يتعاظم دورها خلال الشهر المبارك مصر.. الجمعيات الأهلية على خط مواجهة الفقر

الحدث الثلاثاء ١٣/يونيو/٢٠١٧ ٠٤:٢٥ ص
يتعاظم دورها خلال الشهر المبارك 

مصر.. الجمعيات الأهلية على خط مواجهة الفقر

القاهرة - خالد البحيري

من جديد يطفو الحديث عن دور الجمعيات الأهلية والخيرية في مواجهة الفقر في المجتمع المصري الذي يرزح نحو 40% من أبنائه تحت خطه باعتراف وزير التنمية المحلية د. هشام الشريف في تصريحات صحفية قبل أربعة أشهر تقريبا.

ويقدر الخبراء رأس المال الاجتماعي الذي يتم جمعه من فاعلي الخير في صورة زكاة وصدقات وتبرعات يبلغ نحو 18 بليون جنيه (بليون دولار) تتلقف كبرى الجمعيات الخيرية النسبة الأكبر بينما تحصل الصغيرة منها على نسبة ضئيلة لا تتيح لها الاستثمار أو التخطيط المستقبلي فيقتصر دورها على توفير الطعام لعدد محدود في مواسم معينة مع بعض الإعانات المالية التي لا تتجاوز 100 جنيه (6 دولار تقريباً).

شراكة

رئيس الاتحاد العام للجمعيات الأهلية د. طلعت عبد القـــوي قال لـ«الشبيبة: «الجمعيات الأهلية شريك أســـاسي في عمليــة التنمية وقد تعاظم دورها في الفترة الأخيرة، وأصبحـــت فاعــلاً أســـاسياً في التنمية الاقتــصاديــة، فبــعد أن كان الدور في السابق يقتصــر على إطعام الفقراء وكسوتهم وتقــديم يد العون لذوي الاحتياجات الخاصة من غير القادرين وكبار السن تخطى الأمــر إلى مشــروعــات وطنية كبرى مثل إعادة تأهيل القرى الفقيــرة، وتحسين البنية الأســـاســـية بهــا، وتقديم المســـكن الملائم للمواطنين.
وأضاف: دخلت الجمعيات الأهلية بقوة على خط مكافحة المرض وشاركت في الحملات الوطنية الخاصة بعلاج المصابين بالفيروسات الكبدية، وأمراض الدم الوراثية، وكذلك السرطان، ولديها الآن العديد من المستشفيات المتخصصة تخصصات دقيقة وتقدم خدمات على أعلى مستوى.
وألمح إلى القانون الجديد الخاص بتنظيم عمل هذه المؤسسات والجمعيات موضحا أنه متوازن إلى حد كبير وكونه يفرض رقابة على مصادر التمويل فهذا أمر لا يغضب أحداً ما دام يعمل في النور، ويتلقى تمويلاً من الجهات المانحة خارج مصر في إطار القانون وبما لا يتعارض مع سياسة الدولة.

مجالات المشاركة

من جانبه نصح الخبير الاستراتيجي د. عبد المنعم السعيد، بضرورة العمل على تقسيم مجالات المشاركة بين المؤسسات الأهلية بحيث تتخصص كل مؤسسة في المجال الذي تمتلك فيه خبرة أكبر، لما يترتب عليه ذلك من رفع كفاءة الإنفاق، خاصة أن إصرار العــديـد من الجمعيات على العمل في نفس التخصــص يوجد حالة من الصــراع بيــنها ويقلل من فاعليتها في المجتمع.
وأضاف: الأمر يحتاج إلى وضع تصورات عملية لتوجيه الجهود لاستغلال الموارد الراكدة، ويجب أن تكون المؤسسات الأهلية الكبرى بمثابة العمود الفقري في كل تصور يوضع لتحقيق هذا الهدف، وهذه المؤسسات وعلى رأسها بنك الطعام والأورمان ومصر الخير ورســـالة وغيرها من المؤســـسات لعبت دوراً أســـاسياً خلال السنوات الخمـــس الأخيـــرة، وجنبت مصر خطر التعرض للمجاعات، بما وفرته من طعام ومساعدات عاجلة للفقراء في كل محافظات مصر، وبفضل هذه الجهود لم تتعرض مصر كبلدان أخرى لأوضاع مهينة.

رسالة إعلامية

وفي السياق قال الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أبو الفضل الإسناوي: ثمة دعوات تنادي بضرورة التحول من التركيز فقط على قضايا إطعام الفقراء وإعانتهم إلى فكرة بناء الشخصية، وهو ما يتطلب تحولا في الرســـالة الإعلامية، التي تتبناها مؤســـسات العمل الخيري، بما سينعكس بشكل إيجابي على توجيه الموارد المجتمعية نحو تنمية المهارات الحياتية، وتعزيز منظومة القيم.
وأضاف أن رأس المال الاجتماعي يلعب أيضا، دوراً ملموساً في مجال التمكين الاقتصادي والاجتماعي، الذي هو أعمق من مساعدة الأفراد من خلال استمرارهم في تلقي الإعانات النقدية أو العينية، بل العمل على تغيير أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية على المدى الطويل.
واختتم بالقول من الضروري العمل على زيادة الجهود الرامية إلى تأصيل ثقافة التبرع على أن يتم توجيه الجزء الأكبر من التبرعات لقطاعي الصحة والتعليم، لأن الارتقاء بمستوى الخدمات في هذين القطاعين، يعني المساهمة في إيجاد إنسان قادر على التفكير والعمل وإعالة نفسه وأسرته فيما بعد.

كيف دافع كاتب إسرائيلي عن

حركة المقاطعة لتل أبيب
ووصفها بـ «العادلة»؟

اقرأ على موقعنا