مدربون عاصروا الكرة العمانيـة يؤكدون أن هناك «تساهـلاً ويسألون»: هل ثمـة شبهات «تلاعب» في نتائج مباريات دورينـا؟

الجماهير الخميس ٠٤/مايو/٢٠١٧ ٠٤:٢٥ ص
مدربون عاصروا الكرة العمانيـة يؤكدون أن هناك «تساهـلاً ويسألون»:


هل ثمـة شبهات «تلاعب»

في نتائج مباريات دورينـا؟

متابعة - وليـد العبـري

مع نهايـة كل موسم في دورينا “المحترفين والدرجـة الأولـى” يكثر القيل والقال عن أن نادي فتح لآخر وفريق تساهل في نتيجـة وآخـر لا تهمه المباراة، فيفعل بها كيفما يشاء ضاربا عرض الحائط بكل قيم ومبادئ وأخلاقيات كرة القدم، وهذا الكلام كله في الليل “خلسـة”.

وفي وضح النهار لا نسمع عن كل هذا أبدا، لماذا يخرج كل هذا الكلام مع نهايـة كل موسم وبذات الإسطوانـة “غير المشروخـة” أم أن دورينا مُنزه عن أي شبهـة في حين أن الشبهات لاحقت أعرق البطولات العالميـة وأرقى المنافسات الدوليـة.

“الشبيبـة” حاولت تقصي آراء مدربين غاصوا طويلا في بحر الدوري العماني على مدى سنوات طويلـة وتساءلت معهـم عمـا إذا كان دورينـا غارق في شبهات “التلاعب” أو التساهل والتخاذل بلغـة “أكثر رقـة” وحاولت وضع الحلول والمقترحـات لوقف كل ما يمكن أن يكون شبهـة أو حتـى مجرد اتهامات تطل برأسهـا نهاية كل موسـم.

فهد العريمي: غياب الثقافة وانعدام الحافز

تحدث المدرب الوطني القدير فهد العريمي والذي تنقل بين أندية عدة مختلفة طوال السنوات الفائتة أن التلاعب بنتائج الدوري موجود في أرقى دوريات العالم، مُدللا بوضع يوفنتوس الذي هبط لدرجة الثانيـة قبل السنوات، وبالتالي إن تحدث البعض عن وجود أي شبهة في دورينا فهذا لأن كرة القدم موجودة، وقال العريمي: كرة القدم ثقافـة والتزام وأخلاق قبل كل شيء، وحينما تغيب كل الأهداف السامية التي تلعب من أجلها كرة القدم فقد يحدث ما يراه البعض بأنه غير طبيعي، وأضاف: في دورينا دعنا نتحدث بصراحة، ففي كل موسم يخرج لنـا من هنا وهناك كلام أن فريقا فلانيا سمح لفريق آخر بالفوز عليه،

ولكن بدون دليل وبدون تفاصيل دقيقـة، وهنـا لا بد أن يأتي دور الاتحاد ليتدخل للحد من كل هذه الظواهر، والتي بدت تطفو أكثر في السنوات الفائتة أيا كانت الأسباب منها مثل العلاقـة وغياب الحافز أو التخاذل ودور الاتحاد يجب أن يكون من خلال استحداث بطولة تضم على الأقل الفرق من المركز الأول وحتى الثامن في نهاية الموسم وتكون مكافأتهـا عالية جدا، لأنه بهذا سيضع حدا للكثير من القيل والقال، ولكـن حينما يلعب لاعب في فريق مـا بدون حافز وفريقه ضامن البقاء ولا ينافس في الدوري وأيضا لم يستلم رواتبه بشكل منتظم فهـذا قد يقود للكثير من الأمور التي تُغيٍيب الأسس الساميـة والنبيلـة للمستديرة والتنافس الشريف بين الأنديـة، واختتم حديثـه: مهما حاول البعض النأي بنفسه جانبا وتجنب الحديث حول هذا الموضوع فهو موجود ومتأصل مهما تعددت الأسباب والمسببات، وإذا كان الاتحاد عاجزا عن وضع حد له فهذا أمر سلبي وأنا أعتبره فشل ذريع في إدارة منظومة كرة القدم معنـا.

