قرية دار العقور الطينية بجبل شمس.. عنوان للجمال والإبداع

بلادنا الاثنين ٠٣/يوليو/٢٠١٧ ٠٤:٥٥ ص
قرية دار العقور الطينية بجبل شمس.. عنوان للجمال والإبداع

جبل شمس - مريم بنت حمود الخاطرية

تعدّ البيوت الطينية موروثاً حضارياً يعبّر عن عظمة الإنسان وإبداعه الفني وبراعته وإتقانه منذ زمن بعيد.
فقد شكّل هذا الإنسان من الطين أدواته الحياتية وبنى بيوتاً وصروحاً، فكانت آية في الجمال والإبداع، ولقد هيّأت الظروف البيئية للإنسان الطين والحجارة المناسبة، وكان لا بد له من أن يتقن هذه الصناعة، إذ وجد الجبليون في هذه البيوت ملاذاً لهم وعرفوا كيف يستخدمون هذا الطين والحجارة ذات الألوان الجذّابة التي تمثل تراثاً تقليدياً ما زال شامخاً إلى يومنا هذا، فالبيوت القديمة الطينية تعتبر رمزاً تراثياً عريقاً يؤكد استمرارية التواصل الحضاري بين الإنسان في العصور القديمة والحديثة.
والبيوت الطينية موجودة في كل مكان في عُمان، فهناك قرية دار العقور الطينية الموجودة في قمة جبل شمس، والتي تمثل حارة جميلة وراءها مزرعة خضراء ذات نخيل ورمان وهي حارة طينية مكتملة من مسجد وصروح وغرف للنوم.
فبيوتها لا تحمل شيئاً من الغرابة، فهي باقية منذ زمن طويل، وماثلة أمام أعيننا، ولكن ما يستحق الحديث عنه هو أولئك الشباب الذين بنوا هذه البيوت الطينية وارتفعت على سواعدهم الفتيّة أعمدتها وقبابها وأسقفها.
كانوا وقتها في ريعان الصبا والفتوة، وأخذ الزمن نصيبه من طاقتهم وبقى منهم من بقي صحيحاً معافى إلى وقتنا هذا أو مصارعاً للمرض نتيجة للجهد الكبير الذي أمضاه في شبابه.
لم تكن في البيوت الطينية بقرية دار العقور زخارف إنما هي عبارة عن بيوت بسيطة جميلة بنوافذ صغيرة وأبواب خشبية، وأعمدتها من سعف النخيل وهي عبارة عن بيوت ملتصق بعضها ببعض، وهي ملائمة جداً للطقس، فهي باردة في الصيف وحارة في الشتاء.
إن بناء هذه البيوت يعتمد بشكل أساسي على استغلال التراب، وتكييفه في روائع فنية تجسّد القدرة على الإبداع الذي ما زال قائماً حتى الآن، والطين أساساً ناتج عن تحلل الصخور النارية يُضاف إليه الماء، أما لون الطين فيعتمد على المركّـبات المعدنية فالبيوت الطينية بدار العقور تميل إلى اللون البني الغامق. وتعدّ قرية دار العقور الطينية من أجمل القرى الجبلية في قمة جبل شمس.