علي الحبسي النموذج «الاستثنائي» للاعب العربي

الجماهير الثلاثاء ١٨/يوليو/٢٠١٧ ٠٤:٠٠ ص
علي الحبسي النموذج «الاستثنائي» للاعب العربي

مسقط - وليد العبري

علي الحبسي.. اسم ذو شجون دائمًا، فمعه يحلو كل الكلام، وتتجدد كل العبارات التي تصف مسيرته الاحترافية، فقط لأنه النموذج الأول للاعب العربي الذي حافظ على ثباته لـ15 عامًا متتالية، وهذا أمر قد يكون بمثابة المعجزة للاعبين العرب، فهم دون غيرهم من لاعبي العالم الأقل استمرارية في عالم الاحتراف، بل الأقل انضباطية، وهناك الكثير من الأمثلة الحية وحتى «غير» الحية في محيط الكرة العربية بشكل عام.

«القصة» التي فتَّشت عن بدايتها «الشبيبة» قبل أسبوعين انتهت أمس الأول بالتوقيع الرسمي بين الأمين ونادي الهلال السعودي لثلاثة مواسم مقبلة، لتكون بمثابة وجهة جديدة استثنائية لسفير الوطن بعد فترة طويلة قضاها في القارة الأوروبية.

ما قبل تجربة لين النرويجي

ما لا يعرفه الكثيرون أن علي الحبسي لم تكن بدايته في أوروبا مع نادي لين أوسلو النرويجي، بل سبقت تلك التجربة والخطوات المتسارعة إلى إنجلترا انطلاقٌ من السلطنة، وبالتحديد بعد أن سطع نجمه مع نادي النصر الأفضل في السلطنة آنذاك في 2001. مدرب الحراس المعروف جون بودجي كان في بداية 2001 يُدرك أن مستقبل الحبسي ليس في السلطنة أو الخليج؛ لذا اصطحبه لأوروبا وجعله ينخرط في تدريبات قطبي مدينة مانشستر بالإضافة لنادي بولتون الذي أُعجب به كثيرًا بالإضافة للمان سيتي، ولكن ضوابط الاحتراف المعقدة التي وضعتها رابط الدوري الإنجليزي والتي تستند لتصنيف منتخب البلد، وأيضًا عدد المباريات الدولية عبست في وجه الحبسي ليتخلى «مؤقتًا» عن فكرة الاحتراف في أقوى وأشرس دوريات العالم.

رحلة «الصبر والتألق»

ولأن الاحتراف كان يجري في شرايين الحبسي لم يرضَ العودة للخلف، بل بحث عنه من خلال مكان آخر في أوروبا واتجه شمالًا نحو مملكة النرويج الساحرة في وسط شبه الجزيرة الإسكندنافية حيث الهدوء والثلج معًا. انتقل الأمين في 2003 إلى نادي لين أوسلو النرويجي ومعه كبرت الآمال، ولكن قبل كل ذلك كان عليه إثبات الذات وتجاوز كل الصعاب. على مدار ثلاثة مواسم لعب الحبسي 73 مباراة مع الفريق النرويجي، وحصل على لقب أفضل حارس في العامين 2004 و2005 وحقق كأس النرويج، وعلى صعيد الدوري لعب الحبسي مع لين 62 مباراة، وفي الكأس 9 مباريات، بالإضافة لمباراتين في الأدوار التأهيلية لكأس الاتحاد الأوروبي في العام 2003.

ألاردايس يحقق حلم الأمين

في السابع من يناير العام 2006، وقَّع علي الحبسي رسميًا مع نادي بولتون الذي كان يشرف عليه المدرب المعروف سام ألاردايس بعقد انتقال حر لمدة ثلاث سنوات ونصف، ولكن الحبسي وجد في وجهه الحارس الفنلندي يوسي ياسكيلاينن ولم يتمكن من اللعب أساسيًا في أول موسمين ووجد الفرصة سانحة في نهاية موسم 2007-2008 حين أصيب الحارس الفنلندي، فلعب الحبسي 10 مباريات لا تُنسى في أقوى دوريات العالم، وتوقع الجميع أن الأمين سيجد مكانًا له فيما بعد، ولكن في الموسمين الأخريين لازم مقاعد البدلاء وانتقل لويجان على سبيل الإعارة في 2010 تاركًا بولتون الذي لعب له 18 مباراة فقط، منها 10 في الدرجة الممتازة، و4 في كأس الاتحاد الأوروبي، ومباراة في كأس الاتحاد، ومثلها في كأس الرابطة.

الانفجار في «ويجان»

خمسة مواسم لازم فيها الأمين مقاعد البدلاء في بولتون، وتوقع الجميع أن شعلة «الحبسي» انطفأت، ولكن فجأة انفجرت نار موهبته من جديد، ليكتب تاريخًا من ذهب بعد أن تألق في أول مواسمه في 2010-2011 حين كان معارًا ولعب حينها 40 مباراة في الموسم منها 34 في البريميرليج، ولقاءين في كأس الاتحاد، وأربع مباريات في كأس الرابطة، ليشتري الفريق الإنجليزي عقده ويلعب له 4 مواسم أخرى، لتصل الحصيلة النهائية مع ويجان لـ155 مباراة رسمية، منها 101 في البريميرليج، و35 في الدرجة الأولى، و10 في كأس الاتحاد، و9 مباريات في كأس الرابطة المحترفة. تجدر الإشارة إلى أن الحبسي لعب مباراة واحدة أيضًا معارًا لنادي برايتون في منتصف موسم 2014- 2015.

موسمان لافتان مع ريدنج

بنهاية موسم 2014-2015 توقع الجميع أن نجم الأمين بدأ بالأفول، ولكنها الإرادة دومًا والثقة من تُبقي الأبطال في عرين النجومية، فقد استجمع الأمين كل قواه ونهض من جديد في فريقه السابق ريدنج، وبعد موسمين حافلين حصل على جائزة أفضل لاعب على التوالي رغم أن بداية الموسم الفائت مع الفريق الأزرق لم تكن باعثة بأمل مشرق، فقد بدأ احتياطيًا وكــــــان ضحية لعدم الاستقرار الفني بعد تغيير المــــــدربين حتى ثبَّت أقدامه في منتصف موسمه الأول، وواصـــــل السير بثبات لينهي موسمه الثاني بأحسن ما يكون، ويترك ريدنج وقد لعب له 91 مباراة رسمية، منها 81 في الدوري، و4 في كأس الرابطة، و6 مباريات في كأس الاتحاد الإنجليزي، وكل هذه الأرقام تضاف لسجله العريق.