هل يتوقف ترامب عن التغريد على تويتر؟

الحدث الثلاثاء ٠٤/يوليو/٢٠١٧ ٠٤:٣٥ ص
هل يتوقف ترامب عن التغريد على تويتر؟

مسقط - محمد البيباني

«إذا كان هذا صحيحا، فهذا شيء سيئ، ولو كان تويتر هو السبب فأنا آسف».... جملة اعتذار بادر بها مؤسس موقع تويتر ردا على سؤال عما إذا كان موقع التواصل الاجتماعي الشهير من أسباب فوز دونالد ترامب بالرئاسة الأمريكية.

وقال إيفان وليامز الشريك المؤسس لتويتر في حوار مع صحيفة «التايمز» نشرته في مايو الفائت إن دور الموقع في زيادة شعبية ترامب خلال الانتخابات الأمريكية كان شيئا سيئا، جاء ذلك في أعقاب تصريح الرئيس الأمريكي في حوار مع «نيويورك تايمز» أن تويتر كان سبب فوزه في الانتخابات الأمريكية.
شعبية ترامب الكبيرة على الموقع الشهير ساعدت في زيادة مؤيديه بشكل كبير، وهناك العديد من الدراسات التي قالت إن تغريداته المثيرة للجدل كانت السبب الأبرز في فوزه بالانتخابات وليس أي شيء آخر.
اليوم وبعد أشهر عديدة من تسلمه منصب الرئاسة رسميا وبعد تصميمه على التغريدات المثيرة للجدل هل يكون هذا الموقع سببا من أسباب تراجع شعبيته والتعجيل برحيله عن البيت الأبيض سواءا خلال مدته الرئاسية أو حتى تقليل حظوظه في الفوز بولاية ثانية؟
وهل من الممكن أن يتخلى ترامب عن التغريد أم أن الأمر يتعلق بحالة من الهوس بمواقع التواصل الاجتماعي والتي يصعب معها إغلاق حساباته؟

لماذا يلجا لـ «تويتر»؟
بدا واضحا منذ أيامه الأولى في البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتخذ موقفا سلبيا من إعلام بلاده وهو ما جعله يعتمد بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي وهو ما أكده ترامب نفسه صراحة مرارا ففي مارس الفائت أشاد ترامب بخدمة التواصل الاجتماعي تويتر لما توفره من تواصل مباشر مع ناخبيه، قائلا إنه ربما لم يكن ليصبح رئيسا من دونها.
وعزا الرئيس في مقابلة مع قناة فوكس نيوز، استخدام تويتر إلى تعرضه لتغطية «ملفقة وكاذبة» من بعض وسائل الإعلام في البلاد.
ويعتمد الرئيس على تويتر في التحدث عن سياساته والتواصل مع الأمريكيين يوميا بصورة مباشرة. ولعبت شبكة التواصل الاجتماعي دورا رئيسيا في إيصال رسالته لقواعد الناخبين عبر الولايات المتحدة أثناء حملته الانتخابية.
أمس الأول فقط، جدد ترامب هجومه على الإعلام والصحافة الأمريكية، إذ حمل مجددا على كبرى وسائل الإعلام الأمريكية التي يتهمها ببث «الكراهية» حياله، وبرر استخدامه الكثيف لشبكات التواصل الاجتماعي للرد على منتقديه.
وقد واصل الرئيس الأمريكي هجومه على اثنين من الصحفيين العاملين في قناة «ام.اس.ان.بي.سي».
وخصومته مع مقدمي هذه القناة التي يصدم عنف العبارات المستخدمة فيها البعض حتى داخل المعسكر الجمهوري، كانت السبت محور سلسلة من التغريدات مع كيل جديد للشتائم.
وكتب ترامب في تغريدة «إن المجنون جو سكاربورو وميكا (بريجنسكي) الغبية جدا، ليسا سيئين، لكن برنامجهما السيئ يهيمن عليه رؤساؤهم ويا للأسف في أن بي سي» القناة التي يندد بانتظام بتغطيتها، معتبرا إياها منحازة ضده.
وتبادل ترامب مع هذين الصحفيين المرتبطين اجتماعيا وفي الفقرة التي يقدمانها معا يومي الخميس والجمعة سلسلة هجمات متبادلة.

