لنقدم المعلومات الصحيحة عند السفر

مقالات رأي و تحليلات الخميس ٢٤/أغسطس/٢٠١٧ ٠٤:٠٠ ص

علي بن راشد المطاعني

يجيء تنبيه السفارة العُمانية في موسكو للمواطنين العُمانيين بالإدلاء بمعلومات صحيحة عن الغرض من الزيارة عند الوصول إلى المنافذ الحدوديـــة لجمهورية روسيا الاتحادية ليكون مطابقا لما ورد في استمارة منح تأشيرة الدخـــول.. يجـــيء تلافيا لأي إيقـــاف‏ في المطارات وتجنبا لما يقع فيه البعض مـــن استهانة بدقة المعلومات المقدمة والخاصة بغرض الزيارات للعديد مـــن الدول الأمر الذي يوقع البعض في أخطاء تمنع دخولهم لتلك الدول أو إيقافهم أو إرجاعهم.

إن بعض السلوكيات الخاطئة في الإدلاء بمعلومات غير دقيقة وغير مطابقة لما في التأشيرات التي أصدرتها السفارات أو عبر المواقع الإلكترونية الدبلوماسية يعد أولا سلوكا مشينا محرما إسلاميا إذ يعتبر كذبا صريحا، والكذب محرم إسلاميا كما نعرف، ويتعين علينا في حلنا وترحالنا تقديم القدوة الحسنة للدول الأخرى إسلامية كانت أو غير ذلك، باعتبار أن الدين هو (المعاملة) وعلينا أن نحافظ على جوهره فهذا أقل ما يمكن تقديمه لهذا الدين السمح.

في الجانب الآخر فإن الإدلاء بالبيانات غير الدقيقة وغير المطابقة لما جاء في استمارة التأشيرة يدفع تلك الجهات للاشتباه في صاحبها، وإذ سماوات عصرنا ملبدة بسحب الإرهاب، فلماذا نضع أنفسنا في هذه المواقف المحرجة، رغم اليقين الكامل أن السلطنة هي أكثر دول العالم بعدا عن هذا الوصف.
الأمر الآخر الأكثر أهمية هو أن التأشيرات في بعض الدول تختلف قيمتها بين التأشيرات السياحية ‏والعلاجية والبزنس وغيرها، ولذلك فعندما تكتشف الأجهزة الأمنية في هذه الدول بأن المعلومات الواردة في استمارة منح التأشيرة لا تتطابق مع الغرض من الزيارة، فإن ذلك يعد تحايلا واضحا على النظام وتهربا من دفع الرسوم، إلى غير ذلك من التهم، وبالتالي فإن لهذه الدول الحق في اتخاذ أي إجراءات تحافظ بموجبها على أمنهـــا وتصون من خلالها سيادتها الوطنية، فلماذا نضع أنفسنا في هذه المواقف التي لا تسر بسبب زيادة ريالات بين تأشيرة سياحية وطبية مثلا.
البعض وربما عن جهل يخلط ما بين الزيارات‏ السياحية والعلاجية أو ربما يتحرج عن ذكر حقيقة إنه ذاهب للعلاج لأمور معروفة، غير واع أن ذلك قد يوقعه في ورطة هو في غنى عنها أصلا.
نأمل من إخواننا تحري الدقة في تعبئة استمارات منح التأشيرات والإيضاح الدقيق لسبب الزيارات لدول العالم، تلافيا لأي إحراج يسببونه لأنفسهم أولا ولسمعة بلادهم ثانيا ولشعوبهم ثالثا، إذ يجب علينا جميعا أن نعي حقيقة أن اسم العُماني يجب أن يظل ناصعا لا تشوبه شائبة لدى جميع الأمم والشعوب كما كان دوما، فهذا أقل ما يمكن تقديمه لوطننا العزيز إذ نحن سفراء له حول العالم.