بعد نجاح عملية الموصل العراقية الرقة تقترب من التحرر من داعش

الحدث الأحد ٠٦/أغسطس/٢٠١٧ ٠٤:١٥ ص
بعد نجاح عملية الموصل العراقية 

الرقة تقترب من التحرر من داعش

واشنطن - عواصم - - وكالات

قال مسؤول أمريكي بارز إن ما يقدّر بنحو ألفي مقاتل من تنظيم داعش ما زالوا موجودين في مدينة الرقة السورية ويحاربون من أجل البقاء أمام هجوم تشنه قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة منذ يونيو.

وقال المبعوث الأمريكي الخاص لدى التحالف الذي يقاتل التنظيم، بريت مكجورك، إن قوات سوريا الديمقراطية طهّرت نحو 45 في المئة من الرقة منذ بدء هجوم في أوائل يونيو للسيطرة على معقل التنظيم في شمال سوريا.
وأردف قائلاً للصحفيين: «اليوم في الرقة يحارب (مسلحو) داعش من أجل كل المباني المتبقية ويقاتلون من أجل بقائهم». وقال إن نحو ألفي مقاتل من التنظيم موجودون في المدينة «ومن المرجح أنهم سيموتون في الرقة».
وتزامن الهجوم على الرقة مع المراحل الأخيرة من هجوم لطرد تنظيم داعش من مدينة الموصل العراقية حيث دُحر التنظيم في الشهر الفائت.
وأضاف أن تنظيم داعش فقد 70 ألف كيلومتر مربع من الأراضي التي كان يسيطر عليها في البلدين منها 78 في المئة من الأراضي التي كانت يسيطر عليها في العراق و58 في المئة مما كان يسيطر عليه في سوريا.
وقال إنه قبل كل عملية عسكرية تقوم قوات التحالف بتطويق المنطقة المستهدفة لضمان عدم تمكن مقاتلي التنظيم الأجانب من الفرار والهروب من العراق وسوريا.
وأضاف مكجورك أنه من خلال التعاون الوثيق مع القوات التركية أُغلقت الحدود السورية التركية بأكملها ولم يعد باستطاعة تنظيم داعش إرسال متشددين تدرّبوا في سوريا لشن هجمات في أوروبا ومناطق أخرى.
وقال إن التحالف أعد قاعدة بيانات تضم نحو 19 ألف اسم من أسماء مقاتلي التنظيم جُمعت من الهواتف الخلوية وعناوين ووثائق أخرى عُثر عليها في ساحات القتال ويتقاسمها التحالف مع وكالة الشرطة الدولية (الانتربول).
ويقاتل تنظيم داعش أيضاً القوات الحكومية السورية التي تدعمها قوة جوية روسية وفصائل مدعومة من إيران.
وقال مكجورك إن ترتيبات «منع الصدام» التي توصلت إليها القوات المسلحة الأمريكية والروسية لتفادي وقوع حوادث أثناء عمل تلك القوات بشكل منفصل في سوريا تعمل بشكل جيّد رغم تدهور العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الخميس إن العلاقات الأمريكية الروسية «في أدنى مستوى لها وبشكل خطير للغاية»، وقالت روسيا إن العقوبات الجديدة التي فرضتها واشنطن تعني نهاية آمال تحسن العلاقات مع إدارة ترامب. وقال مكجورك: «حتى الآن لم نرَ تأثيراً على ارتباطنا مع الروس».

