هكذا تدمر الحرب التعليم في اليمن

الحدث الاثنين ١٠/يوليو/٢٠١٧ ٠٤:٠٤ ص
هكذا تدمر الحرب التعليم في اليمن

عدن - إبراهيم مجاهد
للعام الثالث على التوالي يؤدي طلاب اليمن للشهادتين الإعدادية والثانوية امتحاناتهم الوزارية تحت وطأة الحرب.. هذا العام سيكون أكثر تأثيراً على الطلاب فأسرهم التي كانت تعينهم بشيء من المال لشراء الملازم التي تعينهم على المذاكرة ومراجعة الدروس والمنهج بصورة أفضل وأسهل لهم، وهي طريقة يلجأ لها الطلاب عند مذاكرة المواد العلمية كرياضيات والفيزياء والكيمياء والأحياء، هذا العام لن تستطيع أسر الطلاب توفير هذا لأبنائهم كما يبدو؛ فالموظفون الحكوميون لم يتسلموا رواتبهم منذ 9 أشهر وتعيش أسرهم ظروفاً صعبة جداً لا تقوى على توفير لقمة العيش تساعد أبناءهم على العيش، فما بالك بملازم ورقية تعينهم على المذاكرة والتفوق.

اختبارات بدون دراسة
على مدى ثلاثة أسابيع سيؤدي آلاف الطلاب اليمنيين امتحانات الشهادتين ومعظمهم لم يتلقَ التحصيل العلمي الكافي الذي يؤهلهم لدخول الاختبارات وهم على ثقة من أنهم سينجحون فيها؛ بسبب الحرب وتوقف مرتبات المعلمين، التي تسببت في توقف العديد من المدارس والمعلمين عن أداء وظيفتهم الأساسية والبحث عن مصادر رزق أخرى لأسرهم كي يواجهوا خطر الجوع الذي بات يتهدد نصف سكان هذا البلد الأشد فقراً في منطقة الشرق الأوسط.

الغش حلاً
يقول يحيى محمد، وهو طالب في الثانوية العامة يدرس في أمانة العاصمة صنعاء، إن توقف صرف مرتبات المعلمين أثّر بشكل كبير على أداء المعلمين في أمانة العاصمة، مما انعكس سلباً على الطلاب الذي سيدخل معظمهم أداء الامتحانات وهم لم يكملوا المنهج، مشيراً إلى أن وزارة التربية الخاضعة لسلطة الأمر الواقع، قد قامت بحذف جزء كبير من المناهج الدراسية لهذا العام كتسهيل للطلاب لأداء الاختبارات ونظراً لعدم تمكن الكثير من المدارس والمعلمين إكمال الكتب الدراسية بسبب الظروف التي تمر بها البلاد التي أدت إلى توقف مرتبات المعلمين في بعض المناطق ومعظمها تقع في شمال اليمن في حين يتسلم المعلمون الحكوميون الذين يقعون في المحافظات الجنوبية مرتباتهم شهرياً وإن تأخرت فلعدة أيام فقط.
ويضيف الطالب يحيى وهو يبتسم: «أصلاً أغلب الطلاب سيتقدمون للاختبارات وهم معتمدون على الغش الذي سيحدث أكثر من اعتمادهم على المذاكرة أو المراجعة؛ فمنذ العام الأول للحرب في اليمن ارتفعت نسبة الغش في الاختبارات بشكل مخيف وباتت ظاهرة تهدد جيلاً بأكمله، عوضاً عن تنوع صور الغش وتطورها بما يواكب الأوضاع التي تمر بها اليمن».

الكوليرا يستثني سقطرى فقط

من جانب آخر يواصل وباء الكوليرا اجتياح المحافظات اليمنية وحصد أجساد اليمنيين الهزيلة في «22» محافظة يمنية بعد أن كانت قد اقتصرت هذه الجائحة حتى الأسبوع الفائت على «20» محافظة إلا أن دخول محافظة حضرموت مطلع الأسبوع الفائت ومحافظة المهرة أواخر هذه الأسبوع من خلال تسجيل حالات اشتباه بالإصابة بهذا الوباء يرفع من نسبة الوفيات والحالات المصابة. ومن المتوقع أن عدد حالات الوفيات قد تجاوز 1700 حالة، سيما أن منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن، جيمي ماكغولدريك، قد أكد يوم الخميس، أن 1675 شخصاً توفوا بسبب وباء الكوليرا المتفشي في اليمن منذ 27 أبريل الفائت.
وذكر ماكغولدريك خلال مؤتمر صحفي عقده بصنعاء، أنّ الكوليرا سيستمر في الانتشار، وسيخلّف المزيد من المتضررين، وأنّ «انتشاره يضرّ بقدرة الناس على التحمّل والمرونة حيال أيّ أزمات مستقبلية، وخصوصاً المجاعة المحتملة التي تهدد ثلثي السكان».
وأضاف أنه «تم تسجيل، حتى الأربعاء الفائت، أكثر من 284 ألف إصابة واشتباه بالمرض، توفّي منها ألف و657 حالة».
وقال إنّ المرض يتركز بدرجة رئيسية في 4 محافظات يمنية أكثر من غيرها، وهي العاصمة صنعاء، ومحافظة حجة (شمال غرب اليمن)، وعمران (شمال)، والحديدة (غرب). وأشار إلى أن محافظة سقطرى هي المنطقة الوحيدة التي لم يتم تسجيل أية حالات فيها.
وكشف المنسق الأممي أن الأطفال دون سن الخامسة يمثلون 40 % من حالات الإصابة المسجلة، فيما يمثل الأطفال دون سن الخامسة عشرة ربع الوفيات.
وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت في وقت سابق أن وباء الكوليرا بات متفشياً في جميع محافظات اليمن الـ21، وأن هناك 270 ألف حالة إصابة محتملة وأكثر من 1600 حالة وفاة بسبب المرض منذ أواخر أبريل الفائت.
ونقلت مصادر إعلامية، عن المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، قوله إن منظمة الصحة العالمية وشريكاتها تلقت 400 طن من المواد الطبية والمعدات أمس الأول بما فيها 30 سيارة إسعاف ومواد تكفي لعلاج 10 آلاف شخص في محافظتي عدن والحديدة.
وأبلغ دوجاريك الصحفيين أن شركاء منظمة الصحة العالمية يعتزمون تنصيب 2350 سريراً في 600 نقطة بأرجاء اليمن لمعالجة ضحايا الكوليرا، وأعلن برنامج الأغذية العالمي أن ما يزيد على 17 مليون يمني لا يعرفون من أين ستأتي وجبتهم التالية.