عميد كلية عمان للسياحة د.عبدالكريم المغيري لـ«الشبيبة»: السلطنة تتمتع بمؤهلات تمكنها من منافسة أكبر البلدان السياحية

مؤشر الاثنين ٠٣/يوليو/٢٠١٧ ٠٤:٠٠ ص
عميد كلية عمان للسياحة د.عبدالكريم المغيري لـ«الشبيبة»:

السلطنة تتمتع بمؤهلات تمكنها من منافسة أكبر البلدان السياحية

مسقط - حمدي عيسى عبدالله

أكد عميد كلية عمان للسياحة د.عبدالكريم بن سلطان المغيري أنّ «المجتمع وخاصة الجيل الجديد بات مدركاً لتفعيل دور السياحة في إظهار السلطنة بأفضل صورة في الخارج فالسلطنة تتمتع بمؤهلات كافية تستطيع أن تنافس بها أكبر البلدان السياحية وتستقطب العديد من السياح من أنحاء العالم المختلفة، ونرى اليوم العديد من المرافق السياحية تفتح أبوابها في السلطنة وذلك خير دليل على أنّ البلد يتجه نحو تطوير هذا القطاع وثقة المستثمرين به. فضلاً على أننا نحاول أن نعطي لطلابنا الخبرة من السوق المحلي وكذلك العالمي، فكلية عمان للسياحة تقدّم برامج جامعية عالمية». جاء ذلك في تصريح خاص لـ»الشبيبة» أوضح فيه أيضاً أن «كلية عمان للسياحة تضم اليوم أكثر من 600 طالب، فدورنا ككلية في السلطنة ينمو يوماً بعد يوم».

من المحركات الأساسية

وأضاف: اليوم وفي ظل الأزمات المالية والتحديات التي تواجه الأسواق الاقتصادية بشكل عام بسبب انخفاض أسعار النفط، باتت الحكومات تسعى إلى إيجاد حلول بديلة لتقوية وإنعاش اقتصادها وتركيزها على القطاعات الأساسية والحيوية، ومن هذا المنطلق يعتبر القطاع السياحي اليوم في السلطنة من المحركات الأساسية التي تدفع الحكومة العُمانية إلى الأمام نحو التنمية السياحية الشاملة لجميع محافظات السلطنة، ويتم التخطيط حالياً لإقامة عدد من المشاريع والتي ستوفر فرص عمل جديدة للشباب العُماني وهذا الأمر يصب ضمن استراتيجيتنا ورؤيتنا بتوفير هذه الكوادر والطلاب القادرين على العمل في هذا المجال وإعطائهم الخبرة والعلم ليتمكنوا من تطوير التنمية السياحية ووضع عُمان على الخريطة السياحية الإقليمية والعالمية.

يرتكز بشكل رئيسي على التدريب

وعن أهمية التكوين والتدريب لتطوير القطاع السياحي الذي تعول عليه السلطنة لتنويع مصادر الدخل قال د.عبدالكريم المغيري: إنّ القطاع السياحي والضيافة من القطاعات الواعدة والذي يرتكز بشكل رئيسي على تدريب الطلاب، لهذا تحرص الكلية بين الحين والآخر على إقامة معرض للتوظيف بالكلية ودعوة الخريجين والمسؤولين بالقطاعين الحكومي والخاص وأصحاب الأعمال للدعم والتواصل والتعرّف على الفرص التدريبية والوظيفية المتاحة في الوقت الحالي والتي قد تكون متاحة في المستقبل القريب، وتقوم الكلية بصفة مستمرة ودؤوبة بمتابعة الوضع المهني لخريجيها وأماكن عملهم والوظائف التي حصلوا عليها. إنّ أكبر قطاع يوفر فرصاً للعمل هو قطاع السياحة، عليه فإنني أنصح شبابنا بالتسلح بروح العلم والمثابرة والتفاؤل والتطلع للمستقبل بنظرة إيجابية والعمل على اكتساب المهارات الشخصية (كالتنظيم والقيادة والاتصال واللغة والعمل الجماعي وحل المشاكل وإدارة الوقت والتحليل والاستنباط).

