لماذا يفرط البعض بصلاة التراويح في رمضان؟

مزاج الاثنين ١٩/يونيو/٢٠١٧ ٠٤:٤٠ ص
لماذا يفرط البعض بصلاة التراويح

في رمضان؟

مسقط - زينب الهاشمية

ترسم «صلاة التراويح» مشهدا إيمانيا مؤثرا في ليالي رمضان وأنت ترى المساجد تزدحم بالمصلين وهم يأتون أفواجا لأداء هذه الشعيرة العظيمة في بداية رمضان لتمتلئ نفوسهم بالنفحات الإيمانية، فهي زاد روحي يستقبلون به الشهر الكريم بهمة لمباشرة الصالحات. ولكن مع اقتراب العشر الأواخر المليئة بالفضل الجزيل وفيها الليلة المباركة التي هي خير من ألف شهر تلاحظ الصفوف تتناقص والهمم تنصرف إلى مشاغل الحياة، فيفرط بعض الصائمين في كنوز رمضان النفيسة وهو الشهر الذي أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره الثمرة بالعتق من النار.

في استطلاعنا الآتي نتعرف على آراء الناس حول أسباب هذا «العزوف» وما الأجر الذي قد يفوت المقصرين في أواخر رمضان.

طاقة روحانية

يقول زكريا المعولي: تضفي صلاة التراويح جوا روحانيا وتعطي الصائم طاقة روحانية كبيرة بعد قضاء نهار طويل في الصيام وذلك لما فيها من ذكر وقراءة للقرآن وقيام الليل، وحري بالصائم أن يواظب عليها طوال أيام شهر رمضان المبارك.

ويضيف المعولي قائلا: ولكن ما نلاحظه للأسف أن عدد صفوف المصلين يتناقص تدريجيا ربما لأنهم يرون أن التراويح ليست فريضة فيتهاونون في أدائها، مع أن صلاة التراويح فرصة للعبادة واستكمال للأجر بعد الصيام في النهار.

فتور الهمة

في حين يعزي أحمد المحروقي السبب إلى «فتور الهمة» لدى الشباب فتراهم في بداية الشهر مقبلين بنشاط وعزيمة ثم ما تلبث بعد أيام حتى تتراجع وتفتر.

جهل وتقصير

بينما يقول بدر الحضرمي: هذا الشهر الفضيل الذي تتضاعف فيه الدرجات، تجد الكل يبادر في العبادات والطاعات، وتبدأ صفوف المسجد تزيد وتزيد حتى نصل لوقت الحسم ونقترب من الأيام العشر والتي فيها ليلة خير من ألف شهر، هنا تبدأ الصفوف تقل وتقل حتى نصل إلى الصفوف المعتادة التي نراها في الأشهر العادية ويكون المصلون هم الذين قبل رمضان وبعد رمضان. وهذا بنظري تقصير وجهل للأجر العظيم والفضل الكبير في هذه الأيام.

مشاغل الدنيا

ويرى عبدالمجيد البلوشي أن المصلين في الأيام الأولى يكونون كثيرين، ولكن يبدأ العدد في التناقص وبالتدريج وربما ذلك بسبب ثقل النفس ومشاغل الدنيا كاللعب وغيره، ولأن النفس أساسا غير متعودة للمكوث كثيرا في المسجد.

قلة الوعي

يقول حسام بن جمعة: تراجع المصلين بعد الأيام الأولى دليل على عدم وعيهم وعدم معرفتهم بفضائل صلاة التراويح وصلاة القيام وكذلك عدم تقديرهم للشعائر الدينية.

فضل صلاة التراويح

يقول الإمام خلف بن سعيد الناعبي: ما أجمل أن ترى صفوف المسلمين، متراصة والأقدام محاذية للأقدام والمناكب بالمناكب تشعر حينها بوحدة الصف ولم الشمل، فالمسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضا إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، إذ إن القلوب متلهفة بمناجاة الواحد العلام، والمصلون فيما بينهم يناجون نفس المناجاة، إذ هناك رابط واحد يربط جميع المصلين بهم ألا وهو الله تعالى، وما أجمل أن ترى أفواج المسلمين يدخلون في صف واحد وكأن المصلين في السابق يتسارعون ويتسابقون في الصف الأول إلا أننا في الوقت الحاضر نرى عزوف المصلين عن صلاة التراويح متجاهلين فضلها العظيم عند الله تعالى ناهيك أنها تكون في شهر واحد فقط من كل عام، وعلى ذلك ينبغي عدم التفريط فيها، فالعمل الصالح مطلوب في شهر رمضان الذي تتضاعف فيه الأجور وتتنزل فيه الرحمات وتحل البركات.

وقد بين لنا الرسول الكريم الأجور في رمضان فقال أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار، وهي الثمرة والجائزة التي يطمع لها الصائم المسلم. ذلك لأن الخاسر الذي دخل عليه رمضان وخرج ولم يغفر له ولم يعتق من النار.
وما تخلف الكثيرين عن صلاة التراويح في العديد من المساجد إلا دليل على التهاون في قيمة العشر الأواخر التي كان الرسول الكريم يشد فيها مئزره مشمرا عن ساعد الجد في العبادة والقربة لله تعالى، وقد بين لنا فضلها العظيم. فهي خسارة لهم على تضييعها، وتقصيرهم أشبه بمن زرع ولم يحصد. ناهيك عن المشهد المحزن ونحن نرى الواحد تلو الآخر يخرج من الصلاة منذ القيام الأول فضلا عمن لم يحضر المسجد مع الجماعة، وتجده بعد ذلك في الملاعب والمسابقات الرمضانية وغيرها إلى وقت متأخر من الليل.
على هؤلاء أن يعلموا أن رمضان فرصة لتجديد التوبة ونقطة انطلاقة إلى الصالحات وصفحة بيضاء لبداية جديدة ولمحاسبة النفس قبل أن تحاسب، وإنما ثمرة التعب والصوم تتحقق في الثلث الأخير من رمضان، وهي النجاة من النار وإجابة الدعوات.