«الجير» العادي أم الأوتوماتيكي

مقالات رأي و تحليلات الخميس ٢٠/يوليو/٢٠١٧ ٠٤:١٥ ص
«الجير» العادي أم الأوتوماتيكي

علي بن راشد المطاعني
ali.matani@hotmail.com

لا أعرف على وجه الدقة لماذا ما زال تعليم قيادة السيارات في السلطنة واستخراج رخص القيادة بالنسبة للرجال وقفا على سيارات (الجير) العادي فقط، في حين أن هذه المركبات تكاد أن تتلاشى تقريبا، في حين يتم تعليم الفتيات على القيادة بالسيارات الأوتوماتيكية‏، في مفارقة غريبة لا نعرف ما الهدف منها.

لا شك أننا نعزز تعليم قيادة السيارات بطرق صحيحة وسليمة لسلامة مرتادي الطرق، لكن استمرار التعليم على الجير العادي إلى الوقت الراهن له من المساوئ أكثر من الفوائد.
اليوم تعليم الشباب على قيادة السيارات ذات الجير العادي أصعب وأشق، ثم هو وبعد أن يتعلم على العادي وعندما يشتري سيارته الخاصة تكون في الغالب أوتوماتيكية، وهنا ينبثق السؤال المشروع عن الفائدة التي جناها في مراحل التعليم إذ يتعين عليه نسيانها وهو يحمل رخصة قيادته في جيبه.
الجانب الآخر والمتناقض مع الشق الأول هو أنه يُسمح للفتيات بالتدريب والتقديم لرخص القيادة على الأوتوماتيكي بخلاف الشبان، فهل هناك مبرر علمي ومنطقي وعقلي يدعم هذه النقطة أو هذه المفارقة؟.. هذا على الرغم من أنهما وكلاهما يستخدمان الطريق نفسه كقائدي مركبات، فهل للفرق العضلي بين الجنسين علاقة بذلك؟
الإحصائيات تشير إلى أن نسبة 5% فقط من السيارات العاملة مزودة بالجير العادي مثل الشاحنات، أي أن هذا النوع من المركبات مهدد بالانقراض بل قل إنه في طريقه للانقراض الأكيد، فلماذا نحرص على التشبث به إذن، مع الإشارة إلى أن الشركات والوكالات المستوردة للسيارات باتت تستورد الأوتوماتيكي فقط.
كما أن هناك دولا سبقتنا في مضمار التعليم على الأوتوماتيكي بعد انهيار العادي في شوارعها وطرقاتها.
وفي أسوأ الفروض كان من الممكن أن يغدو الأمر اختياريا، فمن يعشق العادي فليذهب إليه، ومن يجد في الأوتوماتيكي هواه فليسرع لحماه.
وهناك نقطة جديرة بالاهتمام وهي أن حملة رخصة القيادة الخليجية من دول الجوار وهم استخرجوها أصلا بالجير الأوتوماتيكي، فلا يستطيعون استبدالها بل يتم إعفاؤهم من مرحلة البراميل فقط، أما الشارع والصعدة فيتم اختبارهم بالجير العادي إي إن عليهــم أن يعـودوا للعتيق تارة أخرى.
بالطبع هناك من يستهويه الجير العادي مثل كبار السن المتعودين على هذا النوع، وأصحاب سيارات التفحيط والتخميس، والمغامرين راكبي الرمال الذين يستهويهم العادي للأسباب الكامنة في نفوسهم، لكن النسبة العظمى من الناس وبالإحصائيات تقود الأوتوماتيكي السهل.
نأمل أن يتم تغيير تعليم قيادة المركبات إلى الجير الأوتوماتيكي إيذانا بانتهاء مرحلة وبدايــة مرحلـة جديدة، فليــس كل قديم جيد بالضرورة.