بعد خمسة أسابيع من استعادة السيطرة على الموصل القوات العراقية تستعد لاستعادة تلعفر

الحدث الأحد ٢٠/أغسطس/٢٠١٧ ٠٤:٣٠ ص
بعد خمسة أسابيع من استعادة السيطرة على الموصل 

القوات العراقية تستعد لاستعادة تلعفر

بغداد – - رويترز

قال قادة عسكريون عراقيون إن قوات بلادهم تحركت إلى مواقع حول مدينة تلعفر هدفهم المقبل في حملة تحظى بدعم الولايات المتحدة لهزيمة تنظيم داعش بعد خمسة أسابيع من استعادة السيطرة على الموصل. وتلعفر معقل منذ فترة طويلة للإرهابيين وتقع على بعد 80 كيلومترًا غربي الموصل. وعزلت المدينة عن باقي المناطق التي تسيطر عليها داعش في يونيو. والمدينة محاطة بقوات الحكومة العراقية ومتطوعين من الجنوب ومقاتلي البشمركة الأكراد من الشمال.

معركة شرسة

ويقدر قادة عسكريون أمريكيون وعراقيون أن نحو 2000 إرهابي لا يزالون في المدينة. ومن المتوقع أن يخوضوا قتالًا شرسًا على الرغم من أن معلومات استخباراتية من داخل المدينة تشير إلى أنهم مستنزفون من المعارك والقصف الجوي ومن نقص الإمدادات منذ أشهر.
وانهارت فعليًا دولة «الخلافة» التي أعلنها التنظيم عندما أحكمت القوات العراقية الشهر الفائت سيطرتها على الموصل معقل التنظيم الرئيسي في العراق بعد حملة دامت تسعة أشهر. لكن أجزاء بالعراق وسوريا لا تزال تحت سيطرة التنظيم من بينها تلعفر التي كان يعيش بها نحو 200 ألف شخص قبل أن تسقط في أيدي التنظيم. ومنذ أسابيع تفر دفعات من المدنيين من تلعفر والقرى المحيطة بها في جنح الظلام إلا أن التقديرات تشير إلى بقاء آلاف عدة بسبب تهديدات بالقتل من المتشددين الذين أحكموا قبضتهم على المدينة منذ 2014.
وقال الفريق أول الركن عثمان الغانمي رئيس أركان الجيش العراقي هذا الأسبوع إن آلاف الجنود على أهبة الاستعداد على الجبهة في انتظار أوامر رئيس الوزراء حيدر العبادي ببدء الهجوم.

مخاوف تركية

قال قادة عراقيون لرويترز إن القوات المنتشرة حول تلعفر هي بالأساس الجيش العراقي وقوات الشرطة الاتحادية وقوات جهاز مكافحة الإرهاب التي دربتها الولايات المتحدة. وأضافوا أن من المرجح مشاركة وحدات من قوات الحشد الشعبي، إضافة إلى متطوعين من تلعفر يحاربون في صف القوات الحكومية.
ومن المرجح أن تقلق مشاركة الحشد الشعبي تركيا التي لها صلات بسكان المنطقة وأغلبهم من التركمان.

وشهدت المدينة موجات من العنف بعد غزو العراق العام 2003 وينحدر منها بعض أكبر قادة داعش.

ضربات استباقية

وقال المتحدث باسم الجيش العراقي العميد يحيى رسول إن القوات العراقية بدأت بالفعل تنفيذ ضربات جوية بهدف إنهاك المتشددين واستنزاف قدراتهم.

وشملت الأهداف التي ضربها التحالف أمس الأول الجمعة مستودعات للأسلحة ومراكز قيادة تمهيدا لشن هجوم بري.
وتشمل خطة المعركة إطباق القوات العراقية تدريجيًا على المدينة من ثلاث جهات هي الشرق والغرب والجنوب تحت غطاء من الضربات الجوية والمدفعية.
وقال اللواء نجم الجبوري أحد قادة الجيش العراقي لرويترز الشهر الفائت إن معركة تلعفر ستكون سهلة نسبيا. وقدر أن هناك أقل من 2000 مقاتل وأسرهم في المدينة لكنهم منهكون «ومعنوياتهم في الحضيض».
وقال سكان غادروا تلعفر الأسبوع الفائت لرويترز إن الإرهابيين بدا عليهم الإنهاك. وقال حج محمود وهو معلم متقاعد يبلغ من العمر 60 عاما «يستخدمون أنفاقا للتحرك من مكان لآخر لتجنب الضربات الجوية... بدت وجوههم يائسة ومنكسرة».

معركة صعبة

وقال الكولونيل ريان ديلون المتحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة «نتوقع أن تكون معركة صعبة».
وقال العقيد كريم اللامي من الفرقة التاسعة في الجيش العراقي إن معلومات المخابرات تظهر أن المقاتلين الباقين هم أساسًا من الأجانب والعرب وأسرهم مضيفا أن ذلك يعني أنهم سيقاتلون حتى النفس الأخير.
لكنه أضاف أن الأرض المنبسطة للمدينة وشوارعها الواسعة ستسمح للدبابات والمدرعات بمرور سلس مشيرًا إلى أن جزءًا واحدًا من تلعفر وهو حي السراي يشبه المدينة القديمة في الموصل التي اضطرت فيها القوات العراقية للتقدم سيرا على الأقدام في أزقة ضيقة من منزل لمنزل في معركة أسفرت عن دمار تام تقريبا للحي الأثري.
وقال المقدم صلاح عبد العباس من فرقة المشاة السادسة عشرة إنهم يستعدون لحرب عصابات بعد الدروس التي تعلموها في غرب الموصل.

فرار المدنيين

قدرت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة أن ما يتراوح بين عشرة آلاف و40 ألف شخص بقوا في تلعفر والقرى المجاورة. ويقول قادة عراقيون إن عدد من لا يزالون داخل المدينة نفسها بما في ذلك الإرهابيون وأسرهم يقترب من خمسة آلاف شخص.
وتقول جماعات إغاثة إنها لا تتوقع خروجًا جماعيًا بأعداد ضخمة من المدينة إذ أن أغلب سكانها غادروا بالفعل.
ويوم الأحد أتمت المنظمة الدولية للهجرة إجراءات 2760 شخصًا من الفارين من تلعفر والمناطق المحيطة بها قبل إرسالهم لمخيمات النازحين.
وقال حج محمود المعلم المتقاعد: «كنا نعيش في رعب ونفكر في الموت في كل لحظة». وقرر أن يفر هو وزوجته وأبناؤه الأربعة ويعيشون حاليا في مخيم حمام العليل منذ فرارهم.
وتحدث السكان عن هربهم في جنح الظلام خوفًا من المتشددين الذين يطلقون النار على كل من يرصدونه يحاول الفرار.
وقال خلف البالغ من العمر «عشرين عاما»: «هربنا في الليل أثناء صلاة العشاء... كل مقاتلي الدولة الإسلامية كانوا يصلون في المسجد لذلك لم يمسكوا بنا. إذا أمسكونا كانوا سيطلقون على رؤوسنا الرصاص» كما فعلوا مع جيرانه.
وفر خلف قبل خمسة أسابيع مع طفليه و40 شخصا آخرين من قرية كيسك وساروا لمدة يوم بأكمله للوصول إلى بر الأمان عند نقطة تفتيش للبشمركة.