ثلاثة آلاف في مخيمات الكدحة والوازعية غرب تعز اليمن.. نازحون ينتظرون الموت

الحدث الأربعاء ١٤/يونيو/٢٠١٧ ٠٤:٢٠ ص
ثلاثة آلاف في مخيمات الكدحة والوازعية غرب تعز

اليمن.. نازحون ينتظرون الموت

عدن - إبراهيم مجاهد

في مخيمات النازحين في منطقة الكدحة والوازعية غرب مدينة تعز، جنوب غرب اليمن، يوجد أكثر من ثلاثة آلاف نازح، فروا من الحرب إلى مخيمات النزوح يفترشون فيها الأرض ويلتحفون «طرابيل زرقاء» أو قطع قماشية على شكل خيام يُحشر في الخيمة الواحدة أسرة بكامل أفرادها وتُحشر معهم كل همومهم ومعاناتهم وآلامهم.

في هذه المخيمات أسر نزحت من قرى منطقة الكدحة «الرحبة، المكازمة، الكدحة، العفيرة». هربت من الحرب إلى تلك المخيمات المنتشرة في «وادي الملكة» بمديرية المعافر وفي مناطق «المقهاية والكلائبة والبيرين والنشمة».

المريض ينتظر أمر الله

وفي كل خيمة تتزاحم قصص كثيرة من وجع النزوح والجوع والمرض، فقاطنو هذه المخيمات لا يجدون أدنى مقومات الحياة البسيطة ولا يحلمون بالحصول على رعاية صحية أو شيء من الدواء، فهم لا يفكرون في هذا «المستحيل» لديهم كون الحصول على قليل من الطعام وشربة ماء تبقيهم على قيد الحياة خيرا كثيرا بالنسبة لهم، سيما أن معظم هؤلاء النازحين هم من فئة «المهمشين» الذين لا يمتلكون أي أرض زراعية يمكن أن يعتمدوا عليها في زراعة بعض المحاصيل الزراعية التي يمكن أن توفر لهم قوت يومهم أو دخلا بسيطا يعينهم على الحياة.
يوم الأحد وجد رجل سبعيني في أحد هذه المخيمات ميتاً على فراشة بعد أن ظل يعاني من المرض لفترة ولكن لعدم وجود أي رعاية صحية في هذه المخيمات، فيصاب الشخص بأي مرض ولا يجد حتى حبة أو قرص مسكن للألم، ولا يجد أي خيار سوى إلاّ أن ينتظر أمر الله «الشفاء أو الموت».. مات هذا الرجل السبعيني بصمت شديد بعد معاناة شديدة مع المرض.. نام هذا السبعيني في خيمة أسرته التي لا تجد قوت يومها كاملاً وليس لديها القدرة المالية لنقله إلى المستشفى، فظل ينتظر أمر الله على فراش المرض لكنه نام هذه المرة للأبد ففي صباح يوم الأحد وجدته أسرته ميتاً على قطعة القماش التي يتخذ منها فراشاً للنوم.

هربوا من الحرب إلى المرض والجوع

هكذا رحل الرجل السبعيني الذي نجا من الرصاص وقذائف المدفعية، ومثله الآلاف من اليمنيين الذين يفرون من لظى الحرب فتتلقفهم جمر الأمراض والجوع في مخيمات النزوح التي اضطروا للجوء إليها نتيجة الحرب الدائرة في أفقر بلد عربي في منطقة الشرق الأوسط منذ أكثر من سنتين. على أمل أن تطوي هذه الحرب صفحاتها في أقرب كي يتمكنون من العودة إلى منازلهم وإن قد طالها شيء من الدمار.. أهم شيء أن يعودوا بسلام.

مساجد عدن للصلاة والنوم أيضاً

يعاني سكان محافظة عدن -جنوبي اليمن، والعاصمة المؤقتة للبلاد- في فصل الصيف معاناة شديدة خاصة وأن الكهرباء تظل منقطعة لساعات طويلة، إذ تنقطع أربع ساعات مقابل ساعتين تعمل فيها الكهرباء.
في شهر رمضان المبارك يجد الذكور من أبناء عدن حلاً لمشكلة انقطاع الكهرباء لساعات طويلة لا يستطيعون خلالها النوم في منازلهم، فبيوت الله «المساجد» تظل معظم ساعات اليوم مفتوحة أمام قاصديها من المصلين ومن يقرأون القرآن في شهر القرآن، وعادة ما تكون هذه المساجد مكيفة ويتكفل أهل الخير بتوفير احتياجات هذه المساجد من المشتقات الخاصة بالمولدات الكهربائية التي تعمل طوال ساعات انقطاع الكهرباء وتوفر طقساً مناسباً للعبادة والنوم أيضاً.
يفر كثير من الرجال والشباب والأطفال طوال ساعات النهار من حرارة الجو في منازلهم ويلجؤون إلى المساجد التي لا تتوقف فيها أجهزة التكييف التي تلطف الجو وتعين الصائمين على البقاء فيها لساعات طويلة لأداء الفرائض وقراءة القرآن لوقت طويل ولا يمنع ذلك من استغلال الجو المناسب، الذي يفتقدونه في منازلهم، لأخذ قسط من الراحة والنوم كي يتمكنوا من صيام هذا الشهر المبارك، ولكن النساء في عدن أكثر الشرائح معاناة من مشكلة انقطاع الكهرباء فلا خيار أمامهن إلاّ البقاء في منازلهن وتجرع كؤوس الحر والعطش والتصبب عرقاً والدعاء على السلطة التي لم تتمكن من حل هذه المشكلة رغم أنها تتكرر كل عام.