رخيوت.. وجهة سياحية في كل المواسم

بلادنا الجمعة ٠١/سبتمبر/٢٠١٧ ٠٣:٤٠ ص
رخيوت.. وجهة سياحية في كل المواسم

رخيوت - علي بن محمد باقي
تصوير - د.عوض السعدوني

حبا الله بلدنا الغالي عُمان بطبيعة خلّابة وتضاريس بيئية مختلفة من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها بما في ذلك من شواطئ وسهول وجبال وصحاري وغيرها من المكونات الطبيعية الأخرى كالكهوف والأودية والأفلاج والعيون إضافة إلى أجوائها المعتدلة في معظم محافظات وولايات السلطنة.

وفي هذا السياق نسلّط الضوء على إحدى ولايات السلطنة التي تنفرد بجمال طبيعتها وتنوع بيئتها وتضاريسها إضافة إلى أجوائها المعتدلة طوال العام وهي ولاية رخيوت التي جاء اسمها من الرخاء وسعة العيش.

تعدُّ ولاية رخيوت من الولايات التابعة لمحافظة ظفار وتقع في الجزء الغربي من المحافظة إذ تبعد عن مدينة صلالة مركز محافظة ظفار حوالي 140 كيلومترًا، وتحد الولاية من اتجاهاتها الأربعة ولاية صلالة من جهة الشرق، ومن الغرب ولاية ضلكوت، ومن الشمال ولاية المزيونة، ومن الجنوب بحر العرب، وتتبع ولاية رخيوت نيابة واحدة وهي نيابة شهب أصعيب، وتحتضن ولاية رخيوت بيئات مختلفة تجمع بين السهل والجبل والبادية ما يشكّل طابعًا سياحيًا وبيئيًا من خلال الإطلالة من أعلى الجبال والمرتفعات.
وقد لعبت الولاية دورًا أساسيًا في الأزمنة القديمة فقد كانت إحدى محطات القوافل والنقل البحري إلى مختلف ولايات السلطنة وكذلك إلى البلدان المجاورة وبخاصة فيما يتعلق بتصدير اللبان والمنتجات المحلية من محاصيل زراعية موسمية ومنتجات ألبان محلية إلى الأسواق الخارجية، ويوجد بهذه الولاية العديد من المواقع الأثرية القديمة من حفريات ومقابر وأبراج وأضرحة. وتنفرد ولاية رخيوت عن غيرها من ولايات السلطنة بأجوائها اللطيفة والمعتدلة طوال مواسم السنة، ما يجعلها تستقبل العديد من الزوار من داخل السلطنة وخارجها نظرًا لما تتمتع به من تضاريس وبيئات مختلفة، إذ يستطيع الزائر التجوال من منطقة لأخرى بين الشواطئ الرملية والخلجان البحرية والجبال الشاهقة والعيون المائية العذبة والكهوف المطلة دون كلل أو ملل ما يشكّل موقع جذب سياحي نظرًا لوجود تلك المقومات الطبيعية المتنوعة بهذه الجزئية الساحرة من السلطنة.
ومن أهم المواقع السياحية في الولاية منطقة الفزايح الساحلية ومنطقة الحوطة ومنطقة خرفوت ومنطقة ذنت وحفرة اذابة شعت والحفريات القديمة في منطقة ثيتنتي إضافة إلى المعالم الأثرية القديمة من مساجد وقلاع وحصون تاريخية في مركز الولاية برخيوت الذي مثّل دورًا مهمًا في الحركة التجارية والاقتصادية لدى سكان ومرتادي الولاية قديمًا، إضافة إلى دور مركز الولاية آنذاك في اللقاءات الأهلية وحل الخلافات والقضايا الاجتماعية والقبلية بهدف لمّ الشمل.
كما تحتضن الولاية عيونًا مائية عدة أبرزها عين أنحارت ومنهال وإيروب وعين أعدي بالحوطة وعين غيران بخرفوت وكذلك عين هياك وعين نكبات. أما الكهوف والمغارات فيوجد بالولاية العديد منها أشهرها كهف أخاروت، وكهف شروت، وكهف حرتوم وكهف ذنت وكهف أحيول إضافة إلى الكثير من الكهوف التي تعتبر رئيسية لدى سكان الولاية ولم يصل إليها الطريق لتصبح معروفة ومشهورة لدى الجيل الحالي والزائر.
