"الإرهاب لا علاقة له بالإسلام"... هكذا قال باحثون ألمان

الحدث الثلاثاء ١١/يوليو/٢٠١٧ ٢٢:٣٢ م
"الإرهاب لا علاقة له بالإسلام"... هكذا قال باحثون ألمان

برلين – ش ذكر موقع "دويتشه فيله" الألماني، أن بعض الباحثين الألمان قاموا بالتقصي في سجلات الدردشة لبعض الشباب المتشددين فكريًا؛ لمعرفة من الجهة التي تقف وراء هؤلاء المتطرفين، وكان الاكتشاف، الذي توصل إليه الباحثون، مفاجأة للجميع، هو أن الشباب المتشددين قليلو المعرفة بأمور الإسلام، وخلاصة الأمر أن "التطرف والإرهاب لا علاقة له بالدين الإسلامي".

وأشار الموقع، في تقريره، إلى الدراسة التي قام بها الباحث في "معهد العقيدة الإسلامية" التابع لجامعة أوسنابروك، ميشائيل كيفر، بالتعاون مع باحثين من "معهد أبحاث الصراعات والعنف" التابع لجامعة بِيلِفِلد الألمانية، حيث قامت الدراسة على مجموعة مكوّنة من 12 شابًا من المشهد السلفي من خلال تحليل 5757 "رسالة" على موقع "واتس آب" للمجموعة التي تتراوح أعمار أعضائها بين 15 إلى 35 عامًا.

وبعد تحليل العام للدردشة، وجد الباحثون: أن مجموعة من أنصار تنظيم "داعش" الإرهابي، يقومون بعمل ما يسمى بـ"الجروبات" على تطبيق "الواتس آب"، الهدف منها في الظاهر تثقيف الشباب الألماني بدينهم، ولكن في حقيقة الأمر الهدف من هذه المجموعات هو انضمام أكبر عدد من الشباب للجماعة والقيام بأعمال إجرامية تحت مسمى "الدين".

وفي إشارة منهم إلى أن الشباب من أعضاء الجماعة قليلو المعرفة بالإسلام، أو بمعنى أصح جاهلون بأبسط أمور الدين الإسلامي بشكل عام، حيث لاحظ ذلك في سؤال كثير من الشباب عن أمور تعدّ بديهية في الإسلام، مثل "هل لحم الخنزير حرام أم لا؟"، "هل الغش مسموح به في الإسلام؟"، "من هو الكافر؟"، وغيرها من الأسئلة.

وخلاصة الأمر "أن الشباب الألماني الذي ينضم لمجموعات متطرّفة لا يعرف كثيرًا عن الإسلام غالبًا، إذ يمكننا القول إن هؤلاء الشباب يصنعون مكونات إسلامهم الخاص"، بحسب رأي الباحث، ميشائيل كيفر.

بينما نوّه مدير معهد "بليفلد" الألماني، أندرياس تسيك، بأن قابلية الشباب للتعرّض لخطر المحتويات المنشورة على الإنترنت كبيرة، كما أن هناك حركة بحث عادية جدًا في بروتوكول "واتس آب"، ونقاشًا بين الشباب عن أشياء طبيعية جدًا تمثل أهمية للبالغين مثل العلاقات والصداقات والجنس بين الجنسين.

وأكد "تسيك" أن مجموعات "الواتس آب" ليست مرتبطة برجال دين معروفين، كما أنها لا ترتبط بعلاقات مباشرة مع تنظيم "داعش"، لافتًا إلى أن تصورات المجموعة "ساذجة وإنها تنظر للأمور بشكل رومانسي"، مضيفًا أن الشباب يحلمون بالوقوف في ساحات معارك الجهاد ليصبحوا رجالًا كـ"الأسود" من خلال هذه المعارك.

وفي النهاية يذكر العلماء أيضًا بعض التعليمات للوقاية من ظاهرة التطرّف في البلاد، مشددين على أن برامج الوقاية تتم أولًا وقبل كل شيء من المدارس، والبيئة الاجتماعية وعلى شبكة الإنترنت، وليس في المساجد، كما يتصوّر الكثيرون، ولكن يجب التركيز على استغلال المتطرّفين الأمية الدينية للشباب في أعمالهم الإرهابية، معتبرين إياه أسوأ استغلال للدين "الإسلامي".

جدير بالذكر أن الباحثين توصلوا من خلال رسائل "الواتس آب" لهذه المجموعات، أن بعض الشباب تورطوا في عملية الاعتداء على معبد للسيخ في مدينة "ايسن" في العام 2016 أصيب خلاله ثلاثة أشخاص.