استغلال لمراكز الاتصالات

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ٢٦/يوليو/٢٠١٧ ٠٤:٢٠ ص
استغلال لمراكز الاتصالات

علي بن راشد المطاعني
ali.matani@hotmail.com

في الوقت الذي تسعى فيه بعض الجهات لتطوير خدمات التواصل مع المجتمع في التبليغ عن بعض الظواهر السلبية بهدف إصلاحها ‏وتطويرها لما فيه صالح المواطن والمقيم، وذلك عبر توفير خطوط هاتفية مجانية لهذا الغرض وعلى مدار الساعة يستغل البعض هذه الخدمة بشكل سلبي للأسف في إهدار الوقت سدى، بل وصل الأمر إلى تقديم بلاغات كيدية أو وشايات لا أســـاس لهـــا من الصحـة خاصــة في بلديات السلطنة.

إن التطور التكنولوجي والتقني المتسارع يفرز كل يوم ما هو جديد ويتعين علينا اللحاق به حتى لا نجد أنفسنا وقد تذيلنا الأمم إلكترونيا، وسعينا النبيل هذا لا يعني إساءة استخدام هذه التقنيات ومضايقة الأبرياء وإشغالهم وإضاعة وقتهم في ما لا طائل من ورائه، وباعتبار أن الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك، لذلك يجب علينا استثماره في ما يفيد فقط، تلك قناعة يجب أن تسود.

فالبعض يقوم بالاتصال بهذه المراكز مدفوعا بمجانية الاتصال بها للحديث عن جوانب لا تقع في دائرة اختصاصها، كما إن البعض يتصل ليسأل عن رؤية هلال شوال، والأعياد الدينية والإجازات وغيرها من الأمور.
بينما البعض الآخر يتمادى في تقليد الأصوات وتقمص شخصيات نسائية، وآخرون يدخلون في جدل بيزنطي عقيم مع القائمين على المراكز، هم في الغالب يسعون لملء فراغهم على حساب هذه الخدمة الجليلة.

وبلغ الأمر في إساءة استخدام مراكز الاتصالات خاصة في أجهزة البلديات عبر رفع وشايات كما ذكرنا ليس لها في الواقع أي دليل مادي وذلك بعد التحقق من صحتها في أشنع صور الاستغلال لهذه الخدمة على الإطلاق.
وكان الأحرى على البلديات أن تخبر المتصلين بأنه وفي حالة التأكد من عدم صحة المعلومات فإنها ستقوم باتخاذ الإجراءات القانونية ضد المتصل نيابة عن المبلغ عنه، فلو إنها فعلت ذلك مرة واحدة لما تكررت تلك الاتصالات المحرمة شرعا.

بالطبع فإن المجتمع يستفيد من مركز الاتصالات في أجهزة الشرطة والبلديات والكهرباء والمياه والبنوك وغيرها في الإبلاغ عن الخدمات، وعلى الرغم من أنها تؤدي خدمة متميزة تســاعد في الإسهام في حل الكثير من المشكلات فردية كانت أو مجتمعية، إلا إن أولئك يعكرون بغير وجــه حق صــفو الاستفادة القصوى من هذه الخدمات وتطويرها بشكل يتواكب مع الحاجة إليها عبر هذا الاســتغلال البشع الذي يجب أن يتوقف تماما عبر سن القوانين الرادعة والكفيلة بإيقاف هذا العبث.

نأمل أن نستفيد من هذه الخدمة على نحو حضاري ولائق بنا، وعدم استغلالها على النحو الذي ذكرنا إذ ليس هناك في الواقع أي مبرر يمكن تقديمه لهذه التصرفات الهوجاء.