سان سو كي لم تحضر جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة تزايد الضغوط الدولية على ميانمار

الحدث الخميس ١٤/سبتمبر/٢٠١٧ ٠٤:٥٨ ص
سان سو كي لم تحضر جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة 
تزايد الضغوط الدولية على ميانمار

عواصم – ش – وكالات

أعلن مكتب زعيمة ميانمار أونج سان سو كي أمس الأربعاء إنها لن تحضر جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة بسبب أزمة الروهينجا المسلمين.
وتواجه سو كي غضبًا عارمًا حيال أعمال العنف العرقية في بلادها التي أجبرت حوالي 370 ألفًا من أقلية الروهينجا على الفرار إلى بنجلاديش.
وهذه الهجرة الجماعية، التي بدأت في أعقاب حملة أمنية شرسة شنتها قوات الأمن في ميانمار، هي الأزمة الأكبر التي تواجهها سو كي منذ توليها قيادة ميانمار في العام الفائت.
وفي أول خطاب لها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد توليها منصبها في سبتمبر من العام الفائت دافعت سو كي عن جهود حكومتها لحل أزمة التعامل مع الأقلية المسلمة في بلادها.
وهذا العام قال مكتبها إنها لن تحضر بسبب التهديدات الأمنية التي يشكلها المتمردون وبسبب مساعيها لاستعادة الأمن والسلام.
وقال زاو هتاي المتحدث باسم مكتب سو كي لرويترز "إنها تحاول السيطرة على الوضع الأمني وإرساء السلام الداخلي والاستقرار ومنع انتشار الصراع".

جلسة مغلقة
وعقد مجلس الأمن الدولي أمس الأربعاء جلسة مغلقة هي الثانية بعد اندلاع الأزمة. وعبر السفير البريطاني ماثيو ريكروفت عن أمله في صدور بيان بخصوص الأزمة يوافق عليه المجلس.
لكن منظمات حقوق الإنسان استنكرت عدم عقد مجلس الأمن الدولي جلسة علنية. وقال دبلوماسيون إن الصين وروسيا ستعترضان على الأرجح على مثل هذه الخطوة وستحميان ميانمار في حال ممارسة أي ضغوط بالمجلس لدفعه لاتخاذ إجراء في محاولة لإنهاء الأزمة.
ولا تظهر مؤشرات على تراجع الهجرة الجماعية إلى بنجلاديش مع ارتفاع عدد اللاجئين الروهينجا بها إلى 370 ألفًا وفق آخر تقديرات الأمم المتحدة إضافة إلى نحو 400 ألف سبق لهم اللجوء إلى هناك.
ويعاني الكثير من اللاجئين الجوع والمرض وهم يعيشون في العراء دون مياه نظيفة وسط الموسم الماطر بالمنطقة حاليا.
وقالت الأمم المتحدة إن 200 ألف طفل يحتاجون إلى دعم إنساني عاجل.

احتواء الأزمة
قال مسؤول كبير بالأمم المتحدة امس الأربعاء إن وكالات الإغاثة يجب أن تعزز عملياتها "بقوة" بعد وصول نحو 400 ألف لاجئ إلى بنجلاديش فرارا من العنف في ميانمار.
وأضاف أن الأموال اللازمة لمساعدة هؤلاء اللاجئين زادت كثيرًا.
وبدأ تدفق الروهينجا المسلمين على بنجلاديش في 25 أغسطس بعدما هاجم متمردون من الروهينجا نحو 30 موقعًا للشرطة ومعسكرًا للجيش. ودفعت الهجمات قوات الأمن إلى شن هجوم عسكري مضاد واسع النطاق.
وقال جورج وليام أوكوث-أوبو مساعد المفوض السامي للعمليات في مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة لرويترز خلال زيارة لمخيم للاجئين في بنجلاديش "سنحتاج جميعًا إلى تعزيز استجابتنا بقوة.. من الطعام إلى المأوى".

ضغوط واسعة
زادت الضغوط على ميانمار لإنهاء العنف الذي تسبب في فرار نحو 370 ألفًا من المسلمين الروهينجا إلى بنجلاديش حيث دعت الولايات المتحدة لحماية المدنيين وحثت بنجلاديش على توفير مناطق آمنة لتمكين اللاجئين من العودة لديارهم.
لكن الصين التي تتنافس مع الولايات المتحدة على النفوذ لدى جارتها الجنوبية قالت إنها تؤيد جهود ميانمار لحماية "التنمية والاستقرار".
وتقول حكومة ميانمار إن قواتها الأمنية تحارب متشددين من الروهينجا يقفون خلف موجة عنف في ولاية راخين بدأت في 25 أغسطس وإنها تقوم بكل ما في وسعها لتجنب إيذاء المدنيين.
وتقول الحكومة إن نحو 400 شخص لقوا حتفهم في القتال بالولاية الواقعة في غرب البلاد.
وانتقد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان ميانمار الاثنين بسبب "العملية العسكرية الوحشية" ضد الروهينجا المسلمين والتي وصفها بأنها "مثال صارخ على التطهير العرقي".
وقالت الولايات المتحدة إن نزوح الروهينجا المسلمين يشير إلى أن قوات الأمن في ميانمار لا تحمي المدنيين. وواشنطن داعم قوي لانتقال ميانمار إلى الديمقراطية بقيادة الزعيمة أونج سان سو كي الحائزة على جائزة نوبل للسلام بعد عقود من الحكم العسكري الصارم.
وقال البيت الأبيض في بيان "ندعو سلطات الأمن في بورما (ميانمار) إلى احترام سيادة القانون ووقف العنف ووضع حد لنزوح المدنيين من كل المجتمعات".
ولم يتسن الوصول إلى متحدثين باسم الحكومة في ميانمار لكن الخارجية قالت قبل بيان البيت الأبيض إن ميانمار قلقة أيضا بشأن المعاناة. وأضافت أن قوات الأمن في البلاد تؤدي واجبها المشروع باستعادة الأمن ردا على أعمال متشددة.
ولا يزال الرحيل الجماعي إلى بنجلاديش مستمرا دون أي مؤشر على انخفاضه إذ قالت متحدثة باسم مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إن 370 ألف شخص وصلوا إلى هناك مقارنة بنحو 313 ألفا قبل أيام.
وقالت رئيسة وزراء بنجلاديش الشيخة حسينة إنه ينبغي لميانمار إقامة مناطق آمنة لتمكين اللاجئين من العودة لديارهم.
وتعتبر حكومة ميانمار قرابة مليون من الروهينجا مهاجرين غير شرعيين من بنجلاديش المجاورة وتحرمهم من الجنسية على الرغم من أن الكثير من أسر الروهينجا تعيش في ميانمار منذ وقت طويل.