الأم الغبية..

مقالات رأي و تحليلات الثلاثاء ١٦/مايو/٢٠١٧ ٠٤:٥٢ ص
الأم الغبية..

لميس ضيف

للأمهات كل التقدير على دورهن البطولي في حياة أبنائهن لكن.. بعض الأمهات يستحقن التوبيخ عن جدارة بسبب دورهن في "تدمير" أبنائهن عاطفياً وقيمياً.
كيف تعرفين أنك إحداهن:
هل يستيقظ أبناؤك من النوم ليذهبوا للجامعة أو العمل تاركين لكِ مسؤولية ترتيب فراشهم وغرفهم وموضعه أشياؤهم في مكانها؟
هل ينشغلون بوسائل التواصل الاجتماعي أو بالتلفاز وغيرهما في حضرتكِ فيما تقومين أنت بالعمل؟ هل تضطرين لترجيهم وإقناعهم بقضاء بعض الحوائج للمنزل أو التبضع له؟
هل أنتِ مَن يتابع مع السباك والكهربائي إن ما اقتضت الحاجة لهما؟
أتستنزف العائلة عطاءكِ ويقابلونه بالأنانية وإيثار النفس؟
نحن لا نتحدّث هنا عن أطفال في سن الرضاعة، ولا عن براعم وتلامذة، نحن نتحدّث هنا عن شابات وشباب في عمر يستطيعون فيه النهوض بأنفسهم وبأسرة مستقلة خاصة بهم إن شاؤوا.. فإن جاوبت بالإيجاب على جلّ الأسئلة أعلاه فتأكدي أنكِ أم غبية.. محبة ومعطاءة ولكنها تجهل حقوقها. وفي الوقت عينه أنتِ قدوة سيئة، فبناتكِ بين دربين: إما أن يصبحن مثلك ويعتبرن استغلالهن لآخر رمق أمراً مشروعاً ومبرراً تماماً أو.. سيأخذن الأنانية التي نشأن عليها لبيوتهن فيصبحن زوجات لامباليات وأمهات من طراز تكرهينه.
أما أولادك الذكور فسيكونون نقمة على زوجاتهن؛ فالزوجة ستكون- في قاموسه- مطيه قيمتها في حياته أن تُعطي بلا حدود وبلا تذمر ولا اعتراض. فأنت النموذج الأول والأهم في حياته وعليكِ سيقيس كل نساء العالم.
أنتِ لا تسدين خدمة لأحد بتصرُّفكِ مع ابن في العشرين بذات المنطق الذي تعاملتِ معه به عندما كان في الخامسة من عمره. ولن تكون ابنتكِ الشابة إنسانة أفضل لو كانت كل أولوياتها تسلية نفسها.
ندرك- تماماً- أن بعض النساء يجدن أنفسهن في هذا الدور، ويستعذبن عذاباته في درجة من درجات "الماسوشونيه" غير المبررة. فحتى عندما يستعمرهن المرض أو الضيق، تجد هذه النوعية من النساء تقدّم "كماليات" عائلتها على "أساسيات" لديها.
وتظن- واهمة- أن ذلك محل تقدير لديهم فيما يتعاملون هم مع الأمر بأنه حتمية وأمر واقع. فمن "المفروض" عليها أن تطبخ وإن كانت صائمة أو مصابة بالإعياء ومن "واجبها" أن تُلبي كل طلباتهم وإن كانوا هم قادرون على النهوض بها.
إنْ كنتِ إحدى هؤلاء النسوة فتيقظي.. وكوني متوازنة حتى مع أطفالكِ من أجلهم لا من أجلك.