العيد في اليمن محاط بالجراح والألم الأطفال بلا ملابس جديدة والبيوت يكسوها الحزن

الحدث الثلاثاء ٢٠/يونيو/٢٠١٧ ٠٤:٢٥ ص
العيد في اليمن محاط بالجراح والألم

الأطفال بلا ملابس جديدة والبيوت يكسوها الحزن

عدن - إبراهيم مجاهد

ها هو عيد الفطر يحل للسنة الثالثة على التوالي واليمن ما زالت تشهد حرباً وصراعاً مسلحاً يزداد عنفاً وتوسعاً، مخلفاً معه آلاف القتلى والجرحى من المدنيين وملايين النازحين وملايين العاطلين وملايين من الفقراء ومئات الآلاف من المرضى.. يحل عيد الفطر المبارك على أفقر بلد عربي في منطقة الشرق الأوسط، ولم يعد لدى الأطفال في هذا البلد متسع للفرح أو الرغبة في شراء ملابس وكساء العيد، فملايين الأطفال في اليمن يعانون من سوء التغذية وأضعافهم باتوا على مقربة من المجاعة وآلاف آخرين باتت الكوليرا تتهدد حياتهم.. لذا فتأمين وجبة طعام ومياه صالحة للشرب أهم لدى ملايين اليمنيين الذين أجبرتهم الحرب وسوء الأوضاع المعيشية وتدهور حالتهم المادية نتيجة توقف كثير من الأعمال وانقطاع مرتبات الموظفين منذ تسعة أشهر، على عدم التفكير في شراء ملابس العيد لأطفالهم الذين باتوا يشاطرون أسرهم ذات الهموم رغم صغر سنهم.. وقد تقتنع شريحة واسعة منهم أيضاً أنه ليس بالضرورة أن يكون بعد شهر رمضان عيد، ينتظره جميع المسلمين في بقاع الأرض، إلاّ شريحة واسعة من اليمنيين لم تعد تنتظر قدوم هذا العيد الذي قد تضطر آلاف الأسر لحذف هذا اليوم من تقويمها السنوي. فالعيد عاد وقد تغير حال ملايين اليمنيين إلى الأسوأ خاصة بعد انقطاع المرتبات.

النوم في العيد مريح للفقراء..

«فضل. أ» مواطن يمني يعمل في مجال الكهرباء وهندسة الإلكترونيات، يقول إنه في ظل الظروف السيئة التي يعيشها كغيره من اليمنيين الذين فقدوا أعمالهم وتعقدت فرص الحصول على عمل، أصبح غير قادر على شراء كسوة العيد لأبنائه الثلاثة فمصدر دخله لم يعد كما كان في السابق، إذ بات يحصل على عمل لمدة أسبوع أو أقل ليظل بعد ذلك أشهر بدون أي عمل.. ويضيف «بحرقة شديدة»: منذ سبع سنوات على زواجي أشعر هذا العام أني عاجز على إدخال الفرحة إلى قلوب فلذة أكبادي بشراء كسوة العيد لهم.. لم يعد لدينا هناك ما يمكن أن نبيعه من الذهب أو أي شيء ثمين قد يعيننا على شراء ملابس العيد لأطفالنا لذا قد يكون النوم وعدم خروج الأطفال من المنزل لمدة ثلاثة أيام حلاً كي لا يشعر أطفالي بأني لم أتمكن من شراء ملابس العيد لهم كغيرهم ممن ما زال لدى أسرهم مصدر دخل أو لديهم قريب مغترب خارج الوطن سيعينهم على شراء حاجيات العيد. كما قال فضل.

باعت آخر أقراطها لكساء أبنائها..

«س. م» ربة بيت تسكن هي وزوجها وخمسة أبناء في العاصمة صنعاء، تقول إنها اضطرت لبيع آخر ما تملك من الذهب وهو عبارة عن «2» من الأقراط كانت تزين بها أذنيها وتحتفظ بهما لحين الحاجة، وتؤكد أنه مع توقف مرتب زوجها منذ أكثر من تسعة أشهر لم تجد بداً من بيع آخر ما تملك من الذهب لشراء ملابس العيد لأبنائها فهي لا تقوى أن ترى أبناءها ينظرون إلى أبناء جيرانهم وقد لبسوا الجديد في العيد وهم ليس لديهم ثياب جديدة.. تشير «س. م» إلى أن البطاقة التموينية التي حصل عليها زوجها مقابل نصف مرتبه لم تمكنهم سوى شراء المواد الغذائية الأساسية وأنهم وكثير من الموظفين يعجزون أحياناً عن تعبئة اسطوانة الغاز لعدم وجود سيولة نقدية بعد توقف مرتبات الموظفين الحكوميين في البلاد منذ تسعة أشهر.
هكذا سيكون عيد أغلب الأسر والأطفال اليمنيين كما يبدو، فلا ملابس جديدة سيشترونها ولن يفكر الأطفال بالذهاب إلى الحدائق والمتنزهات التي دمرت الحرب معظمها أو أغلقت بسبب الحرب، تحسباً من أي قصف أو سقوط قذائف قد تحصد أرواحهم. رغم هذه الظروف القاسية التي يمر بها ملايين اليمنيين إلا أن قيادة أطراف النزاع لن تتوانى في المكابرة والخروج لإلقاء الخطابات التي تدعو إلى الصمود والتأخي والمحبة والسلام، وغير ذلك من الجمل والعبارات التي بات المواطن المغلوب على أمره يعتبرها اسطوانة مشروخة.

تزامناً مع دهس مصلين بلندن.. قصة أخرى من أمريكا لمقتل فتاة مسلمة أثناء خروجها من المسجد...

هولندا تمنع وقفة عنصرية ضد المسلمين.. زوروا موقعنا