أثبتوا أنفسهم وساعدوا القطاع

وأردف د.المغيري: على مرّ السنين تخرّج في الكلية عدد كبير من الشباب الذين أثبتوا أنفسهم وساعدوا القطاع كل في مجاله، فاليوم تجد طلابنا في أهم المرافق السياحية، فبرامجنا في الكلية ترتكز على منح الطالب الفرصة لاختبار الحياة العملية في الواقع لذلك نحن نعمل جاهدين على تقسيم المنهج بين العملي والأكاديمي، فلدينا عدد كبير من الدورات الابداعية القصيرة للمتخصصين والمبتدئين، كذلك نشارك في العديد من المعارض والمؤتمرات التي تتعلق بالســـياحة والضيافة، أضف إلى ذلك توفيرنا للطلاب دورات قصيرة وحديثة متعلقة بالإنماء المهني والتدريبي والتي تتناسب مع المعايير المحلية والعالمية وتسهم في رفع كفاءة الموظفين التابعين للمؤسسات والمنظمات المختلفة.

نعزز حلقة الوصل

وعن الخطوات التي تبذلها السلطنة لتطوير القطاع السياحي والجوانب التي يجب التركيز عليها لتجسيد الأهداف المُسطرة على أرض الواقع قال د.عبدالكريم المغيري: أرى أننا في الاتجاه الصحيح وعلينا أن نتعاون جميعنا ونعزز حلقة الوصل بين القطاعين الحكومي والخاص في المجالات السياحية بهدف مساعدة هذا القطاع على التطور، كذلك يجب أن نزيد من نسبة التعمين في وظائف القطاع السياحي، والمحافظة على طبيعة البيئة العُمانية من موروثات وعادات وتقاليد، ونشر الوعي السياحي ودعم التنمية السياحية وتفعيل الحركة السياحية في السلطنة كمركز سياحي مرموق لجذب سياح منطقة الخليج والعالم بصفة عامة.

العديد من المبادرات والأنشطة لخدمة المجتمع

وأكد د.المغيري: إنّنا نشجع طلابنا على القيام بالعديد من المبادرات والأنشطة لخدمة المجتمع، ففي السنة الفائتة أطلقنا «نادي نوبل» للأعمال التطوعية والاجتماعية، وعضوية النادي مفتوحة لجميع الطلاب المسجلين في الكلية، كذلك قمنا بتمديدها لتشمل جميع الخريجين الذين سيشاركون بفعالية في الأنشطة والمشاريع التي سيقوم بها نادي نوبل، ومن بين هذه الأنشطة تدريب المتطوعين، والمشاركة في المبادرات التطوعية المختلفة في الكلية وخارجها، واستضافة معسكرات الطلبة، وتنظيم برامج التبادل بدعوة من الدول الأخرى الأعضاء في منظمة (NVDA) المعنية بالتنمية في آسيا. كذلك مؤخراً تعاونا مع الطيران العُماني وأرسلنا دفعة من طلابنا لحضور معرض سوق السفر العربي في دبي الذي يعتبر من أهم المعارض المتعلقة بالسياحة فقد تعرّف الطلاب على شخصيات كبيرة مؤثّرة في هذا المجال، وتواصلوا بشكل المباشر معهم، وهذه المبادرة تنسجم مع التزامنا في الكلية بتخريج طلاب متسلحين بالخبرة وقادرين على المساهمة في تطور الاقتصاد ونموه.