هروب من القتال

يذكر أن قناة «أخبار الآن» الإماراتية أفادت في وقت سابق أنه عُثِر على وثائق بريف حلب والرقة بسوريا تكشف خلافات داخل معاقل داعش وتبادل للاتهامات بينهم، ما أدى إلى قتل بعضهم البعض وتسبب في هروب البعض الآخر من القتال بين صفوف التنظيم.
كما تكشف الوثائق تخلي التنظيم عن بعض أفراده والتضحية بهم.
وعُثر على الوثائق في إحدى المقرات الأمنية التابعة لتنظيم داعش في ريف حلب وريف الرقة بسوريا، وتظهر الخلافات التي نشبت بين عناصر التنظيم وكيف يشير بعض أفراد التنظيم ببعضهم البعض مقابل المال والسلطة على الجماعة الإرهابية.
كما ذكرت القناة أن إحدى الوثائق تتحدث عن شخص يدعى أبو بكر الأنصاري نُقِل إلى مدينة الباب بسوريا وتتهمه الوثيقة بالكذب والتهرب، ولذلك أُوقِف راتبه من التنظيم.
كما كشفت وثيقة أخرى، عن احتيال شخص آخر من عناصر التنظيم اسمه أبو محمد طالبان، وتكشف عن كذبه بشأن منحة مالية طلب الحصول عليها من التنظيم بحجة المرض وكان رد التنظيم عليه أنه دائم الغياب والتسيب، وفقاً للقناة الإخبارية.
وأظهرت الوثائق المسربة عصيان بعض عناصر داعش وانسحابهم من الجبهات القتال، ما يكشف عن حقيقة كون أفراد التنظيم مرتزقة كاذبين مراوغين.

قصف البنية التحتية

من جهة أخرى ناشد فرع الهلال الأحمر السوري في مدينة الرقة المنظمات الدولية والأمم المتحدة التدخل لوقف استهداف التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية المرافق العامة والبنية التحتية للمدينة.
وقالت نائبة مدير الفرع «دينا الأسعد» التي تعيش حالياً في مدينة الرقة، إن طائرات التحالف الدولي قصفت مبنى المستشفى الوطني في المدينة ليل الخميس بالقنابل الفسفورية، كما تعرّض المستشفى لقصف بأكثر من 20 قذيفة استهدفت مولِّدات الكهرباء وسيارات المستشفى وأقساماً داخله.
وأكدت الأسعد، حسبما أفادت قناة (روسيا اليوم) الإخبارية امس السبت، أن المستشفى الوطني الذي تعرّض للقصف والدمار موجود لخدمة أكثر من 100 ألف شخص في مدينة الرقة.
وأشارت إلى أن عناصر تنظيم «داعش» لهم مراكز طبية خاصة بهم، ولا يجري إسعاف أي عنصر منهم في المستشفى الوطني. مضيفة أن ما تشهده مدينة الرقة ليس تحريراً بل تدمير.
جديرٌ بالذكر أن قوات سوريا الديمقراطية أطلقت معارك تحرير الرقة من تنظيم «داعش» الإرهابي منذ شهور وسيطرت على 45 % من المدينة.

هجوم وشيك

على صعيد ذي صلة، قال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله إن الجماعة ستشارك في الهجوم المقبل على جيب لتنظيم داعش على الحدود مع سوريا، مشيراً إلى أن الهجوم سيبدأ خلال أيام.
وقال نصر الله في كلمة بثها التلفزيون إن الجيش اللبناني سيهاجم داعش من الجانب اللبناني للحدود بينما سيهاجمها حزب الله والجيش السوري بالتزامن من الجانب السوري للحدود.
وأضاف: «حزب الله في الأراضي اللبنانية بخدمة وتصرف الجيش اللبناني وما يحتاجونه نحن جاهزون، وسيكون في الجبهة السورية.. الجيش السوري وحزب الله.. وسنقاتل هناك».
وتابع: «أقول لداعش سيأتيكم اللبنانيون والسوريون من كل الجبهات وكل خطوط التماس ولن تستطيعوا الصمود في هذه المعركة وأنتم مهزومون حكماً لذلك احسبوها جيداً لأن هناك باباً للتفاوض يمكن أن يُفتح».

وأجبر هجوم حزب الله الشهر الفائت متشددي جبهة النصرة في جيب على الحدود على الانسحاب من المنطقة بموجب اتفاق إجلاء لمناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا.

ولم يشارك الجيش اللبناني في هذا الهجوم لكن من المتوقع أن يقود بشكل واسع الهجوم على جيب داعش. وأكد نصر الله على أن الهجوم داخل الحدود اللبنانية مسؤولية الجيش اللبناني.