أجرت تجربة ثانية لإطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات كوريا الشمالية ترد على عقوبات واشنطن

الحدث الأحد ٣٠/يوليو/٢٠١٧ ٠٤:٢٥ ص
أجرت تجربة ثانية لإطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات

كوريا الشمالية ترد على عقوبات واشنطن

سول - واشنطن - - وكالات

قالت كوريا الشمالية أمس السبت إنها أجرت تجربة ثانية ناجحة لإطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات أثبت أنه قادر على مهاجمة كل البر الرئيسي الأمريكي مما أثار تحذيرا شديدا من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتوبيخا من الصين.

تحذير

وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية إن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون أشرف بنفسه على إطلاق الصاروخ أثناء الليل يوم الجمعة وقال إنه «تحذير شديد» للولايات المتحدة وأنها لن تكون بمأمن من الدمار إذا حاولت شن هجوم.
ونقلت الوكالة عن كيم قوله «تجربة الإطلاق تؤكد مجددا على دقة نظام الصاروخ الباليستي العابر للقارات وأظهرت القدرة على القيام بإطلاق مفاجئ لصاروخ باليستي عابر للقارات في أي منطقة وفي أي مكان وفي أي وقت وأثبتت بوضوح أن البر الرئيسي الأمريكي بالكامل في نطاق نيران صواريخ جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية في إشارة إلى الاسم الرسمي لكوريا الشمالية.
جاءت عملية الإطلاق الجديدة بعد مرور أقل من شهر على إجراء كوريا الشمالية أول تجربة لإطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات في تحد لسنوات من الجهود التي قادتها الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان لكبح الطموحات النووية لبيونج يانج. وأجرت كوريا الشمالية رابع وخامس تجاربها النووية العام الفائت وشرعت في تطوير صواريخها بوتيرة لم يسبق لها مثيل وقال خبراء إنها تقدمت بشكل كبير في قدرتها على إطلاق الصواريخ البالستية طويلة المدى.

ردود أفعال

من جانبه قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: «إن هذه الأسلحة والتجارب تعزل كوريا الشمالية أكثر وتضعف اقتصادها وتحرم شعبها... ستتخذ الولايات المتحدة جميع الخطوات الضرورية لضمان أمن الوطن الأمريكي وحماية حلفائنا في المنطقة».
وقالت الصين، الحليفة الرئيسية لكوريا الشمالية، إنها تعارض «أنشطة الإطلاق (التي تقوم بها بيونج يانج) التي تتنافى مع قرارات مجلس الأمن الدولي والرغبات المشتركة للمجتمع الدولي».
وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان: «في نفس الوقت تأمل الصين أن تتصرف الأطراف كافة بحذر لمنع استمرار تصاعد التوترات وحماية السلام والاستقرار في المنطقة بشكل مشترك».
وقال الجيشان الأمريكي والكوري الجنوبي إن البلدين أجريا تدريبات على الصواريخ البالستية لإظهار قوة النيران ردا على التجربة الصاروخية الجديدة.
وقالت إدارة ترامب إن كل الخيارات متاحة في التعامل مع كوريا الشمالية. لكنها أوضحت أيضا أن الدبلوماسية والعقوبات ما زالت المسار المفضل.
وعقب اجتماع لمجلس الأمن الوطني في كوريا الجنوبية قال البيت الأزرق إن الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه-إن قال إنه يطالب مجلس الأمن الدولي بمناقشة عقوبات جديدة وأكثر صرامة على كوريا الشمالية. وقالت كوريا الجنوبية أيضا إنها ستقوم بنشر أربع وحدات إضافية من نظام ثاد المضاد للصواريخ بعد أن أجل مون في السابق نشرها لإجراء تقييم بيئي.

بعد يوم من العقوبات

جاءت التجربة الصاروخية الجديدة بعد يوم من موافقة مجلس الشيوخ الأمريكي على حزمة عقوبات جديدة على كوريا الشمالية وروسيا وإيران. وقال البيت الأبيض إن ترامب مستعد لتوقيع مشروع القانون.
وستشمل العقوبات على الأرجح إجراءات تستهدف مؤسسات مالية صينية تتعامل مع كوريا الشمالية. واقترحت واشنطن أيضا جولة جديدة من عقوبات الأمم المتحدة على كوريا الشمالية عقب تجربة إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات في الرابع من يوليو.
وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية إن الصاروخ هواسونج-14 الذي أطلق يوم الجمعة انطلق لمدة 47 دقيقة و12 ثانية ووصل إلى أقصى ارتفاع بلغ 3724.9 كيلو متر وقطع مسافة 998 كيلو مترا قبل أن يسقط في مياه الساحل الشرقي لشبه الجزيرة الكورية.

إجراءات مستقلة

من جهته قال وزير الدفاع الكوري الجنوبي سونج يونج-مو أمس السبت إن سول ستعد إجراءات مستقلة لتقييد التهديد النووي لكوريا الشمالية بعد أن أجرت بيونج يانج تجربة ثانية لإطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات.
وقال سونج لمؤتمر صحفي في سول: «إلى جانب الجهود المشتركة لردع الانتشار النووي (للتهديد النووي لكوريا الشمالية) نجهز إجراءات مستقلة لكبحه في أقرب وقت ممكن».
وأمر الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه-إن، بالنظر في إمكانية فرض عقوبات منفصلة وأحادية الجانب ‏على كوريا الشمالية، بسبب تجاربها الصاروخية المتكررة.‏
‏ونقلت وكالة أنباء «يونهاب» الكورية الجنوبية، أمس السبت، عن يون يونج تشان المستشار الرئاسي للتواصل الشعبي الكوري ‏الجنوبي، قوله إن الرئيس جيه-إن طالب وزارات الشؤون الأمنية والدبلوماسية، أن تسعى حثيثا للحصول على ردود صارمة من ‏المجتمع الدولي والنظر في سبل فرض عقوبات أحادية الجانب ضد كوريا الشمالية، وذلك لمواجهة التهديدات الصاروخية للشطر ‏الشمالي.
‏وأعرب الرئيس الكوري الجنوبي، خلال اجتماع عقد أمس، عن أمله في إتمام المحادثات الجارية مع الولايات المتحدة، لنشر ‏منظومة صواريخ «ثاد»، بالإضافة إلى سبل تعزيز القدرات الدفاعية المشتركة للقوات الكورية الجنوبية والأمريكية، وسبل الحد من ‏قدرة كوريا الشمالية الصاروخية.‏
‏وأكد مون جيه-إن، ضرورة الحد من استفزازات كوريا الشمالية عبر التعاون الوثيق مع الجانب الأمريكي، لتجميد البرنامج ‏الكوري الشمالي لتطوير الصواريخ والأسلحة النووية.‏
‏وفي سياق متصل، أعلن المستشار الرئاسي للتواصل الشعبي الكوري الجنوبي، أن بلاده اتفقت مع واشنطن على التشاور حول ‏تعديل المواجهات الخاصة بالصواريخ الكورية الجنوبية لزيادة وزنها، على ألا يتعدى مداها 800 كيلومتر، وقال إن المحادثات مع ‏الجانب الأمريكي ستركز على زيادة وزن رؤوس الصواريخ الكورية الجنوبية في المقام الأول.