دورات المياه العامة مسؤولية من؟

علي بن راشد المطاعني

الكل يسأل عن مسؤولية إنشاء دورات المياه في الأماكن العامة هل هي وزارة السياحة، أم أجهزة البلديات في الدولة، وقد كثر الحديث عن هذا الجانب واستغرق الكثير من الوقت والجهد بين هذا الجهات حتى أمسى كنزاع معقد ومتشابك، بين عدة جهات في حكومة واحدة، وهو أحد فصول عدم وضوح الاختصاصات على ما يبدو وضعف التنسيق فيما بينها، هو واقع بحاجة إلى فض الاشتباك فيه لكي نستطيع تحديد المسؤول عن هذا الجانب الذي نراه بسيطا للغاية، لكنه مهم إزاء توفير خدمة حيوية للناس.

فإقامة دورات مياه وإدارتها في اعتقادي من صميم عمل أجهزة البلديات في الدول الأخرى، فهذا جانب من جوانب العمل البلدي الذي يجب أن يتوفر في كل مكان عام بغض النظر عن كينونة وماهية المكان سياحيا كان أم غير ذلك، فالأسواق العامة تحتاج إلى دورات مياه، والطرقات العامة والشواطئ والميادين التي يرتادها الناس.. الخ.

المنطق والواقع يقول إن هذه مسؤولية أجهزة البلديات باعتبارها أحد جوانب العمل البلدي الذي يحتاج أن تلتفت إليه وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه وبلدية مسقط وبلدية ظفار وصحار، حيث تمتلك هذه الجهات بلديات في كل ولاية من ولايات السلطنة.
‏للأسف فإن هذه الجزئيات ذات أهمية كبيرة إزاء ضرورة الفصل فيها وتحديد من تؤول إليه مثل هذه المهام، فهناك وزارة تختص بالقطاع السياحي من حيث التسهيلات والتشريعات والحوافز وغيرها، في حين أن أجهزة البلديات من صميم عملها إنشاء دورات المياه وإدارتها كجزء من خدماتها إزاء المجتمعات.
فاليوم بلدية مسقط تدير دورات مياه في بعض الشواطئ والأسواق على سبيل المثال، فلماذا لا نعمم هذه التجربة ونطورها في كل بلدية وحتى وإن تطلب الأمر فرض رسوم لاستخدامها في مقابل صيانتها وإدارتها.
هناك من يرى أن مسؤولية توفير دورات المياه في الأماكن السياحية من اختصاص وزارة السياحة، وكذلك توصيل الطرق والكهرباء والمياه وشبكات الهواتف وغيرها من الخدمات، وهذا غير صحيح في الواقع، فلكل جهة مسؤولية عليها توفيرها بحكم الاختصاص، والسياحة في أي بلد هي عبارة عن منظومة متكاملة من الخدمات تشارك فيها كل الجهات ذات الصلة.
بالطبع هناك من يحمل بعض الجهات مسؤولية جهات أخرى بدون وعي بتكامل المسؤوليات والأدوار، ولكن الواقع يختلف، إذ علينا أن نستنهض دور الجهات ذات العلاقة للقيام بعملها في مجال الخدمات العامة ودورات المياه جزئية رئيسية منها.
نأمل الفصل بين من ينشئ ويدير دورات المياه في الأماكن العامة والسياحية، فهي خدمة بسيطة إزاء إنجازها والقيام بها، وعظيمة في أجرها وثوابها.