قنصل السلطنة في أستراليا يكشف عن التحديات التي تواجه طلابنا وتكاليف الدراسة

بلادنا الأربعاء ١٦/أغسطس/٢٠١٧ ١٧:١٢ م
قنصل السلطنة في أستراليا يكشف عن التحديات التي تواجه طلابنا وتكاليف الدراسة

مسقط - ش

يبلغ عدد الطلبة العمانيين المبتعثين إلى أستراليا 912 طالبا وطالبة مبتعثين عن طريق جهات مختلفة في السلطنة، وملتحقين بالدراسة في مختلف الدرجات العلمية. ويتركز الطلاب في أستراليا في مدن؛ ملبورن وسيدني، وكانبرا، وبيرث، وبريزبن، واديليدا. بينما يبلغ عدد الطلبة المبتعثين إلى نيوزلندا 170 طالبا وطالبة ملتحقين بالدراسة في مختلف الجامعات في نيوزيلندا، ويتركز الطلاب العمانيون هناك في عدد من المدن أهمها؛ أوكلاند، ودنيدن، وهاملتون. ويتم توزيع الطلاب وفق تخصصاتهم ومستوياتهم العلمية، مع مراعاة تسجيلهم في أفضل الجامعات في التخصصات المقبولين فيها وفق مستوياتهم الاكاديمية، وبما يتناسب وتحقيق معايير القبول في تلك الجامعات، والظروف الحياتية المناسبة للمبتعث.

القنصل العام للسلطنة في أستراليا سعادة د.حمد بن علي العلوي قال في هذا الصدد: "إن الجامعات الأسترالية والنيوزيلندية تتمتع بسمعة أكاديمية طيبة وبرامج تعليمية متنوعة ومتميزة". وأضاف أن تجربة الابتعاث للدراسة بالخارج تجربة ثرية وتحمل في طياتها الكثير من الإيجابيات، ولضمان نجاح التجربة يتطلب الأمر التخطيط الجيد، والاستعداد المناسب من مختلف الجوانب؛ للتعاطي مع التحديات التي قد تواجه الطالب في بدايات تجربة الاغتراب. ومن هنا تأتي أهمية دور أولياء أمور الطلبة المبتعثين في التحدث إلى أبنائهم، ونقل خلاصة تجاربهم الحياتية لهم، وترسيخ الأخلاقيات المنبثقة من قيمنا الدينية، والوطنية، والمجتمعية في نفوسهم. كما أن الطالب يجب أن يتحلى بشيء من المرونة في التواصل مع الثقافات الأخرى، وعدم الانكفاء على الذات، وعليه الاستفادة من كل ما هو جيد ومفيد ولا يتعارض مع قيمنا الاصيلة.
ويعد التخطيط المبكر للسفر، والعمل على إعداد كل المتطلبات اللازمة، من أهم الجوانب التي يجب على الطالب، وولي أمره الحرص عليها. والعمل على الحصول على التأشيرة إلى كل من أستراليا ونيوزيلندا بشكل مبكر، وقيام الطالب بإعطاء الوقت الكافي لنفسه لإنهاء الإجراءات يجنبه الكثير من المشاكل ويوفر عليه الكثير من الجهد والوقت. ومن المهم جدا أن يلتزم الطالب الدارس في أستراليا بشروط التأشيرة الدراسية وهي الانتظام بالدراسة بنسبة لا تقل 80%؛ إذ إن عدم التزام الطالب قد يترتب عليه إلغاء التأشيرة الدراسية والعودة إلى السلطنة. كذلك يجب التنسيق في وقت مبكر فيما يتعلق بترتيبات الانتقال من المطار الى السكن وذلك قبل مغادرة الطالب لأرض السلطنة بوقت كاف. كما يجب الاطلاع بحرص ودقة على القبول الصادر من الجامعة والاستعداد النفسي والمادي وبخاصة مع بداية الوصول.

تحديات

وعن التحديات التي تواجه طلابنا في كُل من أستراليا ونيوزيلندا قال سعادة د.حمد العلوي: "من أهم التحديات التي تواجه طلابنا صعوبة التكييف مع البيئة الجديدة والتعود على الغربة والاعتماد على النفس في إدارة الكثير من الأمور المرتبطة بالحياة اليومية، والسكن، والأكل، والتنقل. بالإضافة إلى الجوانب المرتبطة بالمشاهدات اليومية والتعامل السليم مع ثقافات وقيم مختلفة. ومن خلال تجربتنا مع الطلبة في أستراليا ونيوزيلندا نؤكد على أن الطالب العماني على وجه العموم تمكن بشكل واضح من التكيف مع البيئة الجديدة والاستفادة من كل ما هو جيد ومفيد من هذه الثقافات مع الاحتفاظ بالقيم والمبادئ التي نشأ عليها وقد اكتسب سمعة طيبة في الأوساط التي يتعامل معها.

