الموت الإكلينيكي للأندية

مقالات رأي و تحليلات الخميس ١٤/سبتمبر/٢٠١٧ ٠٥:٠٧ ص
الموت الإكلينيكي للأندية

سالم الحبسي
ss.alhabsi@hotmail.com

السبت..

انطلق الموسم الرياضي بكأس السوبر بداية الأسبوع، وقبل «24 ساعة» انطلق دوري عمانتل مكتمل النصاب رغم كل التجاذبات التي حدثت وشهدتها الساحة الكروية بين الاتحاد والأندية فيما يتعلق «بالهبوط الثلاثي المرعب»..
ينطلق الموسم الكروي وهناك الكثير والعديد من الأسئلة المحيرة التي تحتاج لإجابات شافية.. لن نحصل عليها الآن، وإنما مع مرور الوقت ومع اتضاح شكل المنافسة بين الفرق الـ»14» في انتظار موسم أفضل.
ومن الطبيعي أن يكون الحديث، من هي الفرق المرشحة للمنافسة والفوز بالدرع، وإن كانت المؤشرات تعطي فريقي ظفار والسويق الأفضلية ليكونا الأقرب، ولكن ربما تكون لبقية الأندية كلمة أخرى..! ننتظر ونراقب المشهد الكروي المقبل.

الأحد..

ليس من السهل أن تغلق وتجمِّد وتوقف نشاط فريق! وعندما تتخذ مثل هذا القرار فمن المؤكد أن لها أسبابًا وتبعات كثيرة جدًا، فالقرار الذي اتخذه نادي الخابورة بالاعتذار عن المشاركة في دوري الدرجة الأولى للظروف المالية والمديونية الدولية والمحلية هو قرار -ربما- اتخذته اللجنة المؤقتة من قبيل «مكرهٌ أخاك لا بطل»، إلا أن تبعات هذا القرار -بغض النظر عن أسبابه- ستؤثر في الشباب «الفريق المجمَّد، والفرق الرياضية، والجماهير»، وهو تأثير سلبي يحتاج للعديد من المعالجات، حتى لا يشعر شباب الخابورة بفجوة..
ولا يمكن أن تلام الإدارة المؤقتة التي جاءت منذ أيام قليلة جدًا، وحاولت أن تنقذ ما يمكن إنقاذه، ولكن السؤال يوجه للإدارة السابقة، لماذا وصل نادي الخابورة إلى هذا الوضع البائس..؟!
ولماذا لم تكن هناك حلول تدريجية منذ العام 2015..؟! ولماذا سرَّحت الفريق الكروي الأول والأولمبي..؟!
وهل كانت الجمعية العمومية تعلم بما يدور في الكواليس..؟! فإذا كانت لا تعلم فتلك مصيبة..؟! وإن كانت تعلم فالمصيبة أكبر..؟!

الاثنين..

نادي الخابورة ليس النادي الأول الذي يجمِّد فريقه الكروي، فهذا أصبح عرفًا أمام العديد من الإدارات التي تستلم الأندية في «ظروف غامضة».. فهناك عشرات الأندية التي مرت في مرحلة «الموت الإكلينيكي الكروي»، من مسندم إلى الظاهرة وصولًا إلى الداخلية للباطنة حتى الشرقية، منها رجع للحياة ومنها ما يزال في غيبوبته..!
وتناولنا في هذي الزاوية قبل أسابيع ظاهرة «الإدارات المؤقتة» التي انتشرت مؤخرًا في أنديتنا بسبب التراكمات المالية التي تسببها إدارات الأندية المنتخبة التي تدخل للنادي وتخرج دون حسيب أو رقيب.

الثلاثاء..

وفي ظل الغيبوبة التي تعيشها الجمعيات العمومية للأندية لعدم وجود دور حقيقي وفعَّال لها سوى التصويت يوم الانتخابات -إلا من رحم ربي؛ يتطلب الموقف من وزارة الشؤون الرياضية التدخل الحازم حتى لا تستشري «ظاهرة المديونية المتضخمة» على الأندية بمتابعة أكبر من الرقابة الحالية، وإلا سنجد أن عدد الأندية التي تجمِّد فرقها الرياضية والكروية خاصة في ازدياد!
ورغم وجود النظام المالي في الوزارة إلا أنه يحتاج لتفعيل أكبر، وصرامة في التطبيق، بحيث لا يسمح للأندية بالدخول في التزامات مالية إلا في حدود موازناتها، بالإضافة إلى محاسبة الإدارات التي تقوم بالتجاوز.

الأربعاء..

عندما تقف أمام مشهد مديونيات الأندية ستجد أن معظم المديونيات الضخمة نتجت من نظرة الأندية للتركيز على التعاقدات الوقتية لنجوم لعبة كرة القدم، وهو التوجه الذي أغرق معظم الأندية التي ما زالت تتعالى على الموقف، وسعيًا منها للبحث عن إنجازات وقتية في البطولات الكروية، فهناك أندية بلغت مديونيتها سقف المليون ريال..
لن يصلح هذا الوضع إلا إذا راجعت الأندية موقفها بشكل جماعي في لقاء يجمعها لتضع آليات صحيحة وسليمة يتتفق عليها، وإلا سنجد أنديتنا تغرق في البحر الميت!

الخميس..

تعرضت الكرة الإماراتية خلال فترة قصيرة لهزتين عنيفتين، الأولى خروج المنتخب الإماراتي من تصفيات كأس العالم 2018 رغم الانطلاقة القوية للأبيض في بداية التصفيات بالفوز على أقوى منتخبات القارة الآسيوية منتخب اليابان، والصدمة الثانية خروج نادي العين بخسارة عنيفة أمام الهلال السعودي، وهو ما يستدعي أن تراجع الكرة الإماراتية الموقف قبل أن تدخل مرحلة البحث عن كرتها لفترة طويلة.