هل تعد تغريداته تصريحات رسمية؟

في حال إقرار مشروع قانون مقدام من نائب ديمقراطي أمريكي، ويحمل اسم «كوفيفي»، قد تصبح تغريدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على مواقع التواصل الاجتماعي، تصريحات رسمية.
وتقدم النائب مايك كويجلي من ولاية إلينوي، في وقت سابق، بمشروع قانون «كوفيفي» الذي سيدخل تعديلات على قانون السجلات الرئاسية، وسيلزم إدارة الأرشيف والوثائق الوطنية بتخزين التغريدات الرئاسية وغيرها من مشاركات الرؤساء على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأشار كويجلي وهو عضو في لجنة المخابرات بمجلس النواب في بيان إلى أنه إذا كان الرئيس سيستخدم وسائل التواصل الاجتماعي للإعلان فجأة عن أمور تتعلق بالسياسة، فيجب علينا ضمان توثيق هذه البيانات وحفظها للرجوع إليها في المستقبل، لأن التغريدات فعالة ويجب محاسبة الرئيس على كل منشور.
وسيمنع القانون المقترح الرئيس الأمريكي، الذي يستخدم تويتر كثيراً من حذف منشوراته مثلما فعل من قبل في بعض الأحيان، ما دفع مواقع إلكترونية إلى حفظ تغريداته المحذوفة في أرشيف.
وفي ذات السياق، أكد المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر، أن تغريدات ترامب تعد تصريحات رسمية لرئيس الولايات المتحدة.
ويشتهر ترامب الذي يفوق عدد متابعيه على تويتر 32 مليوناً بتغريداته التي تحتوي في بعض الأحيان على أخطاء نحوية وهجائية.

هل يؤثر «تويتر» على

مستقبله الرئاسي؟

رغم ما يمثله الموقع من أهمية للرئيس الأمريكي إلا أنه يبدوا أن للأمريكيين رأيا آخر في اعتماده على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل عام وهو ما أكده استطلاع للرأي أجرته جامعة “كوينيبياك” الأمريكية في يناير الفائت، إذ أظهر الاستطلاع أن نحو 64 % من الأمريكيين الذين شملهم الاستطلاع، إن الرئيس الأمريكي عليه أن يحذف حسابه تماما من موقع التغريدات القصيرة تويتر بعد استلام إدارة البلاد بشكل رسمي، وكان أغلب هؤلاء من فئة الشباب، فـ71 % من الذين تتراوح أعمارهم بين 18-34 قالوا إن على ترامب إغلاق حسابه، وفقا لموقع ماشابل الأمريكي.

يذكر أن العينة التي تم استطلاع رأيها ضمت 899 مواطنا أمريكيا، في الفترة بين 5-9 يناير الفائت، حتى أن هناك بعضا من المستطلعين الجمهوريين أيدوا فكرة إغلاق حساب تويتر الخاص بدونالد ترامب، في حيث إن أغلبهم لم يوافق على هذا الأمر.
ولم تكن هذه المرة الأولى التي يطالب فيها الأمريكيون ترامب بإغلاق حسابه على تويتر، فهناك استطلاع آخر قامت به أيضا جامعة “كوينيبياك” فى أواخر نوفمبر الفائت أن 59 % من الأمريكيين يريدون حذف حساب ترامب.

هل تساهم التغريدات

في انخفاض شعبيته؟

في فبراير الفائت شدد كاتبو مقال نشره موقع شبكة سي إن إن، ستيفن كولينصن وسارة موراي وإليزابيث لاندرز، أن هناك مشكلة أخرى تتعلق بهوس ترامب بـ”تويتر”، وبحسب المقال، فإن مسؤول الأغلبية الجمهورية في الكونجرس ميتش ماكونيل حذر في مقابلة مع مجلة “ويكلي ستاندرد”، قائلا إن شعبية ترامب سترتفع بنسبة 10 إلى 15 نقطة لو ظل بعيدا عن “تويتر”، وأضاف أن تغريدات الرئيس تجعل من الصعب تحقيق ما يجب تحقيقه.