ترطيب الأجواء بين القاهرة والخرطوم

الحدث الاثنين ٠٥/يونيو/٢٠١٧ ٠٤:٢٥ ص
ترطيب الأجواء بين القاهرة والخرطوم

القاهرة - خالد البحيري

جاءت زيارة وزير الخارجية السوداني إبراهيم الغندور إلى مصر ولقائه بالرئيس عبدالفتاح السيسي، لترطب الأجواء، عقب مشادات وملاسنات كلامية طالت العلاقات بين البلدين، على خلفية تصريحات للرئيس السوداني أعلن خلالها مصادرة مركبات مصرية مدرعة من المتمردين في منطقة دارفور في اتهام واضح لمصر بأنها تدعم المتمردين.

الأمر الذي رفضته القاهرة في وقتها ونفت على لسان المتحدث الرسمي باسم خارجيتها السفير أحمد أبو زيد أي تدخل مصري في الشأن السوداني.

ولم يكن قرار الحكومة السودانية بالمنع النهائي لدخول منتجات الخضر والفواكه المصرية إلى أراضيها ببعيد عن تداعيات أزمة ممتدة تتعلق بمطالبة الخرطوم بمنطقة حلايب وشلاتين الحدودية والقول إنها جزء من الأراضي السودانية، فضلاً عن تراخي الجار الجنوبي لمصر في دعم جهودها بمسألة سد النهضة والانحياز إلى الجانب الإثيوبي.

إعلام الأزمات

وفي الجانب المصري كان الإعلام الرسمي والخاص يوجه مدفعــــــيته الثقيلة نحو الخرطوم متــــــهماً إياها بالانحــــــياز إلى جماعة الإخوان المسلمــــــين التي صنّفها القـــــضاء المصري «إرهابية»، والعمل مع بعض الدول من أجل زعزعة الاستقرار في مصر.
الخبراء الذين تواصلت معهم «الشبيبة» أكدوا أن الزيـــــارة مهـــــمة في توقيتها لوقف المناوشـــــات بين الجارتين، والعمل على تلافي ما يــــعكّر صفو العلاقات؛ فالوضع بالمنطقة لا يحتمل مثل هذه الأمور بين الأشقاء.

زيارة مهمة

رئيس لجنة الشؤون الأفريقية بمجلس النواب المصري مصطفى الجندي، قال إن الموضوعات التي تمت مناقشتها خلال الزيارة مهمة وحيوية واتسمت بالمكاشفة والمصارحة، وهو الأسلوب الأفضل للتعامل بين أشقاء يجمعهم شريان حياة واحد وهو نهر النيل وحضارة مشتركة، وتاريخ إنساني ضارب في عمق التاريخ، ومن واجب كل منهما أن يحفظ أمن وسلامة أرض أخيه، ويدعمه بما يستطيع من معلومات وغيرها.
وأضاف: ما حدث من توتر في العلاقات كان تأثراً بضغوط خارجة عن الدولتين، وأظن أن القيادة السودانية أدركت أن مصر هي الجارة والشقيقة ولا يصح ولا يجوز العمل لغير صالحها.

تعاون أمني

ولذلك بدأ الكلام عن التعاون الأمني لحفظ الحدود بين البلدين لمنع المتسللين والإرهابيين، الذين يستغلون المناطق الجبلية في الدخول والخروج دون رقابة، مما يضر بمصالح الشعبين ويهدد أرواح المواطنين ومقدراتهم.
وفي اتصال مع سفير مصر السابق في السودان قال السفير محمد الشاذلي: التاريخ والواقع يؤكدان دائماً أن هناك خصوصية في العلاقات بين مصر والسودان، وأنه مهما حدث من فتور في العلاقات فإن العلاقات الثنائية ستظل استراتيجية وقوية وتاريخية.
وأضاف أن نتائج الزيارة تحتاج بعض الوقت لتظهر ما إذا كانت إيجابية من عدمها، باعتبار أن الدور الحقيقي المطلوب لإعادة العلاقات لطبيعتها يقع على عاتق السودان وليس مطلوباً من جانب مصر أي دور لرأب الصدع الذي تسبب فيه الرئيس السوداني عمر البشير في المقام الأول.

حلايب وشلاتين

وتابع: قضية حلايب وشلاتين قديمة ومطروحة منذ خمسينيات القرن الفائت وبالتالي لا يجب أن تقتصر العلاقات المصرية والسودانية على هذه القضية محل الخلاف فقط، بل إن تنمية العلاقات بين الشقيقتين يقوم على دعم الجهود الأمنية لإقرار الأمن ومحاربة الإرهاب والتعاون الاقتصادي والثقافي والدعم السياسي المتبادل بين الدولتين.
وفي السياق قال رئيس حزب مستقبل وطن المهندس أشرف رشاد: إن العلاقات المصرية السودانية أكبر من شخص، فالبلدان يربطهما كثير من العلاقات التاريخية، وجاءت زيارة وزير الخارجية السوداني لمصر، كمحاولة لتصحيح الأوضاع، وفي المحصلة، لن يستطيع أي شخص قطع العلاقات بين البلدين، والعلاقات بين البلدين أكبر من أن يؤثر عليها أي شخص.