مبارك سلطان: التلاعب

لا يستثني دورينا!

واستغرب المدرب الوطني مبارك سلطان هروب البعض من التحدث عن شبهات التلاعب في دورينـا، مؤكدا أنها ظاهرة عالمية لاحقت منتخبات في كأس العالم وأندية في أعرق البطولات في السنوات الفائتة منها الدوري الإيطالي في القضية التي اهتز لها العالم، وقال المدرب الوطني: تنقلت بين جنبات الكرة العمانية لمدة 27 سنة وأعتقد أن الجميع يشاطرني الرأي أن التهاون موجود من البعض ولكن هناك عدة أسباب لابد من الدخول في حيثياتهـا، وتابع حـــــديثه: حينمـا يلعب نادي بدون أي حافز وحين يلعب اللاعب بدون أي مــــــستحقات مدفوعـة من قبل النادي وبدون أي دافع فهنـا لابد أن يتــــــخاذل لأن كــــرة القدم معنا ببساطة تئن تحت وطأة الظروف الصعبــــة التي تحاصرها من كل حد وصوب.

وأضاف: هذا ليس عدل ما يحدث حينما يفقد أي نادي دوافع المنافسة ويضمن البقاء يلعب بقية الموسم لتحصيل حاصل فهذا قد يضر بالعديد من الأندية، وهنا لا بد أن يأتي الاتحاد بتعزيز الرقابـة على مثل هذه الأندية وفق الأسس والضوابط المعمول بها في بقيـة دول العالـم، وأكمل حديثـه: الحل الأمثل يكمن في تأهل الأندية الثمانية الأولى لأدوار متقدمـة من بطولة الكأس الغالية في الموسم المقبل، واختتم حديثـه: ما يحدث ليس بعادل ومحاولة البعض وصف دورينا بأنه “فاضل” هذا ليس منطقي، فالتلاعب موجود في أرقى البطولات العالميـة وحان الوقت لوضع الإصبع على الجرح.

علي الأبرك: ما يحدث تساهل

ولابد من وضع حلول

ووصف اللاعب السابق لمنتخباتنا الوطني ونادي ظفار علي سالم الأبرك أن ما يحدث هو تساهل من البعض في المباريـات داعيا لوضع حلول جذرية لإيقاف هذه الظاهرة، وقال علي الأبرك الذي درب أندية عدة في محافظة ظفار: مهما حاول البعض التهرب عن هذا الموضوع ولكن هو واقع يصطدم به من يغوص به في أعماق الدوري العماني بكل مراحله ودرجاته، وأضاف: لست هنا بصدد الحديث عن مباراة محددة بعينهـا ولكن أتحدث بشكل عام من واقع خبرات طويلـة وأستطيع القول أن التساهل موجود في أنديتنـا وهذا متأصل ومتجذر في الدوري العماني وحان الوقت بوقف كل هذا من أجل منافسـة شريفـة وسباق حميم شفاف وعادل لنيل اللقب أو البقاء بين الكبار.

وأردف قائلا: الاتحاد العماني يقف في موقف متفرج، وهذا لا يليق بأهداف اللعبـة ومع واجباته اتجاه إدارة الكرة في البلد وبالتالي عليه وضع عدة حلول ومقترحات ومنهـا تأهل أول ثمانية في الدوري مباشرة لبطولة كأس جلالـة السلطان قابوس المعظم في الموسم المقبل، وهذا قد يكون دافعا نحو منافسـة أكثر شفافية أو استحداث بطولة لهذه المراكز أو حتـى مكافأة كل مركز على حدة بمبلغ مالي، لأن هذا يؤدي إلى تطور المنافسـة وبالتالي تطور المسابقات وهذا سينعكس إيجابـا على المنتخبات الوطنيـة.