إعادة الأمل للشباب

مقالات رأي و تحليلات الاثنين ٢٢/مايو/٢٠١٧ ٠٤:٠٩ ص
إعادة الأمل للشباب

أليشا بولر

عن طريق لمّ شمل المواهب الشابة وتعريفها بالفرص الدراسية التي يمكن استغلالها لبناء مسيرتها المهنية ومستقبلها الوظيفي، يعمل الموقع الإلكتروني الأردني For9a.com (فرصة) على بث الأمل في نفوس الشباب

قبل حوالي عقد من الزمن، بدأ سامي حوراني الترويج لمدونة مخصصة لفرص المنح الدراسية في كليته. ويقول رائد الأعمال الأردني إنه أطلق خدمة النشرة الإخبارية لأنه لاحظ أن «من يحتاجون فعلًا للمنح الدراسية لا يعرفون عنها شيئًا».

وتطورت مدونته المتواضعة لتصبح الآن من أكثر مواقع الفرص الدراسية شعبية في المنطقة، إذ ينشر موقعه الإلكتروني For9a.com (فرصة) جميع المنح الدراسية المتوفرة وفرص التدريب وبرامج التبادل في الشرق الأوسط. ولدى حوراني اعتقاد راسخ بحاجة المنطقة إلى المزيد من تكافؤ الفرص في التوظيف والتعليم.
ويقول الطبيب السابق البالغ من العمر ثلاثين عاماً إن موقع For9a.com يتجاوز القنوات الاجتماعية والاقتصادية التقليدية المحدودة. ويضيف: «لا يعرف بهذه الفرص سوى الدوائر المغلقة من النخب التي لها روابط وعلاقات داخل السفارات وفي المراكز الثقافية أو من خلال مختلف المنظمات غير الحكومية. وتساءلت: «لم لا نكسر هذه الحلقة المغلقة من التعليم النخبوي ونتيح الفرص الدراسية للجميع؟» فقد كنت أتعرف على أغلب هذه الفرص من خلال الرسائل الإلكترونية التي يتداولها أصدقائي».
يقول رائد الأعمال المقيم في عمّان إن الأردن يتمتع بنظام تعليمي قوي ولكن المملكة أصبحت مثقلة بنقص الموارد وتزايد أعداد الشباب. ويوضح أن التعليم الأساسي ليس المسألة التي يحاول علاجها، فيقول: «الأمر متعلق بالوصول إلى الفرص المتاحة، وتوفير حلقة شاملة من التعليم الرسمي وغير الرسمي من شأنها أن تساهم في تطوير المسيرة المهنية أو الملف الوظيفي لكل شخص».
ومع تطور موقع For9a.com، أضاف سامي حوراني إلى الموقع ما وصفه بمحتوى «بناء القدرات»، أي نصائح للحصول على فرص العمل والمنح الدراسية. وعن هذا يقول: «هناك حاجة إلى بناء القدرات في المجتمعات المهمشة. فإن أراد أحد الطلاب الحصول على منحة دراسية في جامعة أكسفورد، عليه استيفاء متطلبات الأهلية لها وهي التفوق؛ فالجامعة تطلب أشخاصاً يعرفون كيفية كتابة خطاب تعريفي، وكيفية تنظيم السيرة الذاتية، ويتقنون التحدث باللغة الإنجليزية».
ومع تزايد أعداد السكان في المنطقة، يعاني الشرق الأوسط من وطأة انتشار الباحثين عن العمل بين صفوف الشباب. وبحسب المنتدى الاقتصادي العالمي، 60 % من السكان في المنطقة تحت سن 25 وربعهم باحثون عن العمل. ورغم العدد الكبير للشباب المتعلم من الطبقة الوسطى، تبقى فرص العمل نادرة أمام أهل البلد.
يهدف موقع «فرصة» إلى التخفيف من وطأة هذا الوضع من خلال تزويد الشباب بأفضل فرص التعليم والخبرات حتى يتمكنوا من الحصول على الوظائف سواء إقليمياً أو دولياً. ففي العام 2016، نشر الموقع 1,740 منحة دراسية وفرصة تدريب، وسجل 1,260,555 زيارة. يهدف حوراني هذا العام إلى تقديم 2,000 فرصة وجذب أكثر من مليوني زيارة. ويقول إن معظم الزائرين هم من الأردن ومصر وإندونيسيا والمغرب وليبيا والجزائر وسوريا وفلسطين والسعودية.
يضيف سامي حوراني: «إذا أردت تلخيص ما أقدمه بكلمة واحدة، سأقول إنه «الأمل»! أعتقد أن الأمر متوقف على كل فرصة يمكنني توفيرها لك؛ الفرصة التي تحفزك وتمنحك الأمل والتي تنير أمامك السبيل وتغرس فيك التفاؤل بالمستقبل والتي تسمح لك بالمضي قدمًا». يستطرد سامي حوراني: «إن الظروف التي تمر بها منطقتنا، تدفع الكثير من الناس إلى الاعتقاد بأن الأمل مفقود، لكن الفرص الدراسية هي مصدر الأمل. فالشباب يحتاجون إلى فرص وظيفية - سواء أكانت للعمل أو التدريب المهني. وأي فرصة منها ثمينة جداً لهم، وإن لم يتمكنوا من إيجادها سيشعرون بالظلم الشديد».
بدأ موقع «فرصة» كمنظمة غير ربحية، ومع نمو الشركة يقول حوراني إن النموذج القائم على المنح أصبح غير مستدام بسبب تعذر الاعتماد عليه. لذا يعكف رائد الأعمال حالياً على البحث عن طرق لتوليد مصادر عائدات جديدة. وعن ذلك يقول: «ندرس حالياً توفير بعض الفرص المدفوعة جزئياً، فالشركات التي ترغب باستغلال انتشار موقع «فرصة» عليها الدفع مقابل ذلك».
ويقول حوراني إن مؤسسته جمعت أيضاً الكثير من البيانات التي ستفيد الشركات. ويضيف: «إن كان لدى مؤسسة من المؤسسات فرصة متاحة، يمكننا تزويدها بجميع الأرقام المتعلقة باهتمامات الناس ومستواهم التعليمي وأعمارهم وجنسهم وموقعهم الجغرافي. مما يسمح لها بمتابعة وتقييم الفرص بشكل أفضل وتوثيقها لاستخدامها مستقبلاً. كما أننا نفكر في الاستعانة بالإعلانات والحملات الإعلامية المستهدفة».
ويقترح سامي حوراني على الحكومات تقديم المزيد من الدعم لموقع «فرصة». فيقول عن ذلك: «هناك الكثير من الفرص والمنح الدراسية الحكومية التي غالباً لا يعرف بها كثيرون، لذا سيكون من المفيد التعامل مع الموضوع بشفافية ونشر الفرص عبر الإنترنت حتى يتمكن الأشخاص من التقدم لها بشكل متكافئ».