طرحت إشكاليات التجارة والوسط المجتمعي والتنشئة «زهايمر».. كوميديا تتجاوز الضحك لتقدم مفارقات الحياة

مزاج الاثنين ٠٣/يوليو/٢٠١٧ ٠٤:٢٠ ص
طرحت إشكاليات التجارة والوسط المجتمعي والتنشئة

«زهايمر».. كوميديا تتجاوز الضحك لتقدم مفارقات الحياة

مسقط -
احتضن مسرح نادي مجيس في صحار في رابع أيام عيد الفطر السعيد عرضاً مسرحياً بعنوان «زهايمر» من إنتاج فرقة القناع الفنية ومن تأليف وإخراج عمر المعمري، وبطولة كل من هشام المعمري وعبدالله المعمري وبدرية القريني ويوسف الحوسني وخلفان المعمري ومحمد البلوشي وهزاع الجابري وأحمد البريكي وجابر الطورشي وعلي المعمري وغيرهم.

تميز العرض بنوع من الكوميديا التي تجاوزت إضحاك الجمهور، لتقدم من خلال المسرحية رسائل توجيهية وتربوية ونقدية عديدة، ودارت قصة العرض حول التجارة المستترة والتي تدار في منزل الملاس المحترق، وكل أفراد عائلته من هواة التجارة.
وبعد أن مرّت كل السنوات الطويلة من التجارب تم كشف تجارتهم بعد إلقاء القبض على ابنهم في قضية المتاجرة بالمخدرات، مع ما يتضمّنه ذلك من مفارقات درامية، وصلت حدّ الكوميديا المضحكة، فالتناقض بين ابن الملاس الذي تربى في وسط فقير، وغير متعلم، وبين ناصر خالهم المصاب بالزهايمر وأهله ذوي الأصول العريقة والأخلاق الأرستقراطية، وكذلك بين الابن الذي تربى في وسط فقير وكان عازف بيانو، كل ذلك شكل مساحة واسعة لمخرج العمل المسرحي ومؤلفه، لأن يشكل مادة نقدية في قالب طريف جداً، استطاعت إرسال رسائل عديدة، وطرحت إشكاليات أثر التجارة والتعليم والوسط المجتمعي، في سلوك الأفراد وتنشئتهم، وتقويم سلوكهم، وتجنيبهم الانحراف، كما ظهر من سلوك الابن الذي يريد تمشية حياته على المزاج، وابن الملاس المحترق فهو كان مختلاً ولصاً وخرّيج سجون. ونكتشف من خلال العرض بشكل مكرر في عدة مشاهد أنه لم يتعلم، ولم يتربّ على أخلاق صالحة وكريمة وكل همه هو المادة.
وقدّم العرض فكرة أخرى تتمثل في انتشار وتأثير مواقع التواصل الاجتماعي كـ«تويتر» و«سناب شات» وغيرها، وما يلعبه نجومها من تأثير على المجتمع، من خلال سرعة نقل الحدث مباشرة، مع ما يصاحب ذلك من اقتحام خصوصيات البيوت وأسرارها، ونشرها على الملأ دون استئذان، بغية الإثارة والحصول على مزيد من المتابعين.
وتجلى ذلك التداخل من خلال مشهد يظهر فيه جميل وفرقته الموسيقية المشهورين على تطبيق «سناب شات»، وهم يصورون عملية الدعاية والإعلان على التواصل الاجتماعي في أحد الأسواق النسائية التي هي بالأصل منزلهم تم تأجيره من قبل ناصر لـ 3 نساء كبيرات في السن.
كما تطرقت المسرحية من خلال إشارات سريعة مركزة، إلى تغوّل وسائل الإعلام عموماً، وسرعة تأثيرها في المجتمع، خصوصاً تلك التي تمتهن التحريض ونشر الأكاذيب والشائعات، وتحريف الحقائق.
ويعد العرض عودة قوية للكوميديا المسرحية العمانية، من خلال كتابة وإخراج عرض يتجاوز النمط المباشر السهل، ويضع الكوميديا في إطارها كمسرح قادر على توجيه رسائل إيجابية مغايرة، لكونها تشكل لعبة مفتوحة، ومتجددة لا حدود فيها، وفي نفس الوقت تشكّل انعكاسات للواقع، كما تفعل بقية العروض المسرحية التي تصنّف أنها جادة، إضافة إلى أن المسرحية تعيد تقديم وجوه جديدة ناشئة منذ سنوات عن المسرح وتريد أن تعطى الفرصة كالنجم هشام المعمري بطل العرض ابن الملاس المحترق والنجمة بدرية القرينية.
ومن المقرر أن يجوب عرض «زهايمر» كل محافظات السلطنة، ليقدم قصته ونجومه إلى الجمهور العماني في كل مكان.