مصممــو نـوكيــا يكشفــون لـ«الشبيبة» أسرار هواتفهم

مؤشر الأربعاء ٠٥/يوليو/٢٠١٧ ٠٤:٣٥ ص
مصممــو نـوكيــا يكشفــون
لـ«الشبيبة» أسرار هواتفهم

خاص -
لم يكن إعلان نوكيا عن عودتها إلى السوق السلطنة مستغرباً، فالشركة العريقة كانت قد حصلت على أكبر حصة في السوق المحلية أيام ما يعرف بحقبة نوكيا الذهبية. واليوم، بعد إعلان الشركة عن عودتها القوية يطرح الكثير من التساؤلات حول قدراتها التنافسية لاسيما في مجال التصميم الذي يعد «مفتاح الشهية» للمستخدمين.

يقود مديرا التصميم في شركة HMD Global رون فورسايث وألاسداير ماكفايل، فريق التصميم الذي تولى مسؤولية تصميم هواتف نوكيا الذكية الجديدة- هاتف نوكيا 3 وهاتف نوكيا 5 وهاتف نوكيا 6. ويكشفان في تصريح خاص لـ»الشبيبة» عن كواليس عمليات التصميم التي مرت بتلك الهواتف.
يقول فورسايث: «إن الرحلة بدأت من خلال انتهاجنا لرؤية لإيجاد منتج مبتكر يسحر العقل البشري. وبصفتنا فريق حديث التكوين، فقد بدأنا رحلتنا الإبداعية التصميمية من خلال الفهم الأولي لتصميم نوكيا التراثي؛ وعلى إثره قمنا بصياغة رؤية مشتركة ترسم توجهاتنا وطريقنا في المستقبل. وتمثل هدفنا في إنتاج هاتف ذكي ذات تصميم قوي وجميل في الوقت نفسه. وفي الوقت الذي يحاول البعض أن يأثر اهتمام المستخدم من خلال تصاميم لامعة خرافية، إلا أننا نتبع نهجاً يتمثل في مفهوم البساطة التصميمية التي تأسر عقل المستخدم، فالبساطة هي المفتاح. إن هواتفنا تشد المستهلك إليها تدريجياً يعشقها».
ويوضح فورسائيث: «رغم أن أقسام التصميم والهندسة يعملون في شركات عدة وليس في مكان واحد، إلا أننا نعمل معاً متحدين من أجل تحقيق الهدف المنشود. فالهواتف تمتلك مثل هذه التعقيدات الداخلية، بمعنى أنه لا يمكن أن نخرج بتصميم مبهر بدون فهم وظيفة كل مكون من مكونات التصميم؛ فبدون ذلك سوف يتأثر أداء الجهاز سلبياً. وأبرز مثال على ذلك، السلك الهوائي. لقد رأينا في الماضي التجارب غير الناجحة المخيبة للآمال عندما كان الاهتمام الأساسي يرتكز فقط إلى التصميم بدون التركيز على وظيفة كل مكون من مكونات التصميم. لذلك تعاونا مع مجموعة من المهندسين ذوي الخبرة لإعادة تصميم الإطار الخلفي بشكل أكثر جمالاً وجاذبية عن طريق إخفاء السلك الهوائي على حافة الهاتف دون التأثير السلبي على الأداء».
وعن تفاصيل التصميم يقول ماكفايل: «يزيل التصميم البسيط كل المكونات غير الضرورية ويبقي فقط الميزات والمكونات الضرورية ذات الجوادة العالية بما يوفر مساحة ويعطي اهتمام أكثر للمكونات المصنعة للجهاز. فعلى سبيل المثال، سيارات سباق فورمولا 1، إذ إن المحرك أصبح جزءاً من الهيكل، فكل المكونات تجتمع في قطعة واحدة مما قلل من الحجم وأوجد نوعاً من البساطة ذات الجمال الأنيق. ولم تكن يوماً بقوة الهواتف الحالية. ومن باب الأمانة، كلما أزلنا الأجزاء الزائدة عن الجهاز، كلما قلت مشاكل الجودة. ومع التركيز على الميزات الأساسية للهاتف نستطيع تقليل حجم الهاتف الذكي أيضاً».
وعن المواد المستخدمة في الهيكل يوضح: «بدأنا في تحديد المكونات الأكثر أهمية ذات الجودة العالية بالنسبة لنا وبالنسبة لمستخدمي هواتف نوكيا. ونحرص على إنتاج وتصميم هواتف قوية ومتينة ومريحة في الأيدي. بالطبع، إن المواد المعدنية القوية تعزز صلابة ومتانة الجهاز، ولكن تجميع الأجزاء المنفصلة قد تؤدي إلى نتائج غير مرضية وتعرض الهاتف إلى خطر كبير ويؤثر على سلامة الهيكل. وهذا شيء لم نراهن عليه أبداً. ولذلك قد توصلنا إلى حل مبتكر ألا وهو استخدام الكتلة المعدنية الواحدة، بمعنى أن كل هاتف من هواتف نوكيا الذكية مصنوع من كتلة واحدة من الألمونيوم. وتلك العميلة استغرقت 12 ساعة لكل وحدة. أما بخصوص الهيكل المصنوع من كتلة معدنية صلبة، فنحن لسنا بحاجة إلى إضافة بنية داعمة داخلية حتى تربط الأجزاء الداخلية ببعضها؛ وهذا بدوره يقلل من مساحة الواجهة ويسهم في إنتاج جهاز ذات حجم مدمج، وهو ما نطمح إليه».
ويضيف ماكفايل: «ركزنا على إنتاج تصميم خارجي مكون من مواد طبيعية وأملس مريح جداً للمستخدم. ويعد هذا التصميم سهل الاستخدام، وعلى الرغم من أنه يستغرق وقتا أطول في التصنيع، إلا أننا عازمون على الاستثمار في ذلك لطرح المنتج ذات المظهر الجمالي الخلاب الذي يلبي الثورة العاطفية التي تدور في داخلنا. فالعواطف ليست قابلة للقياس وبالتأكيد ليست منطقية؛ ولكن أكسبتنا الخبرات المتراكمة على مدى سنوات عديدة في هذه الصناعة أن نعرف وندرك ما الأشياء التي ترضي عواطفنا. ونحن على استعداد لكسر القواعد والخروج عن المألوف والاستثمار في تلك الميزات العاطفية الخفية، مثل شكل حصاة (الشكل الأملس)، إذ إن زبائننا قد لا يدركون أهمية ذلك وضرورة أن تكون في المقام الأول».