ويعد اكتساب مهارات اللغة الإنجليزية تحديا آخر يواجه بعض الطلبة الجدد، إلا إن أغلب طلابنا يتجاوزون هذه المرحلة، ويحققون المعدلات المطلوبة للالتحاق بالبرنامج الدراسي حسب الخطة الدراسية الموضوعة لهم. ونؤكد هنا على ضرورة دراسة مستويات متقدمة في اللغة الإنجليزية، وعدم الاكتفاء بالمعدل الأدنى المطلوب لدخول البرنامج الأكاديمي المراد دراسته، بل على الطالب الحصول على معدلات اعلى؛ إذ إن التمكن من اللغة يساعد الطالب في تحقيق النتائج المتوخاة في برنامجه الأكاديمي فضلا عن ان اللغة تفتح أمام الطالب فرصا مستقبلية أفضل في مجال التوظيف، كما تمنحه خيارات متعددة في إكمال دراسته العليا".

وأشار الدكتور العلوي إلى أن بعض الطلاب يواجهون في بداية مرحلة دراستهم مشكلة التأقلم مع نظام التدريس والتقويم، إذ إن الطالب في نظام التعليمي الأسترالي والنيوزيلندي يعتمد على نفسه بشكل كبير؛ من حيث الحصول على المعلومات من مصادرها، وتحليلها؛ للوصول إلى النتائج المطلوبة سواء كان منفردا أو ضمن مجموعة عمل. كما إن الطالب مطالب بالالتزام بتقديم ما يطلب منه من أبحاث، وتقارير، ومشاريع عملية في أوقات محددة. وعدم الالتزام بالوقت المحدد قد يعرض الطالب للرسوب في المادة أو الحصول على معدلات متدنية. وإن كان الطالب قد أنجز بحثه، أو تقريره، أو مشروعه بكفاءة عالية، فذلك لا يشفع له، بسبب عامل الـتأخير. فاحترام الوقت والالتزام به عامل مهم، ليس في النظام التعليمي فقط، بل حتى في الأمور الحياتية الأخرى. وما نود الإشارة إليه هنا أنه والحمد لله فإن معظم الطلاب العمانيين يتمكنون من التكيف والتعامل مع مثل هذه التحديات، ويحققون نتائج جيدة.

رعاية صحية

فيما يتعلق بالرعاية الصحية التي تتوفر للطالب العماني المبتعث إلى أستراليا ونيوزيلندا أوضح سعادة القنصل العام أن طبيعة تقديم خدمة الرعاية الصحية في أستراليا ونيوزيلندا تختلف عنها في السلطنة؛ فالطالب العماني قد اعتاد على نظام صحي يقدم له الخدمة بالمجان، وفي أي وقت شاء. بينما يختلف مفهوم تقديم الرعاية الصحية وإجراءاتها في كل من أستراليا، ونيوزيلندا، وعادة يتم إصدار التأمين الصحي عن طريق الجامعة التي يدرس فيها الطالب، فبمجرد وصوله إلى أستراليا يجب أن يراجع الجامعة لاستلام بطاقته الصحية وأن يحرص على تجديدها في الوقت المحدد. وعلى الطالب القيام بالإجراءات المعتادة فيما يتعلق بدفع تكاليف العلاج، وتعويض المبالغ التي قد لا يغطيها التأمين الصحي، حيث تتكفل القنصلية بتسديد الفارق حسب الأنظمة واللوائح المعمول بها في القنصلية.

متابعة وإشراف

وأضاف د.العلوي: "تتولى القنصلية العامة في أستراليا مهام الإشراف الأكاديمي على الطلاب العمانيين المبتعثين للدراسة في كُل من أستراليا ونيوزيلندا، حيث يقوم المشرفون في القنصلية بالمتابعة الأكاديمية للطالب منذ بدء برنامجه الدراسي، وعلى امتداد فترة بعثته الدراسية، وحتى تخرجه. وتتمثل تلك المتابعة في تقديم التوجيه الأكاديمي للطالب فيما يتعلق ببرنامجه الدراسي، ومساعدته في حل المشاكل والعقبات التي قد تعترضه خلال فترة ابتعاثه. كما تقوم القنصلية بالتنسيق مع جهات الابتعاث في السلطنة، والجامعات في كل من أستراليا ونيوزيلندا بشأن العديد من المواضيع مثل المتابعة الأكاديمية، والرسوم الدراسية. كذلك فإن دور القنصلية لا يقتصر على المتابعة الأكاديمية بل يمتد ليشمل توفير جميع الخدمات والتسهيلات التي يحتاجها الطلبة فيما يتعلق بإصدار القبولات وترتيب التأمين الصحي، بالإضافة إلى الجوانب المالية وتحويل المخصصات للطالب المبتعث وغيرها من الخدمات. والقنصلية تعمل على التواصل والمتابعة المستمرة مع الطلبة، ويتم هذا عن طريق الزيارات الدورية التي يقوم بها القنصل العام، وبالاتصالات الهاتفية. لكن يبقى التواصل عبر البريد الالكتروني للقنصلية، هو الوسيلة الأكثر تفضيلًا من قبل الطلبة. وعليه فإننا نحث أبناءنا الطلبة على ضرورة موافاة المختصين في القنصلية بأرقامهم وعنوانيهم للتواصل معهم، حيث يصعب على القنصلية الحصول على هذه المعلومات من الجامعات. كما أن بعض الطلبة يقومون بتغيير أرقام هواتفهم أو عناوين بريدهم الإلكتروني أو أماكن سكنهم دون إبلاغ القنصلية، مما يصعب على القنصلية فرصة التواصل معهم، وتقديم خدماتها لهم، وتقديم المساعدة التي قد يحتاجون إليها في الوقت المناسب".

