«الشفة المشقوقة» عيب خلقي يمكن علاجه على مراحل

بلادنا الاثنين ١٧/يوليو/٢٠١٧ ٠٤:٠٠ ص
«الشفة المشقوقة» عيب خلقي يمكن علاجه على مراحل

مسقط -
تعدُّ الشفة المشقوقة وفتحة سقف الفم والعيوب الخلقية الأخرى التي تصيب الوجه والرأس عند الأطفال من العيوب الخلقية الشائعة في العالم، فهناك الآلاف من الأطفال في كل أنحاء العالم يولدون بهذه العيوب. ويحتاج هؤلاء الأطفال للدعم وإجراء العديد من العمليات لتصحيح هذه العيوب أو التشوهات الخلقية منذ الولادة وحتى البلوغ؛ لهذا خصصت الجمعيات والمنظمات العالمية والمختصة بهذه العيوب الخلقية في كل أنحاء العالم شهر يوليو سنويًا لدعم هذه الحالات، وتعريف عامة الناس بل والعاملين في المجال الطبي بماهية هذه العيوب الخلقية الشائعة وأسبابها وكيفية تشخيصها وعلاجها.

ماذا نعني بالشفة المشقوقة وفتحة سقف الفم؟
هي عيوب خلقية عبارة عن شق أو فتحة في سقف الفم أو في الشفة، وقد يولد الطفل ولديه الاثنان معًا أو أحدهما، ويعدُّ هذا النوع من العـــــــيوب الخلقية واحدًا من أكثر العيوب الخلقــــــية شيوعًا أو حدوثًا عند الأطفال.
وهـــــناك ثلاثــــــة أنواع من هذه العـــــــيوب الخلقية:
النوع الأول: عندما توجد فتحة في سقف الفم وشق في الشفة معًا عند الطفل.
النوع الثاني: عندما تكون هناك فتحة في سقف الفم فقط ونسبة حدوث ذلك هي واحد من كل 2000 طفل. النوع الثالث: حدوث الشق في الشفة فقط ونســـــــبة حــــــدوث ذلك 20% من كل الحالات.

ما هي أسباب حدوث

العيوب الخلقية؟

لا أحد يعرف بصورة قاطعة سبب حدوث ذلك، لكن معظم العلماء يعتقدون أن الأسباب لا تخرج عن ثلاثة عوامل رئيسية وهي: عامل الوراثة أو الجينات من الأب أو من الأم، وعوامل بيئية مثل ضعف صحة الأم أثناء الحمل ونقص التغذية أثناء الحمل أو التعرض لسموم أثناء الحمل، كما أن هناك نساء مصابات بمرض السكري تكون نسبة خطر إصابة أطفالهن بالشفة المشقوقة مع أو بدون فتحة سقف الفم أكبر من النساء اللاتي لا يعانين من مرض السكري.
ثم هناك المتلازمات الجينية، فالشفة المشقوقة وفتحة سقف الفم تعدُّ جزءًا من حوالي 400 متلازمة معروفة مثل متلازمة واردنبرج وبيري روبن ومتلازمة داون، وهناك حوالي 30 % من حالات الشفة المشقوقة وفتحة سقف الفم تكون مصاحبة للمتلازمات ولهذا يجب فحص الطفل بصورة كاملة وبعناية لتشخيص أي عيوب خلقية أخرى مصاحبة.

كيف تُشخص حالات الشفة المشقوقة وفتحة سقف الفم؟

يمكن تشخيص حالات الشفة المشقوقة بواسطة الأشعة التليفزيونية أثناء الحمل بين الأسبوع الـ18 والأسبوع الـ21 من الحمل، ولكن ليست كل حالات الشفة المشقوقة يمكن رؤيتها وتشخيصها بواسطة هذه الأشعة أثناء الحمل، أما فتحة سقف الفم فيصعب تشخيصها بواسطة الأشعة التليفزيونية العادية أثناء الحمل.
وفى حالة عدم رؤية الشفة المشقوقة أو فتحة سقف الفم بواسطة الأشعة أثناء الحمل فإنه من السهل تشخيصها بعد الولادة مباشرة أو خلال 72 ساعة من الولادة عند إجراء فحص شامل للطفل.
لكن هناك نوع واحد من حالات فتحة سقف الفم قد يصعب تشخيصه أو يجري تشخيصه في وقت متأخر، وفي هذه الحالة يكون هناك شق في سقف الفم لكن يكون مغطى بغشاء رقيق.

كيف تعالج الشفة المشقوقة وفتحة سقف الفم؟

هناك علاج لهذه الحالات يبدأ في وقت مبكر بعد الولادة مباشرة ويمتد حتى عمر 18 عامًا. ويتطلب علاج هذه الحالات تخصصات عدة وليس طبيبًا واحدًا بل فريقًا متكاملًا يضم العديد من المتخصصين.
ولأن هناك تأثيرات نفسية ووظيفية على الطفل لذا يجب أن يبدأ العلاج مبكرًا، بحيث تُجرى عملية التصحيح للشفة المشقوقة في الفترة من 12 إلى 16 أسبوعًا (في عمر حوالي 3 أشهر)، وتُجرى عملية تصحيح الشفة المشقوقة تحت تخدير عام بواسطة جراح تصحيح متخصص، ومع أن هذه العملية عملية متخصصة فإن وقت العملية يكون من ساعة إلى ساعتين وهذا يتوقف على نوع وشدة الشق.
أما عملية تصحيح وقفل شق أو فتحة سقف الفم فتكون في عمر 10 إلى 18 شهرًا (تجري في معظم المراكز في حوالي عمر سنة) وقد تتأخر العملية بعد عمر السنة في بعض الحالات. وتحتاج حالات الشفة المشقوقة وحالات فتحة سقف الفم إلى المتابعة لمدة طويلة في عيادة متخصصة تضم تخصصات مختلفة مثل الطبيب الجراح وطبيب تقويم الأسنان وطبيب الأنف والأذن ومختصة النطق والمختصة الاجتماعية وغيرهم.