وعاد الصيف «الحنون»..

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ٠٣/مايو/٢٠١٧ ٠٤:٣٠ ص
وعاد الصيف «الحنون»..

لميس ضيف

قلت لمرافقتي يوماً ممازحة وأنا أقطع المسافة بين موقف السيارات وباب المبنى والتي لا تعدو دقائق فقط «الحياة في دول الخليج كفيلة بدفع الناس لجادة التدين -قلت لها- فلهيب الشمس هنا تذكير لا ينقطع بعقوبة المغضوب عليهم والضالين»، ضحكت ورمت بنظرها لعامل نظافة يلتقط المهملات من الشارع ورددت العبارة المعهودة «الله يعينهم على هالحرّ»..

فالصيف قد عاد بضراوة بعد فراق قصير لم نشتق له فيه. وعادت معه مشاكله التي لا تنتهي. وتتقزم معاناتنا مع هذا المناخ القاسي أمام معاناة العمالة التي تمتهن الإنشاءات. ومن يعملون في محطات الكهرباء أو في المصانع غير المغلقة أو الأسواق المفتوحة غير المكيفة كسوقي الخضار والأسماك. ولأن رمضان على الأبواب، ولا يفصلنا عنه إلا شهر؛ ربما على الأخوة في المقاولات أن يفكروا ملياً في وقف العمل صباحاً وقصر العمل على الفترة المسائية «في المناطق التجارية/‏ الصناعية وغير المجاورة للسكان» فلا يمكن تخيل وضع العامل عندما تتآمر عليه الحرارة التي تصل لـ50 درجة مئوية وتقترن بالصيام لساعات طويلة.

بالطبع تحمل الخطوة في طياتها تكلفة إضافية، فالمقاول ملزم بتوفير إنارة وكشافات قوية ليتسنى لهؤلاء العمل ولكنها تكلفة لن تدفع التاجر ليشهر إفلاسه. وغالباً ما سيسرع العمل ويجوَّد عندما يكون العامل مرتاحاً.
أما بالنسبة للأسواق ومحطات الوقود والمصانع -ومن شاكلهم- فعليهم أن يوفروا على الأقل مراوح مائية تخفف من وطأة الحرارة وترطب الجو الخانق. وربما يكون ذلك أقصى ما يمكن فعله في تلك المواقع وأقل ما يمكن تقديمه رأفةً ورحمةً بهؤلاء الناس.
إلى ذلك فتقديم الامتحانات، أسوةً بما أقرته المملكة العربية السعودية، خطوة يجدر دراستها هنا وفي سائر الدول. فالهدف من الامتحانات هو قياس اجتهاد وقدرات الطالب ونتيجة ذلك قد لا تكون دقيقة إن اقترنت بالصيام وأعبائه لاسيما على الأجساد الفتية..
ونتمنى أن يكون صيفنا هذا مسالماً؛ بلا انقطاعات كهرباء، ولا مشاكل في محطات تعبئة المياه.. ولنبتهل أن يمر على خير ولا يرهقنا صعوداً كسابقه.