رئيس اللجنة الاقتصادية بمجلس الشورى لـ«الشبيبة»: الصناعات التحويلية لم تخرج من عباءة النفط

مؤشر الاثنين ٠٨/مايو/٢٠١٧ ٠٣:٣٢ ص
رئيس اللجنة الاقتصادية بمجلس الشورى لـ«الشبيبة»:


الصناعات التحويلية لم تخرج من      عباءة النفط

مسقط – مهدي اللواتي

قال رئيس اللجنة الاقتصادية بمجلس الشورى سعادة د.صالح بن سعيد مسن لـ«الشبيبة» إن الصناعات التحويلية لم تستطع أن تخرج من عباءة النفط، إذ إن أغلبها مرتبطة به.

وما تتطلبه المرحلة المقبلة أن يكون الاستثمار في مجالات بعيدة عن النفط، كتلك التي تمتلك السلطنة مزايا نسبية فيها.

وأكد أنه يمكن تفادي تبعات فرض الضريبة على القيمة المضافة على ذوي الدخل المحدود -في حال تطبيقها- باستثناء مجمــــــوعة من السلع الاستهلاكية ذات الطلب العالي من أفراد المجتمع أو من قِبل هذه الفئة تحديداً.
تصريحات مسن تأتي عقب حوار عنوانه «الملتقى العُماني الأول لصناع الاقتصاد» والذي أُقيم أمس الأحد في مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض كجزء من فعاليات «ربط مؤسسات التعليم العالي في سلطنة عُمان بالقطاعين العام والخاص». وأضاف مسن لـ«الشبيبة» أن الضريبة على القيمة المضافة من شأنها أن تؤثر سلباً على الشركات الصغيرة والمتوسطة، ويمكن تفادي ذلك بإعطاء هذه الشركات مجموعة من الحوافز والتسهيلات الخاصة بها.
وأكد مسن أن مجلس الشورى قد رفع إلى الحكومة قانون الشركات الصغيرة والمتوسطة، وأنه يأمل أن يتم الأخذ بهذا القانون وأن تصاحبه مجموعة من الحوافز والاستثناءات لهذه الشركات لتمكينها من النمو وتأدية دور رئيسي في الاقتصاد الوطني مستقبلاً.
وخلال الحوار الذي جمع نخبة من الاقتصاديين أمام عدد من المسؤولين الحكوميين، قال مسن إن الحلول التي نفذتها الحكومة لمواجهة التحديات المالية الأخيرة كانت حلولاً مالية فحسب وليست حلولاً اقتصادية هيكلية.
وكيل وزارة الخدمة المدنية لشؤون التطوير الإداري سعادة السيد سالم بن مسلم البوسعيدي قال إن هيكلة الاقتصاد «مشوهة»، في إشارة إلى تعدد الإجراءات الحكومية وغياب المركز الواحد لتخليص المعاملات، وقال إن هناك مشاريع حكومية-حكومية تصبح ضحية هذه الإجراءات ولا يقتصر الأمر على مؤسسات القطاع الخاص.
جاءت هذه التصريحات لـ«الشبيبة» على هامش فعالية ربط مؤسسات التعليم العالي في السلطنة بالقطاعين العام والخاص التي نظّمتها جامعة السلطان قابوس ممثلة في مكتب نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي أمس بمركز عُمان للمؤتمرات والمعارض، وقد رعى الفعالية وزير القوى العاملة معالي الشيخ عبدالله بن ناصر البكري وبحضور وزيرة التعليم العالي معالي د.راوية بنت سعود البوسعيدية ورئيس جامعة السلطان قابوس سعادة د.علي بن سعود البيماني.
تأتي إقامة هذه الفعالية في إطار رؤية ورسالة مع مجموعة من الأهداف تتمثل في الجمع بين الأوساط الأكاديمية والصناعة وسوق العمل بشكل عام وذلك سعياً لتحقيق الأهداف الاستراتيجية للتنمية فضلاً عن تعزيز الروابط بين أصحاب المصلحة في القطاعات المختلفة؛ من أجل تعزيز التعاون في المشاريع التي تعالج احتياجات التنمية الاجتماعية والاقتصادية والإستراتيجية في السلطنة.
وقالت نائبة رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي د.رحمة بنت إبراهيم المحروقية، في كلمة لها، إن أعظم ثروة تمتلكها الشعوب هي عقول أبنائها وطاقاتهم الفكرية التي هي مصدر الإبداع والابتكار، فمعينها لا ينضب وقدراتها الخلّاقة لا يحدها زمن ولا مكان، أينما وجد الإنسان وجد الإبداع والابتكار والقدرات الخلّاقة للتغلب على التحديات الطبيعية والبيئية وعلى تلك الظواهر التي تنجم عن أعمال الإنسان ذاته في محاولته لإخضاع الطبيعة والتحكم ببعض نواميسها.
وأضافت المحروقية قائلة: العقل البشري تنميه وتصقله كل من الخبرة والتجربة والعلم مع مجموعة معارف متراكمة اكتسبها الإنسان خلال تاريخه الطويل في هذه الأرض المباركة التي خلقه الله منها وأسكنه فيها وإليها يعود (منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى). ومن ضمن إبداعات الإنسان أن طوّر صنوفاً من العلوم والمعارف أصبحت متفرعة في تخصصات رئيسية وفرعية دقيقة وسجل هذه العلوم والمعارف في مناهج تسطر الفكر وتحفظه وتسهل عملية نقله للأجيال المتلاحقة وتطويره بما يتناسب ومتطلبات العصر وخاصة في ظل العولمة العارمة التي حوّلت العالم إلى قرية صغيرة توشك الحدود أن تتلاشى معها، أصبح لزاماً أن يعكس التعليم واقع المجتمع واحتياجاته ويلبيها وأن يضيف إلى سوق العمل ما يثريه ويكسبه القدرة التنافسية التي تمكنه من التفوق على المستويات الإقليمية والعالمية.
بعد ذلك قام معالي راعي المناسبة بافتتاح المعرض المصاحب للفعالية، والذي احتوى على مجموعة من الأركان تحتوي على مقتنيات وإنتاجات بحثية شاركت فيها تسع كليات جامعية وعشرة مراكز بحثية من جامعة السلطان قابوس وبعض الجامعات والكليات الخاصة.