نحو تخصيص أملاك للأفلاج

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ١٣/سبتمبر/٢٠١٧ ٠٤:٢٥ ص
نحو تخصيص أملاك للأفلاج

علي بن راشد المطاعني

أحد القراء اقترح تخصيص أراضٍ للأفلاج في البلاد يعود ريعها لصيانتها والاهتمام بها، وهو من المقترحات الرائعة في الحقيقة، وذا مدلول مهم في تأكيد ديمومة جريانها وصيانتها ولتستمر هذه الأنهار الطبيعية في ري الأرض الطيبة ولتطرح ثمارها الطيب خيرًا للجميع.

ثم هي ومن ناحيـــة أخرى تساهم في إحياء هذا الإرث العُماني الخالد المسجل ضمن التراث العالمي لدى المنظمة العالمية للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) الأمر الذي يبعث على الارتياح لمثل هذه المقترحات ودلالاتها في تطوير الأفلاج في البلاد بإيجاد أوقاف لها تدر دخلًا لصيانتها وإعمارها.
إن الأفلاج في السلطنة تحظى باهتمام حكومي وشعبي كبيرين يعكسان أهمية هذا الإرث الحضاري كأحد أهم مصادر الري في السلطنة منذ آلاف السنين برع فيه العُمانيون من خلال هندسة لم تتوصل العلوم الحديثة إلى أسرارها العميقة بعد، هذا الإرث يواجه في الواقع مشكلات وتحديات أهمها الصيانة لضمان جريانها، وهذا بالطبع يحتاج لموارد مالية كبيرة وبنحو دائم ومستمر، وتخصيص أراضي في مواقع ممتازة في كل الولايات للأفلاج من شأنه أن يرفد مواردها ويعمل على تأهيلها.
الحكومة ممثلة في وزارة الزراعة والثروة السمكية أنفقت مشكورة الكثير من الأموال على الأفلاج، ولبت الكثير من طلبات المواطنين الأجلاء والمخلصين الذين يصف بعضهم الفلج بأمه التي تستحق العناية والرعاية، وهو وصف له من الدلالات والمعاني ما له، وتجدهم يتابعون الوزارة بنحو دائم في هذا الشأن، وبالطبع فإن إيجاد موارد أخرى بدلية لهذا الدعم من شأنه أن يقلل هذه المطالبات، ويوجد موارد ثابتة يصرف منها على الأفلاج لكي تستمر في التدفق إلى الأبد.
اليوم لدينا أكثر من 4000 فلج تمثل شرايين ‏لري 60 % من الأراضي الزراعية في السلطنة جديرة بأن تكون لها أوقاف تدر عليها دخلًا مجزيًا يضاف إلى ما للأفلاج أصلًا من أوقاف ومن أموال.
إن مبررات إيجاد أراضٍ في المرحلة الراهنة والقادمة في ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة كبيرة إزاء تقليل الأعباء المالية على الدولة بإيجاد مصادر أخرى تسهم في رفد هذه الأفلاج وباعتبارها أحد شرايين الحياة في البلاد.
البعض قد يرى صعوبة في إيجاد مثل هذه الأراضي الوقفية للأفلاج كمثل ما لدي المساجد والأندية، لكن الحكومة ممثلة بوزارة الإسكان منحت وتمنح مئات الآلاف من الأراضي لأفراد وشركات بشكل فردي، ويمكنها أن تخصص أراضي للأفلاج إذا ما توفرت الإرادة الكافية، ولتبقى شامخة أبدا كما نتطلع جميعًا.
نأمل مــن وزارة الإسكـــان والزراعة والثروة السمكية دراسة مثل هذه المقترحات الرائعة، والعمل على بلورتها وإنزالها إلى أرض الواقع بأسرع ما يمكن فالأفلاج مستمرة في الجريان ولن نسمح لها بالتوقف.