حسب أذواقهم ومن أبرز المناطق السياحية بها:

أديس أبابا

عن العاصمة الإثيوبية أديس أبابا قال مختار: تقع على ارتفاع 2440 متراً، ويطلق عليها تعبير «العاصمة الأفريقية» نظراً لأهميتها التاريخية والدبلوماسية والسياسية في القارة السمراء، فهي مقر الاتحاد الأفريقي، وتشتهر باصطفاف الأشجار على جانبي شوارعها، ومن أبرز الأماكن السياحية بها كاتدرائية الثالوث القدوس، وهي كنيسة ضخمة ورائعة في بنيانها وفي أدق تفاصيلها، وتتوفر بها العديد من التحف والتماثيل والأعمدة المزخرفة.
ورشح مختار مدينة سياحية أخرى، ورأى أنه لابد من زيارتها وهي مدينة هرر Harer وقال عنها: تنطق أحياناً «هرير» وهي مدينة تأسست بين القرنين السابع والحادي عشر الميلاديين، وبرزت كمركز للثقافة الإسلامية والدين في القرن الأفريقي، وتعرف بالمدينة القديمة المقدسة التي يعود تاريخها إلى سنة 1520. كما لقبت بمدينة الأولياء. وتقع على قمة تل في الملحق الشرقي من المرتفعات الإثيوبية -حوالي خمسمائة كيلومتر من أديس أبابا- على ارتفاع أكثر من 1885 متراً. أهم قبائلها «هررغى» التي تعد من القبائل العربية. وقد أدرجت هرر في قائمة التراث العالمي من قبل منظمة اليونسكو في العام 2006. ووفقا لها -أي لليونسكو- تعد رابع مدينة مقدسة للإسلام «لوجود 82 مسجداً، ثلاثة منها من القرن العاشر، و102 من الأضرحة».

مملكة أكسوم

وحدثنا مختار عن مدينة سياحية أخرى وهي «أكسوم» فقال: كانت تعرف سابقاً باسم الحبشة، وتقع على سفح جبال عدوة شرق إقليم تجراي. تأسست مملكة أكسوم العام 325 ق.م بقيادة السلالة السليمانية التي ترجع حسب بعض الأساطير إلى الملك سليمان وملكة سبأ. وكانت هذه المملكة من أثرى الحضارات القائمة في أفريقيا في ذلك العصر. وكما هو معروف أن تاريخ أكسوم متداخل مع الثقافة العربية، وكان لهذه المملكة تواصل مع عدد من الحضارات الأخرى المجاورة لها، وكانت تتنافس مع حضارة مروي السودانية، وبها الكثير من التشابه أيضا مع الحياة والطبيعة العمانية في كثير من الأشياء.
كما أشار مختار إلى أن إثيوبيا يوجد بها العديد من المعالم السياحية ومنها: جبال «سايمن»: وهي إحدى مواقع التراث العالمي، وتضم «حديقة جبال سايمن الوطنية» وهناك مرتفعات «لوبوا» بعلو يبلغ 4437 متراً، و«كيديس يارد» التي ترتفع 4453 متراً. وهناك أيضا بحيرة تانا: وتقع في مدينة بحر دار، وتعد مكاناً للراحة والاستجمام والهدوء، كما أن البحيرة تعد البوابة الأولى للكنائس وديار الرهبان. وهناك قلعة الإمبراطور فاسيلدز: وتَقع في مدينة جوندر بنيت في القدم، وتميزت ببنائها الخارجي القريب من القصور، وحافظت القلعة على هيئتها منذ أن بنيت؛ إذ يوجد فيها ليومنا هذا السور المحيط بها المبني من الحجارة والطين. وتوجد أيضا كهوف صوف عمر، وهو أطول الكهوف في أفريقيا؛ حيث بلغ طوله 15.1 كيلومتر، يظهر بمنظر خلاب بسبب وجود الأعمدة به بطريقة غريبة، ويذهب إليه السيّاح ليرون روعة سقفه الذي يظهر وكأنه كتلة من الجليد. وهناك أيضا «سان جورج»: وهي كاتدرائية متميزة بوجودها بحفرة عميقة على شكل الصليب.
وأكد مختار أن الطيران الإثيوبي يسيّر 5 رحلات مباشرة أسبوعياً من مسقط إلى أديس أبابا، كما أن هناك رحلات من أديس أبابا للعديد من بلدان العالم، ومنها إلى 56 مدينة في أفريقيا، و99 مدينة حول العالم، علاوة على كونه ضمن تحالف ستار العالمي الذي يوصلها لأكثر من 1000 مدينة حول العالم. وأما إلى المدن الإثيوبية ومنها هرر فهناك رحلات داخلية إلى مدينة «دوي دول» ومنها 50 كيلومتراً إلى هرر، وأكد أن الخطوط الجوية الإثيوبية هي التي تقدم خدمات الفيزا في السلطنة، وتكون لمدة 10 أيام بتكلفة 10 ريالات عمانية.