جدوى الإعلام الإلكتروني للشركات

مقالات رأي و تحليلات الاثنين ٢١/أغسطس/٢٠١٧ ٠٤:٢٤ ص
جدوى الإعلام الإلكتروني للشركات

محمود بن سعيد العوفي
alaufi-992@hotmail.com

فرض الإعلام الإلكتروني «السوشل ميديا» واقعًا إعلاميًا جديدًا بكل المقاييس إذ انتقل بالإعلام إلى مستوى الانتشار واختراق كل الحواجز المكانية والزمانية، والتنوع اللامتناهي في الرسائل الإعلامية ومحتواها لما يملكه من قدرات ومقومات الوصول والنفاذ للجميع وامتداده الواسع بتقنياته وأدواته واستخدامه وتطبيقاته المتنوعة على الفضاء الإلكتروني المترامي الأطراف بلا حدود أو حواجز أو فوارق، كما يتميز بسرعة الوصول إلى أكبر عدد من الجمهور وبأقصر وقت ممكن وأقل تكلفة، وبات يشكل نافذة مهمة جداً لنشر المعلومات والحصول عليها، وبالتالي ظهر جيل جديد يسمى بالجيل الشبكي أو جيل الإنترنت. مع التقدم الكبير والمتسارع للتكنولوجيا والاتصالات في وقتنا الحالي وازدياد عدد مستخدمي الإنترنت بشكل هائل، أصبحت وسيلة الإنترنت من أكبر الأسواق التجارية في العالم، لتقديمها العديد من المزايا الغير موجودة في الأسواق التقليدية، وتضم مئات الملايين من المستخدمين والذين يمكن تحويلهم إلى زبائن حقيقيين لمنتجات الشركات والمؤسسات، هذه الأسباب ماهي إلا جزء صغير من مجموعة واسعة من الأسباب التي تدفع الشركات حالياً للعمل في مجال التسويق الإلكتروني.

وبات التسويق الإلكتروني ضروريًا حتميًا في المرحلة التي نعيشها حيث أصبح بالإمكان تتبع الزبون خلال الحملات الإعلانية للشركات في كل مرحلة من مراحل تفاعله معها، بدءًا من كيفية وصوله إلى الإعلان إلى مشاهدته، إلى النقر عليه، ومن ثم دخوله إلى الموقع المستهدف بالإعلان، من خلال هذه المعلومات يمكن للشركات تحسين استراتيجيتها التسويقية باستمرار، كما يمكنها معرفة نقاط الضعف وبالتالي يمكن تطويرها وصولاً لأهدافها المتوخاة كزيادة حجم المبيعات والأرباح.

ويدرك الكثيرون أن الإعلام الاجتماعي قد يكون محفزًا رئيسيًا على زيارة الموقع الإلكتروني للشركات، حين تضع روابط لمشاهدة الفيديوهات أو النشرات المعروضة على الموقع تدفع الجمهور إلى دخول الموقع وتصفح محتوياته، وبالتالي أصبح الإعلام التفاعلي من الضروريات المهمة بالنسبة لكافة الشركات والمؤسسات التي تسعى الى التطوير وتحسين خدماتها وتسهيل وصولها للمستفيدين، ولا يعني فقط تطبيق التكنولوجيا داخل المؤسسة أو الشركة بحسب بل يكون برنامجًا شموليًا لطريقة وأسلوب عملها داخليًا وأيضا كيفية تقديم منتجاتها وخدماتها للمستهلك المستهدف بشكل أسهل وأسرع.
وتساهم شبكات التواصل الاجتماعي «تويتر، فيسبوك، انستجرام، اليوتيوب» وغيرها من الوسائل في توسع وانتشار العلامة التجارية للشركات والمؤسسات في نطاق أوسع والوصول إلى شريحة أكبر من الزبائن والجمهور ليس فقط في نطاق محلي، ولكن يمكنها من التوسع في نطاق إقليمي ودولي من خلال تلكم التطبيقات المختلفة، حيث أصبح الإعلام الإلكتروني اليوم واقعًا لا مفر من التعامل معه، شئنا أم أبينا، فقد باتت أدوات الإعلام الجديد تفرض نفسها على أرض الواقع بشكل يجعلنا نحاول تكييفها لا رفضها، والتعامل معها لا إقصاءها في كافة المجالات.وأخيراً.. بلا شك أن الصحافة الورقية تأثرت بشكل كبير من قبل الإعلام الإلكتروني، ودخلت في قضية تهديد الدور، ولا أستطيع القول إن وجود أو طرح أي وسيط إعلامي جديد يقضي على الوسائط الأخرى، لكنه يهددها حقيقة، ويسحب من كعكة الجمهور الذي يتعاطى مع تلك الوسائط، وهنا يجوز القول إن الإعلام الإلكتروني سحب جزءًا جيدًا من جمهور الصحافة المطبوعة، وبالتالي بات من الضرورة بمكان أن يغير الإعلام الموجود لدينا دوره ومحتواه، إذا أراد أن يحتفظ بجزء من الجمهور الباقي، وخاصة في ظل أن أغلب الشركات بدأت تتجه نحو وسائل التواصل الاجتماعي لسهولة الوصول لأكبر عدد من الجمهور وانتشار سمعتها وعلامتها التجارية.