حادثتان في الجيزة والغردقة تعمقان جراح «المحروسة» مصر.. «إرهاب الجمعة» تكتيك جديد للإرهاب

الحدث الأحد ١٦/يوليو/٢٠١٧ ٠٤:٥٠ ص
حادثتان في الجيزة والغردقة تعمقان جراح «المحروسة» 

مصر.. «إرهاب الجمعة» تكتيك جديد للإرهاب

القاهرة- خالد البحيري

مع شروق صبيحة كل يوم جمعة يضع المصريون أيديهم على قلوبهم، مترقبين ما تنقله الفضائيات وموجات الأثير عن أنباء عمليات إرهابية جديدة، تستهدف الوطن وتزهق أرواح الأبرياء، وتكتب فصلاً مأساوياً جديداً من فصول الإجرام الذي يتمدد من سيناء على الحدود مع غزة وإسرائيل ليصل إلى عمق العاصمة، ويتجه شرقا إلى محافظة البحر الأحمر.

الأسبوع الفائت كان مقلقاً إلى حد كبير، بسبب التحذيرات الصادرة من الخارجية الألمانية، إلى مواطنيها بعدم السفر إلى مصر، لاحتمالية وقوع عمليات إرهابية، ضد السياح والأجانب والأقباط، بالإضافة إلى خطاب وزارة الداخلية، للكنائس المصرية تطالبهم بتوخي الحذر من وقوع هجمات إرهابية، وزيادة قوات تأمين الكنائس، وهو ما استدعى قراراً عاجلاً من بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الأنباء تواضروس بإلغاء الرحلات والمؤتمرات إلى الأديرة والكنائس في جميع أنحاء البلاد.

إرهاب أسود

وأبى الإرهاب الأسود، أن يمر أسبوع، دون أن يعكر صفو حياة المصريين، ويهدد أمنهم، فتفاجأ الجميع في أول ساعات صباح أمس الأول الجمعة، بخبر استشهاد مجندين من قوات الأمن برصاص إرهابي استهدف كميناً أمنياً على الطريق الدائري جنوب مدينة العريش.
وفي جنوب شرق القاهرة كان الهجوم على كمين البدرشين الأمني، إذ سقط خمسة شهداء من رجال الشرطة البواسل، نتيجة عمل إرهابي، قبل صلاة الجمعة بساعات قليلة.
وحسب الفيديو المنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي للعملية، وقع الهجوم على قوات الأمن وهم داخل سيارة الشرطة، ومن مسافة قريبة للغاية، ووسط مشاهدة المارة دون أن يتحرك أحد لنجدة المتعرضين للهجوم، أو الدفاع عنهم.

الحزن يسود

وسادت حالة من الحزن ممزوجة بالاستغراب وسائل التواصل الاجتماعي، بعد مشاهدة الحادث واستنكر النشطاء حالة التبلد التي أصابت الموجودين أثناء تنفيذ العمل الجبان، دون أن يحركوا ساكناً، وتضامن الجميع معارضين ومؤيدين، مع الشهداء الأبرار، ضد الإرهاب الأسود، الذي يستهدف الأخضر واليابس في مصر، ويحصد أرواح عشرات المصريين أسبوعياً.
ولم يفق المصريون، من صدمة حادث البدرشين حتى توافدت أنباء حزينة وصادمة من جديد، لكن هذه المرة من مدينة الغردقة، الساحلية الواقعة على البحر الأحمر، إذ أقدم شاب على طعن 6 سائحات أجنبيات في فندق سياحي بالمدينة المطلة على ساحل البحر الأحمر، ما أسفر عن مصرع سائحتين ألمانيتين.
وعلى الفور تم إلقاء القبض على المتهم وتقييده والسيطرة عليه، وكشفت التحريات الأولية أن منفذ عملية الطعن يدعى «الشيخ عبد الرحمن»، ويبلغ من العمر 28 عاما، وهو من محافظة كفر الشيخ ويتبع تنظيم «داعش» الإرهابي.
ويأتي هذا الحادث المؤسف في ظل بداية تعافي السياحة المصرية، بعد الضربات القاتلة التي تلقتها بسبب الإرهاب المنظم منذ، 3 يوليو 2013، إذ أظهرت بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، أن عدد السائحين الوافدين إلى مصر زاد بنحو 49% في مارس من هذا العام، بالقياس إلى الشهر نفسه من العام الفائت.

إدانات واسعة

من جانبه أدان المستشار هيثم يوسف، رئيس المنظمة العربية الدولية لفض المنازعات، الحوادث الإرهابية التي وقعت يوم «الجمعة الدامي» قائلاً: تساهل الحكومة في التعامل مع الحوادث السابقة وعدم وجود ردود فعل قوية وحازمة هي السبب الأكبر في تكرار هذه «المهزلة»
وأضاف من لا يقدر على المسؤولية الملقاة على عاتقه من قيادات الشرطة، فليترك موقعه بسلام لأحد القادرين على تحملها، وسوف يرحل غير مأسوف عليه، مؤكدا، على أن منع الحادث أهم بكثير من الرد عليه.
وتابع: مطلوب قيادات أمنية قوية وحاسمة تمنع نزيف الدم المصري لأنه غالٍ للغاية، ومن لا يقدر دماء المصريين وعظمتها لا يوجد له مكان بينهم.

واعتبر أن حادث الغردقة سوف تلحق أضراراً بالسياحة قائلا: ضرب صريح للسياحة من أجل قتلها والقضاء عليها تماماً.

ومن جانبه أكد اللواء محمود زاهر الخبير الأمني، أن قلة عدد أفراد الأمن بالمقارنة مع المساحة الشاسعة لمصر لها تأثير في عمليات مواجهة البؤر الإرهابية.
وطالب وزارة الداخلية بإلغاء الكمائن الثابتة وجعلها متحركة، ومتنوعة وتغير خطوط سيرها بما لا يسمح لأحد بتحديد أماكنها.
وأضاف أن الجهاز الأمني بوزارة الداخلية بحاجة إلى زيادة الدعم المالي لكي يتمكن من بسط سيطرته على الأنحاء كافة، مشيراً إلى أن مصر تخوض حرباً ضروساً ضد الجماعات الإرهابية تتطلب تطوير الإمكانيات الموجودة.
وقال د. نادر نور الدين، مستشار وزير التموين الأسبق»: «رحم الله شهداء البدرشين الأبرار واسكنهم فسيح جناته».. وتابع عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»: وللشرطة نقول إن الكمائن الثابتة هدف سهل للإرهابيين وينبغي استبدالها بالكمائن المتحركة التي لا يمكن تتبعها وتغير مسارها باستمرار.
وأضاف: القتل على الهوية لمجرد الانتماء للجيش والشرطة إرهاب وإجرام والدين ستارة للإرهاب المجرم.

ومن جانبها، أعلنت الأحزاب المصرية دعمها الكامل للدولة ومساندتها لها في مواجهة الإرهاب والقوى الظلامية، وعلى رأسهم حزب المؤتمر الذي دان بشدة الهجوم الإرهابي الخسيس الذي استهدف سيارة شرطة في مركز البدرشين بمحافظة الجيزة، وأسفر عن استشهاد 5 من رجال الشرطة.