السلطنة تدخل عصر «الطاقة البديلة»

مؤشر الأربعاء ١٣/سبتمبر/٢٠١٧ ٠٤:١٥ ص
السلطنة تدخل عصر «الطاقة البديلة»

مسقط -
أكد رئيس مجلس إدارة شركة كهرباء المناطق الريفية الشيخ فيصل بن خميس الحشار في تصريح خاص لـ«الشبيبة» أن توقيع اتفاقيتي شراء الطاقة والربط الكهربائي لمشروع ظفار لطاقة الرياح يحقق للسلطنة أبعادًا استراتيجية كثيرة، منها الدخول في مجال إنتاج الطاقة البديلة والصديقة للبيئة، مشيرًا إلى أن استخدام الرياح في إنتاج الطاقة الكهربائية يتوافق مع توجهات السلطنة في التقليل من الانبعاثات الغازية وإيجاد التوازن البيئي، خصوصًا في المناطق التي توجد بها محطات إنتاج الكهرباء.

وأضاف الحشار أن هناك أبعادًا اقتصادية وتجارية للمشروع تتمثل في توفير الطاقة الكهربائية اللازمة للتوسع العمراني الذي تشهده محافظة ظفار، وللاستخدامات التجارية والصناعية بالمحافظة، وبتكلفة تشغيلية أقل؛ مما يساهم في دعم توجه الحكومة في تحقيق كفاءة الإنفاق.
وأشار الحشار إلى أن مجال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح أو ما يسمى بالطاقة النظيفة يعد قطاعًا اقتصاديًا واعدًا يستدعي زيادة الاستثمار فيه بالشراكة بين القطاعين العام والخاص، خصوصًا لما تتمتع به السلطنة من مقومات جيدة في هذين المجالين تمكنها من إنتاج كميات كبيرة من الطاقة تقلل من استهلاك الديزل والغاز على المستوى المحلي، مشيرًا إلى أن الشركة تعمل حاليًا على إعداد دراسات جدوى لعدد من المواقع الأخرى.
وكانت شركة كهرباء المناطق الريفية (إحدى شركات مجموعة نماء) احتفلت أمس بتوقيع اتفاقيتين لمشروع ظفار لطاقة الرياح، تضمنت الاتفاقية الأولى شراء الطاقة مع الشركة العمانية لشراء الطاقة والمياه، فيما كانت الاتفاقية الثانية حول الربط الكهربائي بالشبكة الرئيسية بظفار مع الشركة العمانية لنقل الكهرباء، وقد أسندت اتفاقية الهندسة والتوريد والإنشاء إلى شركة أبوظبي لطاقة المستقبل (مصدر)، على أن يقام المشروع في منطقة فتخيت بولاية شليم وجزر الحلانيات بمحافظة ظفار، وتقدر السعة الإجمالية له 50 ميجاواط، وسيُبنى وفقًا لأحدث المعايير العالمية.

توظيف المقومات الطبيعية

ألقى الرئيس التنفيذي لشركة المناطق الريفية م.صالح بن ناصر الرمحي كلمة قال فيها: «بذلت السلطنة على مدى السنوات الفائتة جهودًا لتوظيف المقومات الطبيعية في إنتاج الطاقة، عبر مجموعة من الدراسات التي أثبتت إمكانية استثمار طاقة الرياح والطاقة الشمسية؛ مما حدا بالجهات المختصة في السلطنة لتبني هذا التوجه عبر مجموعة من البرامج والخطط، وها نحن اليوم نحتفل بتدشين باكورة هذه المشاريع التي -بدون شك- ستتبعها مشاريع أخرى قادمة في محافظة أخرى من محافظات السلطنة».
وأضاف: «إن الطلب على الطاقة الكهربائية يسجل نموًا متسارعًا خلال السنوات الفائتة، وهذا ينمو بشكل مطرد مع التطور والنمو الاقتصادي والخطط التنومية الرامية إلى تعزيز التنويع الاقتصادي في السلطنة. فقد بلغ التزويد بالكهرباء في العام 2016,30.4 تيراواط/‏ ساعة، أي بزيادة بنسبة 5 % مما كان عليه في العام 2015، و220 % أعلى مما كان عليه في العام 2005 وهو العام الذي جرت فيه إعادة هيكلة قطاع الكهرباء».