أنشطة وجمعيات

وأوضح العلوي أن القنصلية تشرف كذلك على الجمعيات العمانية الطلابية المنتشرة في عدد من المدن الأسترالية والنيوزيلندية. حيث تنظم هذه الجمعيات العديد من الأنشطة في مختلف المجالات، وتوفر فرصة طيبة للطلاب العمانيين للتواصل مع بعضهم بعضا. بالإضافة إلى التعريف ببلدهم عمان، وحضارتها العريقة للمجتمع المحيط، وذلك عن طريق إقامة المعارض، والمهرجانات، والأسواق الخيرية، وتقديم العروض المسرحية. وتهتم هذه الجمعيات بإقامة العديد من الأنشطة الثقافية، والفنية، والرياضية، لتنمية روح الإبداع لدى الطلبة، وإبراز أهمية العمل التطوعي، وما يوفره ذلك من فرصة للطلبة المشاركين لصقل مهاراتهم، وممارسة هواياتهم في أوقات الفراغ. وتحرص وزارة التعليم العالي على توفير دعم مادي مناسب لهذه الجمعيات يقدم لها من خلال القنصلية؛ لتكون قادرة على تغطية تكاليف برامجها، وأنشطتها الثقافية، والترفيهية. ولا يقتصر دور هذه الجمعيات الطلابية على إقامة التجمعات والمهرجات فقط، بل تشمل الدعم والمساعدة للطلبة الدراسين هناك وبخاصة الجدد منهم. لذا ننصح الطلبة المقبلين على الدراسة في أستراليا ونيوزيلندا بالتواصل مع هذه الجمعيات من خلال عناوين تلك الجمعيات ومواقعها على شبكة الإنترنت.

تكاليف الدراسة والمعيشة

وعن تكاليف الدراسة والمعيشة في أستراليا ونيوزيلندا أوضح سعادة د.حمد العلوي أن تكاليف المعيشة التي تقدرها الإحصائيات بالنسبة للطلاب الأجانب في أستراليا ونيوزلندا تبلغ ما بين (24.000 دولار أسترالي) إلى (30.000 دولار أسترالي) في السنة للطالب بمفرده، ويتفاوت مستوى المعيشة من مدينة إلى أخرى وقد تزيد أو تنقص حسب مستوى المعيشة التي يختارها الطالب، كما تتفاوت الرسوم الدراسية من جامعة إلى أخرى حسب التخصص ومستوى الجامعة، حيث تبلغ الرسوم الدراسية في السنة ما بين (26.000 دولار أسترالي) للتخصصات الأدبية وتصل إلى (60.000 دولار أسترالي) لبعض التخصصات الطبية والعلمية، وتكاليف الدراسة والمعيشة في نيوزلندا مشابهة للتكاليف في أستراليا.

الطلبة الجدد

وفيما يتعلق باستعدادات القنصلية لاستقبال الطلبة العمانيين يقول القنصل العام لسفارة السلطنة في أستراليا: قامت القنصلية بالعديد من الخطوات استعداداً لاستقبال العدد الكبير من الطلاب الجدد المتوقع ابتعاثه إلى أستراليا هذا العام، حيث تم إعداد خطة لتوزيع الطلاب على مختلف الجامعات التي تتمتع بسمعة أكاديمية متميزة، والتواصل مع تلك الجامعات؛ لتسريع إجراءات القبول والتسجيل. بالإضافة إلى تنظيم عدد من اللقاءات مع مختلف الجهات المعنية بالطلبة الجدد. وتقوم القنصلية كذلك بالتنسيق مع الجهات المعنية في وزارة التعليم العالي لتوفير كل المعلومات المتعلقة بنظام الدراسة والحياة في أستراليا، من خلال عقد اللقاءات والبرامج التوعوية قبل وبعد مغادرة الطلبة الجدد أرض السلطنة؛ لتزويدهم بكل المعلومات المهمة التي تساعدهم على سرعة التأقلم والتكيف مع محيطهم الجديد. واستثمار المنابر المتاحة كصوت الابتعاث الذي يبث من جامعة سوينبرن بملبورن الأسترالية ومشروع تجربتي في الابتعاث الذي يخطو خطوات إيجابية في الإسهام بالتعريف بالدراسة بالخارج وطبيعة التحديات التي يمكن أن تواجه الطالب. ويمكن للطلبة الراغبين بالدراسة في أستراليا الدخول الى موقع القنصلية الشبكة العنكبوتية (الانترنت) www.oman.org.au