دورات تدريبية مكثفة

وتابع: وقّعنا مؤخراً مذكرة تفاهم بين كلية عمان للسياحة ومجموعة من 14 شركة تضم أهم الفنادق والمنتجعات والمكاتب السياحية الرائدة في مجال السياحة والضيافة في السلطنة؛ وذلك بهدف دمج الخبرات الميدانية مع تطوير البرامج الأكاديمية، فطلابنا سيخضعون لدورات تدريبية مكثفة في هذه الفنادق الأمر الذي سيمكنهم من صقل خبرتهم والتعرّف على متطلبات السوق وتحديات هذا المجال.
ومن الشركات التي وقّعت معها مذكرة التفاهم: الشيدي، بارك إن- راديسون، مسقط الــــدقم، شانغريلا، قصـــر البســتان، محمية رأس الجنز للسلاحف، فنــدق المدينـــة دقم، منتجع جزيرة مصيرة، استراحة عوفية، مركز عمان للمؤتمرات والمعارض، هوليداي إن السيب والموج للجولف، فندق كيمبيســـكي مسقط، غراند حـــياة مسقط ومجموعـــة صحـــارى ومزايا وOITE.

علاقات مع أعرق الجامعات

د.عبدالكريم المغيري اختتم حديثه قائلاً: إن كلية عمان للسياحة لديها ارتباط أكاديمي مع «معهد دبلن للتكنولوجيا» بايرلندا وهي أكاديمية عريقة تأسست منذ 125 عاماً وتعتبر من أهم وأكبر المؤسسات التعليمية في إيرلندا وتجمع بين التميز الأكاديمي والتعليم الموجه نحو التوظيف المهني اللازم للخريجين المتطلعين للقيام بأدوار قيادية منتجة في مجتمعاتهم، وهي أكاديمية متخصصة في علوم الإدارة والتكنولوجيا والسياحة، وتقوم بدورها في اعتماد ومراجعة البرامج الدراسية التي تطرحها الكلية في الوقت الحالي وتطبيق معايير الجودة الأكاديمية، كـــما أنهـــا تمـــنح شهادات التخرج لمرحلتي الدبلوم والبكالوريوس (مع مرتبة الشرف) للبرامج الثلاثة المطروحة بالكلية في الوقت الحالي (إدارة الســـياحة والضيافة وإدارة الفعاليات والتسويق السياحي)، والكلية أيضاً لديها مذكرة تفاهم مع (جامعة نبراسكا) الأمريكية (ومدرسة هيج للضيافة) الهولندية وهي من أفضل خمس مدارس فندقية مصنفة على مستوى العالم.

د.عبدالكريم المغيري قال أيضاً: انطلقت كلية عمان للسياحة العام 2001، وهي صرح علمي متميّز فهي الكلية الوحيدة في السلطنة التي توفر للطالب إمكانية التخصص (بكالوريوس أو دبلوم) في مجال السياحة والسفر كالبكالوريوس (مرتبة الشرف) أو الدبلوم في السياحة والضيافة والتسويق السياحي وإدارة الفعاليات، وتعتمد استراتيجية التعليم والتعلم في البرنامج التأسيسي العام بكلية عمان للسياحة على تبنّي أساليب تدريس متنوعة داخل الصف تهدف إلى إيجاد بيئة تعاونية تشجع الطلبة على مشاركة الأفكار والتحديات التي تصادفهم في دراستهم مع بعضهم بعضاً، كذلك لدينا مدرسون مؤهلون وذوو خبرة عالية في المجال يستخدمون أسلوب الدعم مع الطلاب ويشجعونهم على التعلم المستقل. وكذلك أود أن أضيف أنّنا نسعى جاهدين إلى الربط بين رؤيتنا في أن نكون دوماً كلية رائدة محلياً وإقليمياً وبين طموحات وتطلعات طلابنا. ولا توجد نية في الوقت الراهن في فتح فروع وإنما الدخول في الشراكة والارتباط الأكاديمي مع مؤسسات التعليم العالي المحلي في السلطنة حتى تتمكن الكلية من إتاحة فرصة التعليم السياحي للطلبة في المحافظات.

صرح علمي متميّز