وفيما يتعلق بالشواطئ فهناك العديد من الشواطئ والخلجان البحرية ذات الرمال الفضية التي تبهر الزائر بصفاء بياضها فهناك شاطئ خرفوت الذي يقع بين ولايتي رخيوت وضلكوت إذ تمتاز المنطقة بمقومات طبيعية عدة منها المياه العذبة الجارية وأشجار التين والصبار إضافة إلى المواقع الأثرية القديمة وأيضًا شاطئ رخيوت وشاطئ الحوطة وشاطئ الفزايح، كما أن هناك العديد من الشواطئ والخلجان خاصة أن الولاية تقع على ساحل بحري ممتد من بعد المغسيل مباشرة وإلى غرب منطقة خرفوت مرورًا بمواقع ساحلية وجبلية عدة.
وبما أن الولاية تنفرد بتلك المقومات الطبيعية والتضاريس المختلفة والمناخ المعتدل، يعمل أبناء الولاية في العديد من المهن أبرزها وأشهرها تربية الماشية إذ يوجد في الولاية أعداد كبيرة من المواشي كالجمال والأبقار والأغنام ويعتمد سكان الولاية على هذا الجانب من المهن كونها منطقة رعي للمواشي وتنمو بها أنواع كثيرة من الحشائش الحيوانية والنباتات الطبيعية، إضافة إلى مهنة صيد الأسماك والشارخة والحبار إذ تعدّ الولاية من الولايات التي تنفرد بثروة بحرية نادرة من أسماك القاع وأسماك السطح بمختلف أنواعها وأشكالها وتأتي الشارخة المعروفة والتي تنفرد بها ولاية رخيوت عن غيرها لدى تجّار أسواق السمك نظرًا لحجمها وألوانها المختلفة وطعمها اللذيذ، كذلك الحبار ضمن الثروات البحرية لولاية رخيوت التي تصدّر إلى الخارج من خلال الأسواق المحلية.
كما يعمل أبناء الولاية في مهن وحرف عدة أبرزها استخراج العسل الطبيعي من الجبال وكذلك تربية نحل العسل في صناديق خشبية، وأيضًا بعض الحرف والمشغولات اليدوية والتي عادة تعمل فيها المرأة وهي الحرف والمشغولات اليدوية وصناعة الفخاريات والجلود إضافة إلى مشتقات الألبان. أما الزراعة فهي موسمية إذ يعمل بعض أهالي الولاية على زراعة بعض المحاصيل الزراعية الموسمية والتي عادة تزرع مع بداية موسم الخريف من كل عام وبخاصة الذرة واللوبي.
وما يميّز رخيوت عن غيرها الفنون المغناة من نانا ودبرارت ورعبوت وفن الوياد نظرًا لشرائح المجتمع المختلفة لتلك البيئات التي تحتضنها الولاية والتي تنفرد بأسلوب معيّن في أداء الفن.
وفي العهد الزاهر الميمون لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- أصبحت هناك نقلة نوعية على مستوى الولاية من بنية أساسية كالطرق والمدارس والمستشفيات والمياه والكهرباء إضافة إلى المؤسسات الحكومية الخدمية والأمنية المختلفة إضافة إلى المراكز الحرفية وجمعية للمرأة العُمانية.
وحظيت ولاية رخيوت كغيرها من ولايات السلطنة باهتمام كبير من قِبل الحكومة ليعيش ويستقر المواطن العُماني على هذه الأرض الطيبة، إذ يوجد في رخيوت العديد من المؤسسات الحكومية المختلفة أبرزها مكتب سعادة الوالي في مركز الولاية ومكتب لنائب الوالي في نيابة شهب أصعيب ومركز لشرطة عُمان السلطانية ومستشفى رخيوت في مركز المدينة ودائرة للثروة السمكية وأخرى للتنمية الزراعية والثروة الحيوانية ودائرة كاتب بالعدل ودائرة للمياه وأخرى للإسكان ودائرة للتنمية الاجتماعية وبلدية رخيوت ومكتب إشراف تربوي ومركز صحي بشهب أصعيب ومركز رخيوت للحرفيات ومكتب لشركة كهرباء المناطق الريفية وجمعية للمرأة العمانية إضافة إلى بعض المؤسسات العسكرية والأمنية.