ارتفاع حسابات المشتركين

وبيَّن الرمحي في كلمته أن «عدد حسابات المشتركين قد زاد بنسبة 7.4 % مقارنة بالعام 2015، ليصل إلى أكثر من 1,074,597 حساب بنهاية العام 2016. الأمر الذي يحتم استمرارية البحث والتطوير عن مصادر أفضل وأكثر كفاءة اقتصادية في مجالات إنتاج الطاقة الكهربائية، ومن هنا يأتي دور شركات الكهرباء وفي مقدمتها شركة المناطق الريفية في بالبحث عن بدائل وخيارات من شأنها تمكين القطاع للقيام بدوره في مواكبة الحركة السكانية والعمرانية والاقتصادية، ودراسة البدائل التي بمقدورتها دعم القطاع وتطويره من خلال التوسع في عمليات الإنتاج والشبكات. ومن هذا المنطلق يتجه قطاع الكهرباء في السلطنة متمثلًا في شركات مجموعة «نماء» إلى رفع الكفاءة الاقتصادية لمنظومة خدمات الكهرباء المقدمة إلى المشتركين، منسجمًا مع الجهود التي تبذلها الهيئة العامة للكهرباء والمياه، وهيئة تنظيم الكهرباء في إجراء الدراسات وسن التشريعات الرامية إلى تشجيع الاستثمار في مجالات الطاقة المتجددة، ومبادرات الحفاظ على الطاقة».
وأشار إلى أن مشروع ظفار لطاقة الرياح يعدُّ نقلة نوعية في مشاريع الطاقة النظيفة في المنطقة بصفة عامة وفي السلطنة بصفة خاصة، إذ يعدُّ أول مشروع من نوعه في منطقة الخليج والذي سيقام على مساحة إجمالية وقدرها 1900 هكتار، وروعي أن تكون ملائمة لطبيعة المشروع الفنية والتوسعات مستقبلية.

جهود

وأوضح الرئيس التنفيذي بشركة كهرباء المناطق الريفية قائلًا: «إن ما نشهده من مراسم البداية الفعلية وتوقيع اتفاقيتي شراء الطاقة والربط الكهربائي للمشروع إنما هو حصيلة للجهود التي أتت بعد توقيع اتفاقية تطوير المشروع مع شركة أبوظبي لطاقة المستقبل (مصدر) في العام 2014، التي بدورها أسندت الأعمال الهندسية والتوريد والإنشاء إلى ائتلاف من شركات عالمية يضم كلا من: شركة جنرال إلكترك، وشركة تي أس كيه الإسبانية لبناء المحطة».

انبعاثات

وأكد أن المشروع ستبلغ كلفته 105 ملايين دولار، وسيساهم في تفادي إطلاق 110 آلاف طن من الانبعاثات الغازية سنويًا مقارنة بالوقود الأحفوري، كما سيساهم في بناء القدرات وتأهيل الكوادر العمانية للعمل في مثل هذه المشاريع الحيوية، مضيفًا أن شركة كهرباء المناطق الريفية (إحدى شركات مجموعة نماء) من الشركات السباقة في مجال مشاريع الطاقة المتجددة (النظيفة)، ففي العام 2015 دشنت الشركة مشروعًا يعمل بالطاقة الشمسية في ولاية المزيونة بمحافظة ظفار باستخدام تكنولوجيا الطاقة الشمسية، وتبلغ سعة المشروع 307 كيلوواط ومساحته الإجمالية 8000 م2، وقد ساهم المشروع في تقليل ما يقارب 433 طن من الانبعاثات الغازية، كما وفر من استهلاك ما يقارب 155 ألف لتر من الديزل.

وفي ختام كلمته أشار الرئيس التنفيذي لشركة كهرباء المناطق الريفية م.صالح بن ناصر الرمحي إلى أن الشركة تقوم حاليًا بإجراء دراسات جدوى للعديد من المواقع الأخرى من الناحية الاقتصادية والفنية لتطوير مثل هذه المشاريع، ومن المتوقع أن تساهم تلك المشاريع في زيادة مساهمة الطــــــاقة المتجددة في خليط إنتاج الكهرباء بالشركة.