النجاة في رحلة المريخ

مقالات رأي و تحليلات الاثنين ١٩/يونيو/٢٠١٧ ٠٤:٥٠ ص
النجاة في رحلة المريخ

أدريان بريدجوتر

إن التعرض لأجواء المريخ لبضع ثوانٍ يُعد مميتا، ومن المرجح أن أول ما سيحدث هو أن يغلي الدم ثم يتبخر! فكيف نأمل بالنجاة من مآسي هذه الرحلة، ناهيك عن الإشعاع والتربة السامة والمخاطر الأخرى الموجودة على المريخ؟

تعمل الإمارات على استكشاف الفضاء في الوقت الراهن. ومع بدء اتضاح الأمور حول نطاق المشروع بالكامل، والذي يعتبر مبهما تقريبا، نجد أن التحديات والصعاب الصغيرة والجوهرية المتوقع مواجهتها هي التي تتيح لنا التعرف حقيقة على ما سيحدث.
فإذا كنت قد شاهدت فيلم The Martian «المريخي» للنجم مات ديمون عام 2015، ستعلم أن أبسط مظاهر الحياة قد تصبح من المهام العسيرة للغاية، ليس على ظهر المريخ نفسه، بل في الرحلة إلى الكوكب الأحمر (وربما منه) كذلك. فكيف سنزرع غذاءنا؟ وكيف سننتج الأوكسجين والطاقة؟ وكيف سنحيا في ظل الظروف الجوية العدائية الموجودة على المريخ؟
هذه هي الأسئلة التي نريد الإجابة عليها. لكن ربما الأهم من هذا كله هو أن نعلم كيف سيتمكن البشر من التأقلم مع البيئة القاسية والمرهقة والغريبة تماما طوال تلك الرحلة في الفضاء؟
دعونا في البداية نذكّر أنفسنا بالأهداف التي يطمح برنامج الإمارات الوطني للفضاء المؤسس مؤخرا إلى تحقيقها. إذ يسعى برنامج رواد فضاء الإمارات إلى إرسال أول رائد فضاء إماراتي إلى المحطة الفضائية الدولية. كما يهدف البرنامج إلى بناء مستوطنة صالحة للحياة على المريخ بحلول العام 2117. ومن المنتظر في المستقبل القريب أن تنطلق المركبة الفضائية الإماراتية التي تحمل مسبار الأمل ليصل إلى مداره حول الكوكب الأحمر في العام 2021، كذلك، فإننا نعلم أيضا ضرورة إطلاق المسبار من الأرض خلال مهلة وجيزة للإطلاق في شهر يوليو عام 2020.
وعندما يكون كوكب الأرض وكوكب المريخ في أقرب نقطة من بعضهما، تكون المسافة إلى المريخ حوالي 55 مليون كيلو متر «فقط». وهذا يعني أن الرحلة ستستغرق حوالي ثمانية أشهر. ومع ذلك، فإن الشاغل الأكبر ليس في حصص الطعام أو الأوكسجين، بل يتمثل في أن الباحثين أشارو إلى أن رواد الفضاء سيتعرضون لمستويات عالية من الإشعاع طوال الرحلة. وقد يؤدي ذلك إلى إصابة رواد الفضاء بسرطان الدم وبأنواع أخرى من السرطان حتى قبل وصولهم إلى المريخ. ويعني هذا ضرورة «تحصين» المسافرين المستقبليين قبل مغادرة كوكب الأرض. تقول شركة ستيم بروتكت (Stem Protect)، التي تعمل في مجال تخزين الخلايا الجذعية وتتخذ من المملكة المتحدة مقرا لها، أن ذلك سيتطلب استخدام تقنيات طبية متقدمة للتأقلم مع الطبيعة القاسية للفضاء بين الكواكب. ويشير مارك هول، المتحدث باسم شركة ستيم بروتكت، إلى مقال في صحيفة التايمز يشير إلى أن الفيلة ستكون هي الأمثل للسفر إلى المريخ بسبب مناعتها الكبيرة للإشعاع. ويقول هول: «ربما كان أول إنسان سيطأ بقدمه سطح المريخ لم يولد بعد، إلا أن هذه تعد ميزة في الواقع، إذ يعمل العلماء بالفعل على اكتشاف طرق لإيصال البشر إلى المريخ وإعادتهم سالمين».
بشكل أساسي، تعد الخلايا الجذعية البشرية خلايا «غير متمايزة» يعمل الجسم على تحديد وظيفة معينة لها. وقد تتحول الخلايا الجذعية إلى خلايا عصبية أو جلدية أو عضلية أو عظمية أو خلايا في أجزاء أخرى من أنسجتنا الأساسية. ونظرا لإمكانية تطور الخلايا الجذعية إلى أي نوع من خلايا الجسم، فإن قدرتنا على هندستها قد تمثل عاملا حاسما إذا أردنا حماية أنفسنا من المجهول في رحلتنا نحو المريخ.
من المعتقد أن التعرض للجاذبية الضئيلة لفترات طويلة قد تؤدي إلى انخفاض هائل في قدرة جهاز المناعة لدى رواد الفضاء، مما يجعلهم عرضة للعدوى. لكن لا يزال هناك أمل لعلاج ذلك، إذ يبدو أن الخلايا الجذعية التي تم اصطحابها إلى الفضاء ثم زراعتها مرة أخرى داخل الجسد من أجل النمو على الأرض أظهرت قدرة أكبر على ما يُطلق عليه «التجذّع». ويشير هذا المصطلح ببساطة إلى الخلايا الجذعية المميزة في القيام بدورها، بمعنى، القدرة على التجدد الذاتي والتحول إلى أي نوع من الخلايا.
ويوضح المتحدث باسم شركة ستيم بروتكت مارك هول أن الخلايا الجذعية التي تمت هندستها في الفضاء تعود أكثر قوة عندما تدخل مجال الجاذبية الأرضية. وفي تعليقه على ذلك يقول: «هذا يعني استخدام أفضل الخلايا الجذعية وأكثرها فعالية للمريض وهي تلك التي تم الحصول عليها من الحبل السري عند الولادة.

متخصص في شؤون تطوير البرمجيات وإدارة المشاريع والتكنولوجيا